2- إنسان أفضل وإنسان أسوأ

32 11 20
                                    

حمل (لوسيان) حقيبته وغداءه و(جيرال) على ظهره عندما سمع بخبر ظهور النتيجة، ثم ركض من المقهى حتى فناء الأكاديمية بأقصى سرعة لديه، ربما اصطدم بشخص أو شخصين ولم يلتفت للإعتذار...

بداخله هيَّأ نفسه للمركز الثاني، ليس كنوع من الألعاب النفسية التي يمارسها على عقله، لا يود توقع الأسوأ حتى يقي نفسه عذاب خيبة الأمل، فالحصول على المركز الثاني ليس في قائمة احتمالاته أصلًا...

هو يتوقع الأسوأ لأنه حين يتوقع الأفضل لا يحدث.

توقفا أمام جمع من الناس الملتفين حول عمود طويل، لم يستطيعا العبور، اقترح (جيرال):

- ماذا لو نعود في وقتٍ لاحق...؟

وحين نظر بجانبه لم يرَ صديقه، أخذ (لوسيان) غطسة وتسلل بين أرجل الواقفين، وما كان لـ(جيرال) إلا أن يتبعه.

بعد القليل من الشد والدفع والتزاحم، تراءت لهما لوحة الترتيب أخيرًا، هدأ (لوسيان) من روع نفسه، وبدأ يفكر:( أنا في المركز الثاني غالبًا.. ما احتمال أن أكون في المركز الأول؟ بالتأكيد لم تسرِ الأمور على ما يرام.. نادرًا ما تسري على ما يرام..)

ثم أدى صلواته لله، وفتح عينيه بخوف لينظر للترتيب، ثم حلت عليه الصدمة التي شلت أطرافه - بلا مبالغة- وجعلتها تمذل

لقد حصل على المركز الثاني بالفعل!

- ك... كيف... ولكن... ؟

نظر للاسم الذي يتصدره وإذا بذلك الاسم البغيض (روزالين ماي داونز)، ثم أدخل يده لجيبه الذي لا يزال يحتفظ به بالنظارات، وتأكد من وجودها... إذًا... كيف؟

نظر لـ(جيرال) الذي فحص اللوحة الطويلة حتى ركع على ركبتيه لآخر رقم، رفع (جيرال) رأسه باستنجاد:

- اسمي غير موجود...

عقد (لوسيان) حاجبيه متعجبًا لما قاله صديقه، لدرجة أنه للحظة نسي حصوله على المركز الثاني، لكن سرعان ما رجع تسلل المشاعر البغيضة لقلبه، وأمسك يد صاحبه يجره:

- فلنذهب لشئون الطلبة قد نجد تفسيرًا هناك...

وذهب خلفه (جيرال) دون أن يدري لأي الأمرين سيطلبان التفسير.

وفي المكتب كان يوجد رجل مسن، أستاذ (كوبر) بيده مرآة صغيرة يرتب بها شاربيه المنفصلين يمينًا ويسارًا، ما إن انتبه لهما، وضع المرآة جانبًا، وعدل ربطة عنقه، ثم سألهما بصوتٍ أجش:

- ما الذي أحضركما؟
- أريد إعادة تصحيح لامتحاني، وهو لا يجد اسمه على لائحة الترتيب.
- إعادة تصحيح لماذا، (لوسيان)؟ أنت متفوق! وبالنسبة لك (جيرال)، هل بحثت في مؤخرة اللوحة؟

رد عليه (جيرال) :
-نعم، يا سيدي.
- إذًا ابحث في مقدمتها لعلك نجحت هذه المرة..

أخذ (لوسيان) كرسيًا وبدأ يشرح للأستاذ بعصبية:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لوسي وروزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن