بعض الاحداث قد تؤدي إلى تغيير مجرى حياتك بكل بساطة ...و يمكن ان تجعل شخصا عاجزا عن الكلام في ليلة و ضحاها ...تماما كما حدث عندما قتل والدي أمي... و باتت جثة هامدة ... هناك و قد فقدت صوتي كما فقدت والدتي... اعز شخص لدي
للستة اشهر السابقة لم اتفوه و لو بكلمة واحدة... ليس لأخي... ليس لوالدي اللعين الذي كان سببا في هذا... ليس حتى عندما اكون وحيدة...حتى نسيت كيف يبدو صوتي الاصلي
لم يصدر من شفتي اي صوت منذ استيقاظي على فراش المستشفى بعد تحطم السيارة الذي اودى بحياة امي... و كنت في حالة صدمة محاولة افهم مالذي حصل... كيف انني في رمشة عين خسرت والدتي العزيزة التي انتقلت لاحضان الرب... و خسرت والدي الذي بت اتقرف من اعتباره ابا لي...ربما لم يكن في تلك السيارة... لكنه ميت بالنسبة لي
لقد دبر الحادث الذي خطف مني والدتي. .. الشخص الوحيد الذي ساندني في هذه الحياة... بابتسامتها التي تنسيني حقيقة العالم من حولنا... حقيقة عمل والدي... و لكن لم تدم لحظات الوهم هذه التي سرعان ما قام بتحطيمها
الغضب... الكراهية... الحقد... كلها كانت موجهة لرجل واحد الا و هو ذلك المدعو بوالدي... و الخوف... الذي كان سببا في عدم تفوهي بشيء ... كنت خائفة منه
و قد كانت الصدمة النفسية عذري المثالي الذي لجئت اليه من كل اولئك الاطباء المحيطين بي... و كان والدي اشد من سعيد بصمتي... و تلك كانت خطوته لاغلاق ابواب الحياة عني... اغلقها بمفاتيح لم اكن لافتحها طوال حياتي القصيرة المتبقية
تحولت الايام الى اسابيع تحولت الى شهور... و المرة الوحيدة التي استطيع ان اكون فيها بعيدة عن انظار والدي هي في الصباح عندما اذهب لشرب القهوة...كل صباح يسمح لي بالذهاب لمقهى لشرب القهوة... تحت المراقبة طبعا... سيلفا... الابله المكلف بمراقبة تحركاتي... و الذي كان عبارة عن كتلة عضلات دون عقل... و بعد ان شعر بالملل في مراقبتي داخل المقهى اصبح ياخذ حريته خارجا و هو في هاتفه مع خليلته... بينما كنت أجلس على طاولة ما بجانب النافذة و انا اتناول افطاري بكل هدوء اخطط لهروبي من هذه الحياة الجهنمية
كنت ساهرب ببساطة لو كان الامر سهلا هكذا... لكن لا... المشكلة كانت في اخي... اذا هربت و تركته خلفي أخشى بما سيفعله والدي له فهو يعلم شدة حبي له و كان هذا نقطة ضعف لي في نظر والدي... كما انني لا استطيع اخذه معي ففي ذلك عمل شاق جدا... اخي كان يعبد والدي تماما و حتى لو اخبرته انه قاتل والدتنا فلن يستمع...و بعد قضاء ستة اشهر في التخطيط لذلك... لا اظن ان فرصتي في الهروب ستأتي
"مرحبا, فاليري... قهوة ساخنة كالمعتاد ؟" لوح الرجل كبير السن اتجاه فاليري بملامحه الطيبة و الهادئة التي ما كانت سوى دليلا لسنوات خبرته في هذه الحياة... و رغم كون فاليري خرساء الا انهم كانوا لطيفين حولها و ماتطلب الامر منها سوى ان تكتب لهم على ورقة اعاقتها و قد عاملوها بكل استحسان... ذلك جعل الارتياح يبث في قلبها الصغير الذي انهكته الحياة
![](https://img.wattpad.com/cover/337124678-288-k686369.jpg)
أنت تقرأ
خدعة المافيا
Romanceاطلس : اعتقدوا انها غير مناسبة لتكون عروسا بما انها خرساء ... اعتقدت ان هذا يجعلها مثالية, غير مرئية...استطيع التظاهر بانها لم تكن موجودة قط فاليري : لقد كنت بمثابة كبش الفدية للايطاليين... سيقتلني والدي اذا رفضت... تماما مثلما قتل امي قبل ستة اشهر...