عن صيام الدين

31 19 0
                                    

• كتاب : فتاوى رمضانية
• الموضوع : عن صيام الدين

تقول السائلة:

«نحن في أواخر شهر شعبان وأنا لم أقضي ديني بعد فهل هذا جائز؟ وأعتقد أنني لن أتمكن من قضائه في الوقت المحدد فماذا أفعل لو وصل شهر رمضان وأنا لم أقضي منه شيئا بعد؟ وهل هناك أيام محددة لا يستحب صوم الدين فيها؟ وأخيرا نسيت عدد الأيام التي أفطرتها في رمضان الماضي»

أولا : قضاء الدين في رمضان

اتفق علماء الدين على أنه لا بأس بأن تصوم الحائض او النفساء أو المفطر في رمضان دينهم في أواخر شعبان فقد كانت أمنا عائشة رضي الله عنها تترك بعض أيامها لأواخر شعبان...لكن الأفضل التعجيل في صوم الدين فالإنسان لا يدري متى يأتيه أجله...لكن من نسي أو تغافل أو كانت له أعذار فلا بأس بذلك...ونفس الحكم ينطبق على الرحل الذي أفطر لعذر أو سفر

ثانيا : حكم ترك الدين لحول كامل:

إذا لم تصم دينك وجاء رمضان آخر عليه فهنا عليك التوبة والاستغفار والصوم في أقرب وقت مع إطعام مسكين على كل يوم

قال الشافعي: "إِذَا أَفْطَرَ أَيَّامًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِعُذْرٍ أَوْ غَيْرِهِ، فَالْأَوْلَى بِهِ أَنْ يُبَادِرَ بِالْقَضَاءِ، وَذَلِكَ مُوَسَّعٌ لَهُ مَا لَمْ يَدْخُلْ رَمَضَانُ ثَانٍ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ ثَانٍ صَامَهُ عَنِ الْفَرْضِ، لَا عَنِ الْقَضَاءِ، فَإِذَا أَكْمَلَ صَوْمَهُ قَضَى مَا عَلَيْهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ فِي حَالِهِ، فَإِنْ كَانَ أَخَّرَ الْقَضَاءَ لِعُذْرٍ دَامَ بِهِ مِنْ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ، فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَخَّرَهُ غَيْرَ مَعْذُورٍ فَعَلَيْهِ مَعَ الْقَضَاءِ الْكَفَّارَةُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ بِمُدٍّ مِنْ طَعَامٍ، وَهُوَ إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ"

ثالثا : هناك سبع أيام لا يستحب فيها صوم لا الدين ولا النذر والتطوع وهي واردة كما قال العالم الجليل القرافي:

قال القرافي في شروط الصوم: "الشرط السادس: الزمن القابل للصوم. قال اللخمي: الأيام المنهي عن صيامها ثمانية: الفطر، والنحر، وأيام منى، وأيام الشك، والجمعة، والسبت: أن يخص أحدهما بصيام. أما العيدان فبالإجماع"

*الفطر : طبعا معروف وهو عيد الفطر
*النحر : عيد الأضحى المبارك
*أيام المنى : الأيام الثلاث بعد عيد الأضحى
*أيام الشك : هي ليلة رؤية الهلال لمعرفة إذا كان رمضان أو لا
*الجمعة والسبت أن يخص أحدهما بصيام : أي لا يجب صومهما منفردين بل يا إما صوم ما قبلهما أو بعدهما فمثلا تصوم الجمعة والخميس معا أو الجمعة والسبت معا...وأيضا السبت والجمعة معا أو السبت والإثنين معا

رابعا : حكم من نسي عدد الأيام التي أفطرها في رمضان:

إذا نسيت المرأة عدد الأيام التي عليها بسبب الحيض وشكت هل عليها ستة أو سبعة مثلا لم يلزمها إلا ستة لأن الأصل براءة ذمتها ولكن إن صامت سبعة على سبيل الاحتياط فهو أولى لتبرأ ذمتها بيقين

وإن لم تذكر شيئا عن عدد أيامها فإنها تصوم ما يغلب على ظنها أنها تبرأ به

فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "امرأة عليها قضاء من رمضان، ولكنها شكت هل هي أربعة أيام أم ثلاثة، والآن صامت ثلاثة أيام فماذا يجب عليها؟"

فأجاب : "إذا شك الإنسان فيما عليه من واجب القضاء فإنه يأخذ بالأقل، فإذا شكَّت المرأة أو الرجل هل عليه قضاء ثلاثة أيام أو أربعة؟ فإنه يأخذ بالأقل، لأن الأقل متيقن، وما زاد مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة، ولكن مع ذلك فالأحوط أن يقضي هذا اليوم الذي شك فيه، لأنه إن كان واجباً عليه فقد حصلت براءة ذمته بيقين، وإن كان غير واجب فهو تطوع، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا " -فتاوى نور على الدرب-

فَتَاوَى رَمَضَانِيَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن