البارت : 1
استغفرالله ، لا تشغلكم عن طاعة الله
« نجمة ⭐ قبل تقراء/ين يا حلو/ة »" الماضي "
في ضواحي ديرة نجد قدام بيت طيني متهالك
خرجت ديم الصغيرة قريب المغرب تلعب مع الاطفال
غابت الشمس و بدت تمطر جلست تتأمل المطر بحب وهي تعشق المطر و صوته
و خصوصاً ريحته الي تحسها تجدد روحها خافت لما اظلمت الدنيا اكثر و بدت السماء
تبرق و ترعد و ركضت للبيت
ضيعت البيت بسبب الخوف و الظلام و صارت تركض بين البيوت الطينية
وقفت لما لمحت شخصين زي الظلال بسبب الظلام
مع البرق الي نور السماء عرفت ان الي قدامها رجال طويل القامة كبير
يلبس ثوب و شماغ على كتفه و المطر بلله
و الي قدامه بنت هزيلة الجسم يمسكها الرجل مع ياقتها بيده اليسار
و رافع سكين بيده اليمين و يصرخ بكلام ما تسمعه بسبب صوت المطر
توسعت احداق عينها و صرخت بكل ما بقي من صوت في حنجرتها الصغيرة
لما شافت الرجال يطعن البنت ، و تدحرجت من يد البنت سوار ذهبي منقوش عليه اسم بالفضي "مها" و انفكت لثمتها و شافت وجهها
التفت لها الرجال ، وارتعبت من الندبة التي تتوسط جبينه
سحبت السوار و ركضت باقصى سرعتها و الرجال يلحقها
بعد الركض لمحت بيتهم قدامها كملت ركض الين دخلت البيت
وقفلت الباب وهي تبكي و تشهق و ماسكة بيدها اليسار السوار الملطخ بقطرات الدم
ركضت الام لها بخوف : وش فيتس يا بنيتي وش صار لتس
ما كان الرد منها غير الشهقات الموجعة و البكاء وهي تتمتم تحاول تحكي
شافت الأم السوار بيدها و وسعت عينها بصدمة : وش ذا الي معتس منين جبتيه؟
ما ردت عليها و ضمت السوار لصدرها وهي تبكي
سحبتها الام و حممتها و بدلت لها ثيابها و خلتها تنام
بعد العشاء رجع ابو مطلق من المدينة مع عياله الثلاث مطلق ، برق ، رعد
دخل والقى السلام : سلام عليكم
ام مطلق : وعليكم السلام
جلس وهو تعبان : سوي لنا عشاء يا مره
ام مطلق : ابشر ، وقامت
راح مطلق يركض لغرفة ديم ، دخل و لقاها نايمه
تقدم و جلس جمبها وهو يهزها : ديم اصحي انا جيت
ديم تقلبت بأنزعاج و انعفست ملامحها وهي توشك البكاء
مطلق : ديم وش فيتس اصحي؟
صرخت ديم وهي تصحى من نومها و تتمسك في الفراش
تراجع مطلق بخوف و رجع يمسكها : يمممه تعاليي ديم تصرخ
دخلت بخوف و خلفها برق و رعد و مسكت ديم وهي تقراء عليها : بسم الله عليتس يا بنيتي علامتس؟
ديم هدءت و ظلت تناظر لهم بدون ما تنطق بحرف
برق : يمه وش فيها ما تحكي؟
رعد : ليه خايفة كذا؟
ام مطلق : ما عليك يمكن خايفة شوي تتكلم يلا اطلعو خلو اختكم ترتاح
لكن ديم طلعت مع اخوانها لانه خايفة تنام و ترجع تحلم بالرجال يلاحقها
و انبسطو رعد و برق انها طلعت معهم
جلست بينهم وهم يسولفون لها و هي تسمع بدون ما تتجاوب معاهم
مطلق : ديم وش فيتس كنتي دايم تسألين وش صار معانا
برق : شوفو ما تحكي للحين
رعد : بروح اكلم امي
ركض رعد لامه و قال : يمه ديم للحين ما تحكي معنا
الام خافت انها ممكن تصير خرساء : طيب روح لاخوانك الحين بجي
التفت ابو مطلق مستغرب : ديم ما تحكي معهم!! ليه زعلانه عليهم؟
ام مطلق : لا يابو مطلق اليوم رجعت البيت وهي تبكي و تصرخ و حاولت احتسي معها ما تحتسي بس تناظرني حتى النوم تصحى من كوابيس
الاب : اجل انا بحكي معها
دخل ابو مطلق على غرفة ديم و كان مطلق و رعد و برق جالسين عندها يحاولون يخلونها تتكلم
ابو مطلق : قم انت وياه بحكي مع اختكم
قامو و طلعو طواعية لآمر ابوهم
تقدم ابو مطلق و جلس جمبها : وش فيتس يا بنيتي ما تحتسين مع اخوانك
ديم نظرت له و انزلت راسها بدون ما تنطق
ابو مطلق : زعلانة اني خليتتس و ما اخذتس معي لم مزرعتنا؟
ديم هزت راسها برفض بدون ما تتكلم
ابو مطلق تنهد بقلة حيله و قام وخرج من البيت كله
و دخل بعده مطلق
مطلق : يا ديم وش صار لتس ما عاد تحتسي مع اخوتس ابوي طلع ليه وش قلتي له؟
ديم نظرت له وهي تذرف الدموع
تقدم و مسح دموعها بكفوفه الصغيرة : لا تبتسين ما دام انا معتس محد يخليتس تبتسين
ديم مسحت دموعها و جلست
و مطلق يسولف لها وهي تبتسم بهدوء
أنت تقرأ
جِيتني غَيث و انا قَلبي بدُوي يرحّب بالمِطر حتى لو بَل ثُوبه
De Todoتدور الاحداث في ضَواحي ديرة نجد باللهجة المُحببة للكُل و الاجواء اللطيفة تحت قسوة العادات و التقاليد و الصِراعات لكشف الستائر عن الحقائق التي خُبئت في الماضي و غيرُها من صراعات الحب و الغيرة و القسوة و الحنية ابطالي يحملون مزيج من الغرابة و الغموض...