١

12 1 0
                                    

مذكراتي العزيزه..

ها هو ذا يوم اخر ينقضي، يومٌ من اللاشيء، يومٌ بلا معنى، لقد بدأ الامر معي منذ سنواتٍ عديدةٍ مضت، حينما توقفت عن اتباع الدين ااذي كنت انتمي له، لا اذكر ما دفعني لذلك حقاً اعني لم املك سبباً او حجةً دامغه لتركه وفي ذات الاونه لم املك سبباً للتمسك به، لذا وببساطه تركته،لقد كامن الامر ممتعاً، اشبه بالتحرر من كل الاصفاد، ومع كل ثانيةٍ تنقضي في الإلحاد كان الأمر فقط يزداد بؤساً، نعم تلك كانت الحقيقه،فانا فتىً امضى ١٦ عاماً من عمره يعتنق ديناً يحثه في كل سطر من نصوصه المقدسه على التفكر بالإله،دينٌ خطّ لي شكل الإله ونَظمَ لي ابعاده، حثني في كل لحظة يأسٍ بالتوجه له، اوهمني انه يسمعني،ينظر في امري ويفهمني،وذلك الأمر وان كان وهماً الا انه كان باعثاً على الراحة بشكل كبير، اعني لطالما شعرت بالامان والدفئ والحمايه كونه في اعلى هذه السماء يقطن ربٌ رحيم،يحبني ويحميني وفي اي لحظةً سالجأ له سيساعدني، كانت تلك الفكره امراً لطالما افتقدته في حياة الإلحاد وهذا يبرر عودتي للدين في وقت… لاحق، ولا اذكر كيف تم الامر حقاً فمثلما الحدت بشكلٍ غامض عدت للرب بشكلٍ اغمض، لربما هو حنيني للشعور بدفئ الإله هو من اعادني لأنه وبالفعل عندما عدت هذه المره كانت علاقتي بالرب اقوى واصلب، كنت اتفكر فيه واتدبر للدرجة التي شعرت به حولي، ولكن الأمر لم يدم على حاله....

مر عام، ويوماً تلو الٱخر كنت ازداد ايماناً الى ان وصلت الى ذروتي، الى النقطة حيث لا يمكنني ان اؤمن اكثر وهناك بدأت فالتدني والعودة ادراجي الى نقطة البداية، الإلحاد، لكن هذه المره انا ايقن تماما لما انا ملحد، فحسنا، مؤخراً وقبل ان اقدم على تلك الخطوة مرة اخرى، كنت امر بوقتٍ عصيب، ومع كل ضائقةٍ امر بها كنت اتضرع للرب والجأ له ليخلصني، وبالفعل، تنفرج الضائقه ويحل كل شيء، ثم ماذا!؟ تظهر عقبة اخرى فالطريق فادعو الرب لتنفرج الضائقه فيفعل، ثم اعود الى ذات الحلقة المفرغه، ضائقه، تضرع، انفراج، ضائقه، تضرع، انفراج، حينها فقدت اعصابي، لم افهم ما يحدث، ايلهو الرب بي،؟ ام ان هذه هي الحياه وهذا هو ماينبغي ان تكون عليه؟ اعني صدقاً لقد كان الأمر مملاً ومرهقا ولا مغزى منه، شعرتُ انني بت اجسد اسطورة سيزيف، حيث يحكم عليه برفع الحجرة الى اعلى الجبل في كل مره لتعاود السقوط فيقوم برفعها مرة اخرى لتعاود السقوط، ماكنت لأرفض امراً كهذا طالما ان للأمر معنىً ومغزاً وغاية لكن ما الغاية التي تكمن في رفع الحجرة اعلى الجبل مع العلم بانها ستعاود السقوط، بمعنى ادق ما الغاية من العيش وتجاوز عقبات الحياة طالما انني ساصادف عقباتٍ غيرها،ما الذي قد يجبرني على تحمل هذا الشقاء لما لا اقتل نفسي وانتهي فقط، لو كنت مؤمنا لما استغرقت دقائق لأجيب عن سؤالٍ كهذا، فالكتب الدينية تعج بالسطور التي تتباجث في هذا الأمر-المغزى من العيش-، لكنني لست مؤمنا، وهذه المرة انا عازم، لا اعرف لما لكن هذه المره انا متأكد، لاصدقكم القول عندما الحدت سابقا كان عقلي فالخلفية يستحضر الرب، يستحضر عظمته وجبروته، يؤمن بوجوده ومع ذلك كنت اقدم على اتخاذ افعالٍ تتنافى مع ذلك ولكن بما ان الرب كان دوماً حاضراً في راسي فذاك جعلني في نهاية الامر اعود له لكن الان، رأسي فارغٌ كليا، وكل مايشغل تفكيري هو سؤال واحد‌-ما المغزى؟ -، لأنه مع عدم وجود دين سيصعب ايجادُ مغزىً للحياة فتصبح هي والموت سواء، اعني ان كنت لا املك سببا للتمسك بها مالذي سيجبرني على عيشها! الموت سيكون اكثر معنىً؟

على كلٍ انا الان توقفت عن التفكير بذاك الشأن لأنه وبكل مرةٍ سافعل سينتهي بي الأمر افكر بالانتحار وهو شيء يأست منه، لذا انا اخترت الانغماس فالحياة، فالحقيقه لم اختر انا اجبرت ولكن لا يهم، كل مايهم الان ان اخذ كفايتي من النوم، استعداداً لما ينتظرني فالصباح

تدتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن