The trumpet vine المتسلِقة البوقِية

... 2...

Hi.

.
.

اتجه سريعا لمكتب الطبيب حيث دخل بدون طرق الباب ليرفع رأسه ذلك الطبيب للواقف امامه وصدره يعلو وينزل يأخذ انفاسا متقطعة تدل على ركضه بسرعة وضع الشاب يداه على ركبتيه مميلا نفسه للامام قليلا ليخرج صوته متقطعا اثر اخذه لانفاسه:

اخبروني انها احدثت ردَّةَ فِعْل "

استقام الطبيب من مكانه ليتقدم من طاولة بمكتبه يصب الماء في كأس ليمدها لذلك الشاب امامه بشعره البني المموج قليلا وعيناه الزرقاء المنطفئة والتعبة بملابسه الرسمية السوداء وحذائه اللامع  استقام الآخر ليأخذ الكأس يتجرعه في آن واحد بينما اخذ الطبيب يعيد الشاب للوراء ليجعله يجلس فوق احد الكراسي ليقابله بالجهة الاخرى رفع نظارته الطبية تزامنا مع حديثه الهادئ:

أجل فعلت..

تهلهلت اسارير الآخر لكلمة لتنطفئ وهو يستمع لحديث الطبيب:

ولكن هذا لايعني انها ستستيقظ قريبا وإن حدث أتمنى أن تكون مستعداً لأي شيء كفقدان ذاكرة مثلاً.

"اتمنى أن يختفي ذلك الجزء الصغير فقط من ذاكرتها"
تمتم الشاب بسره ليبتسم ثم يردف بصوته الرجولي:

لا عليك المهم أن تكون بخير وتستيقظ قريبا فشهر ونصف ليس بالمدة الهينة علي...
فلتسعى لاستيقاظها مبكراً.

انهى حديثه تزامنا مع غلقه للباب ورائه ليتجه لغرفتها ليدلف ويجلس امامها بكرسي ويمسك بكفها بين خاصته اما الاخرى تمردت لاحدى خصلاتها السوداء تحثها عن الابتعاد وعدم التمرد على وجه محبوبته

نظر مطولا لتقاسيم وجهها اللطيفة الطفولية عيناها وكم يتمنى أن يتسنى له رؤية بريق خضراويتاها مرة اخرى ثم اشاح بنظره نحو شفتاها الممتلئة ليتذكر كيف كان يقبلها بجموح وكل مرة تخجل هي لذلك وكأنها أول مرة.

تلمس وجنتاها قليلا ولم يخفى عنه شحوب بشرتها ليستيقظ من شروده على حركة خفيفة بكفه وذلك لتحريكها لاصبعها لينظر لوجهها بينما اخذت الاخرى تحاول بجهد فتح مقلتاها لينتهي بها المطاف منتصرة لتفتحهما قليلا ليواجهها البياض اغمضت عيناها قليلا لتعاد فتحتهم متعودة على الضوء بينما الاخر بقي متصنما مكانه ينتظر ردة فعلها لرؤيته امامها امالت برأسها اخيرا لشعورها بكف تلامس كفها لتجده جالس أمامها بهالته الرجولية وزرقاويتاه تتبعانها بهدوء.