الثامن (صارحني)

6 1 0
                                    


عَشِقْتُكَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ ، وَ سَأُحِبُّكَ حَتِّي النِّهَايَةِ
أَمَاتُ الْحُبِّ عِشْقًا ، وَ حَبْكَ انْتَ أَحْيَانِي
وَ لَوْ خُيِّرْتَ فِي وَطَنٍ لَقُلْتُ هَوَاكَ أوْطَانِي
فَلَا تَسْأَلِينِي ذَلِكَ السُّؤَالَ
أَأَحِبُّكَ أَمْ أَعْشَقُكَ فَلَا يُمْكِنُنِي الْأُخْتِيَارِ
فَكُلُّ مَنْ أَبْصَرَكَ أَحِبَّكِ
وَ مَنْ أَحَبَّكِ عِشْقَكِ
فَلَا يُمْكِنُنِي حَبْسُ كَلِمَاتِي

اخْ لَوْ عُفِيَ قَلْبِي عَنْ إِشْغَالٍ عَقْلِيٍّ بِمَنْ يُحِبُّ
فَأَصْبَحْتُ أَنَا رَهِينَةً لِكِلَاهُمَا
الْحَزِينُ عَلَيَّ الْبُعْدُ
وَ شَجِيُّ الْمَشَاعِرِ
فَأَنَا لَسْتُ لِي
أَنَا لَكَ زَهْرَةٌ جَمِيلَةً وَ انْتِ الْجُذُورَ الَّتِي تُبْقِينِي حَيَّةً ، فَكَيْفَ لَزْهْرَةٌ أَنْ تَحْيَا بِدُونِ جُذُورٍ ؟

وَ مَا بَالِي غَارِقٌ فِيكِ وَ لَا أَعْلَمُ حَالِي ؟
وَ الْعَيْنُ ذَائِبَةٌ بِحُبِّهَا
وَ الْقَلْبُ جِيَاشٌ بِالْمَشَاعِرِ
وَ الرُّوحُ مُتَعَلِّقَةٌ بِوُجُودِهَا
وَ الْعَقْلُ شَارِدٌ بِجَمَالِكِ

فَلَا لِحُبِّي لَكَ حُبًّا يَزِيدُهُ سَابِقًا أَوْ لَاحِقًا
لَنْ يُحِبَّكَ أَحَدٌ مِثْلَمَا أَحَبَّتْتُكَ
أَحْبَبْتُكَ كَوَطَنٍ ، كَعَائِلَةٍ ، كَصَدِيقَةٍ ، كَحَبِيبَةٍ ، كَأَنِيسَةَ وَحْدَتِي
كَلَيْلٌ ، كَشَمْسٍ ، كَقَمَرٍ ، كَورْدٍ ، كَفَرَاشَةٍ تُصَاحِبُ رُوحِي
لِنَقْطَعَ عَهْدًا
لِنَبْقِي
حَتَّي تَشْرِقَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا
حَتَّي تُفْنِي الْعَوَالِمُ وَ الْوُجُودُ
عِنْدَمَا يَكُونُ مَانِعِي لِأَكُونَ بِحِوَارِكَ هُوَ لِحَاقِي بِأَنْفَاسِي الْأَخِيرَةِ
فَدَعِيْنَا لَا نَفْتَرِقُ
وَ إِذَا أَحَبَّكَ الْأَلَافَ مِنَ الْأُخَرَينَ فَإِنَّهُمْ سَيُحِبُّونَكَ فَقَطْ قَطْرَةً مُقَارَنَةً بِمُحِيطِ حُبِّي لَكِ

كيف تُلاحق فراشات بطنك بعد محادثة من تُحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن