1

367 12 0
                                    

.
.


.
.
.
.

مجددًا ، هاهو ذلك الكأس الزجاجي يرتطم بالحائط خلفها لِتندثر شظاياه مرتطمة بالأرض

، نظرة قاسية تعتلي محياها تكاد تقتل القابع أمامها والذي هو نفسه من رمى الكأس تجاهها

هل تسحب سكّينا وتنحر ذلك العنق؟ ربما هَذا الحل الأفضل لخلاصها منه ،لكن لا، لن يكون الأمر مؤلما كفاية

ماذا عن قطع بعض من اطرافه وتركه؟ لا، صراخه سيجلب الانتباه

أفكار سوداء تغزو عقلها ، تتفن في تعذيبه فقط في مخيلتها

هل لأنها لا تستطيع فعل ذلك في الواقع؟ بالطبع تستطيع ، لاكنه والدها!

نهض من ذلك الكرسي وخطى بخطوات مترنحة وغير متزنة نحو الباب

يرتدي قميصا قصير الأكمام بني اللون مع سروال اسود مهترئ

كاد يسقط لكنه تمالك نفسه، رائحة الخمر التي تنبعث منه تجلب الصداع

ضلت تراقبه وهو يتجه خارج ذلك المنزل الذي لا يجب أن يطلق عليه اسم منزل

توقف فجأة أمام الباب لينظر لها فجأة ، لم تزح مقلتيها من على هيئته

يرمقها من الأعلى إلى الاسفل، ابتداء من ذلك الشعر الأسود المربوط على شكل كعكة تخبئه أسفل قبعتها الشمسية

سلسلة فضية رقيقة تحيط عنقها الابيض

ترتدي قميصا واسع رمادي اللون ،سروال واسعا أيضا يطغى عليه اللون الابيض، مع حذاء رياضي

أردف فجأة بكلمات متثاقلة يكاد يستطيع نطقها من كثرة سكره

"لماذا انتِ هنا؟"

عم صمت قصير ، لتخطو نحوه وهي مازالت تنظر له، لتتخطاه وتخرج من ذلك البيت

نظرت ورائها لتلمحه وهو يكاد يخترقها يعينيه، لتردف بابتسامة،

"لاني اشتقت اليك!"

مباشرة بعد قولها استدارت لتكمل مسيرها وسط ذلك الحي الذي لا يصلح لأن يعيش فيه بشر اصلا

نوافذ مكسورة ، وبيوت متعفنة ،رائحة الخمر تنبعث من جميع الأنحاء، متشردون مضطجعون في كل زاوية، مناظر تشعرك بالكآبة بشكل لا ارادي

تأملت ذلك المنظر بنظرات غير مفهومة، لتكمل خطواتها خارج هذا المكان وسط ذلك الظلام الدامس.

1883حيث تعيش القصص. اكتشف الآن