الاوهام دوما مخلصة لنا الفصل الاول :الشمس0.1

37 4 1
                                    

أماطـل كعادتـي للنهوض مـن فراشـي أنـا فعليـا قـد فتحـت عينـي، وأنـا الآن أحــدق إلــى ســقف غرفتــي المظلــم التــي أمســت كالمقبــرة الــذي خلــت أو قــدهجرها ساكنوها، أمسيت كالغراب الذي يقتات على جثامين من أراد أن يبقى.ّ أنـا حقـا لـم أعـد أحـاول النهـوض لسـبب معيـن لربمـا يكـون مؤلمـا كفايـة كـيّ يدمرني

لكـن ال أود عاطفـة أي أحـد تجاهي او شـفقته ، فأنـا لا ازال ذات ثقـة عميـاء بخالقـي وأنـه مبـدع فـي تسـيير شـؤوننا ولا يزال املي متعلقا به . وحتـى لـو لفضـت أنفاسـي الالخيـرة علـى سـريري هـذا ليـسّ المهـم النتيجـة بـل إننـي حاولـت، أراقـب تمعنـا جاسـوس النهار يختلـس النظرّ مــن نافــذة غرفتــي الســوداء مــا أطفــى هــذا عليهــا طابــع النهايــة المحتومــة، و لكـن امتـزج سـواد غرفتـي بشـعاعه الذّهبي و شهدت الاسود يتبدد مـن حولـي تمنيـت لـو يعلمنـي هـذا السـواد كيـف أتبـدد مثلمـا فعـل

نهضــت أخيــرا مــن علـى مرقـد أحالمـي أفتـح نافذتـي علــى سـماء بوسـطن، وأســمع حفيفــا خفيفــا لألشــجار، التــي هــي علــى مقربــة مــن شــقتي، كفايــةلتراهــا تتراقــص علــى إيقــاع األعاصيــر تكمــل الريــاح رفــع إيقــاع حفيفهــاليتصاعـد صـوت هـذا اللحـن إلـى أن يمسـي هديـرا مـا قـد يكـون كفيـا بـزرعقطــرة خــوف فــي قلبــك

كنـت أشـهد فـي دقـات السـاعة التاليـة جمعـا مـن المـزن الملبـد يطفـو بخفـة كانــه الزيــت فــوق المــاء نحــو المدينــة ببطــىء شــديد يشــعرك كأن الوقــت مـن حولـك قد توقف ، أسـتعيد انتباهـي مـن جديـد أوجهـه إلـى المطبـخ لاحضـر قهوتــي المعتــادة أفتــح غاليــة القهــوة أضــع فيهــا بعضــا مــن البــن تالمــسرائحتــه حــواس أنفــي لتنعشــه مــن جديــد، ثــم بعنايــة أجلــس علــى كرســيمتكئــة ظهــري عليــه

لا أزال أراقــب جمــع الســحب التــي تذروهــا الريــاح كأنهــا الهشــيم بعــد أنّ أضرمــت بــه النــار، كيــف تــكاد أن تلقــي التحيــة علــى ناطحــات الســحاب،سـهوت لبعـض مـن الوقـت أخمـن فـي *هنـري ميلـر* الشـاب الـذي تنازلـت عـنّ كريائي تجاهه مقدمـة لـه مـا قـال أن يحتاج و ماكان يود ان يرجو لا أدري مـاذا حصـل بيننـا ليختفـي؟ هكـذا وهـل كل مـا كنـت أحيـاه معـه مجـردّ حلــم أو ســهوة شــابة مراهقــة فــي شــاب جــذاب مــر مــن قربهــا لكــن لاأدري لما ازال الاحـقه ؟ أشـعر أني قد الاحق الذئاب من اجله و انتقل طيرانـا نحـو الجانـب المظلـم للقمـر فقـط مـن أجـل أن أراه مبتهجـا مـن جديـدّ حتى الان لا ازال اتفقد سـجل مكالماتـي علـى أمـل وجـود رد على ألسـئلتي التـيحتـى الان تبقـي جفنـي مفتوحـا طـول الليـل، والتـي تجعلنـي أرى العالـم ضبابيـا بعـضّ الشــيء أركــز علــى العــدد ســتة وتســعين التــي أملــت أن يختفــي بــرده علــىّالاتصالات ، الـذي أردتـه فقـط أن يجيـب عليهـا حتـى لـو كان ليسـمعنيعـدد الكلمـات*أننـي قـد مللـت وأود أن أخـوض مـن جديـد مـع فتـاة أخـرى* أملـت هـذالكـن لـم يحصـل مـا كنـت أرجـوه أوده أن يهتـم ويـدرك أن هنالـك مـن يمتلـك

حلمـا أن يسـتيقظ مـع شـخص ليقـول لـه مـا دمـت هنـا ال أحـد سـيجرؤ علـىأذيتـك وأن كل مـن يؤذونـك هـم لا يسـتحقونك فـي المقـام الاول أعلـم أن قـد جعلـتمـا قلتـه يبـدو محبطـا لكـن جـل مـا فعلتـه فـي تلـك اللحظـة هـو أني قد جعلت العـدد سـتة وتسـعين سـبعة وتسـعين لا غيـر.

جملـة أن *مراسـلكم خـارج نطـاق التغطيـة* بـدأت تـدس الشـك فـي داخلـيّ يسـاورني حـول أمـره شـعور سـيئ أو أن مكروهـا قـد أصابـه أو لربمـا يحـاولتخفيـف كاهلـه الـذي أعلـم أنـي قـد أتعبتـه طـوال الفتـرة التـي قضيناهـا معـا.ّ هـذا ليـس ظنـا منـي بـل أنـا أعتـرف أني لن اجد رجلا صبورا و متفهما مثله هـذا هـو شـعور الذنب الذي يدمرني

لا تكــف األصــوات التــي مــن حولــي عــن كســر صفــو تفكيــري أســمع صــوتغاليـة القهـوة دليـا علـى نضوجهـا، أسـكب القهـوة فـي فنجـان أبيـض اللـون ميــال لألصفــر مــا أن انســكبت فيــه حتــى زاد اللــون فيــه درجــة نحــو أبيــضالســحاب أضــع فــي فحــواه مكعبــي ســكر أتركهمــا ليذوبــا مــن تلقــاء نفســهما

دون تحريـك أرى البخـار يتصاعـد منـه أحملـه وأعـود للجلـوس علـى كرسـييّ وأخيـرا بـدأت مـا تحملـه الغيـوم مـن غيـث بالانهمـار بقـوة علـىالارض تغيـر صـوت المدينـة مـن نفيـر أبـواق الشـاحنات وخطـى النـاس وأحاديثهـم لصوتالمطــر الــذي أســكن الــكل مــأوى ليقيــه مــن الغيــث المتســاقط يميــل منحــىّ ســقوطها فترتطــم مجموعــة مــن هــذه القطــرات علــى نافــذة الشــرفة

اسـتمتعت بالتدبـر فـي اللحظـة إلـى آخـر رمـق منهـا لكـن ال أفهـم لمـاذا أكـررفـي عقلـي يـا إلهـي أيـن أنـا وأيـن جرفـت نفسـي وحياتـي؟ وهـل سـأعود ذلـك اإلنسـان الـذي كنتـه ليلـة أمـس؟ لكـن مـا حصـل ليلـة أمـس صراحـة كان مجـردّ لعبـة مـن السـهل علـى التالعـب بقوانينهـا ضـد الخصـم الـذي هـو نفسـي اليـوم أقــول اليــوم تنفس الهواء مــن جديــد لا تهـدره بالبـكاء علـى أطاللـك، تعكـر الاصوات من حولي صفـو الموقـف الـذي يحتاجـه كل مــن يحيــا علــى الارض مــع نفســه بمجــرد رنيــن هاتفــي يذكرنــي أ نها الساعة الثامنة تماما ليذكرني بروتينــي اليومــي الــذي يبتــدئ بميعــاد الذهاب للعمل المكتبي

أتوجـه للمرحـاض لقضـاء حاجتـي، أجلـس علـى كرسـي المرحـاض الرخامـيّ أخرجـت هاتفـي وقـد بـدأت أتصفحه ّ لكن احسست بألــم يقطــع الاحشــاء هلعــت ولــم أعلــم كيــف أتحــر ّ ك مــن شــدته اكفهــرتملامــح وجهــي ليبــدو عليــه القلــق وليكســوه العــرق كمــا لــو أن أحشــائي تــودالمغــادرة أو الانفصــال عــن بطنــي استدرت منهكــة نحــو الجهــة الاماميــة مــن المرحــاض متكئــة رأســياســتدرت ّ علــى مقدمــة كرســي الحمــام، اندفعــت مخرجــة مــا فيهــا مــن أثقــال، شــعرتّ روحــي وأطرافــي وحتــى أنامــل كلتــا قدمــي قــدبارتجــاج معدتــي قــد هــزّ تخد ّ رتــا، شــعوري مــن الداخــل إلــى الخــارج متبــادل بيــن الالم البيولوجــيّ والخـوف النفسـي، لـم أسـتطع فتـح عينـاي مـن شـدة العـذاب ولكـن يـا ليتنـيلــم أفتــح عينــي

الاوهام دوما مخلصة لنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن