٢

10 1 0
                                    

مذكراتي العزيزه

استيقظت صباح اليوم على صراخ امي المستشيطة غضباً من كسلنا، فعلى حد قولها نحن ١٦ ابناً وابنةً لا فائدة منهم ولو انها انجبت ارنباً لكان انفع لها، وهي محقة في ذلك اعني يتعين علينا مغادرة المنزل منذ اكثر من ساعة ولكن بسبب الفوضى التي احدثناها فقدنا الكثير من الحقائب والاغراض وهذا افقد امي صوابها،اعني ان تتولى زمام الامور ل١٦ فتحة مؤخرة لأمر شاقٌ حقاً،حسنا لا انكر ان معظم اخوتي فرغوا من فعل ماهم مكلفون به ولكنهم اقليةٌ لا تذكر، فالنهاية انتهى بنا الأمر بتفويت القطار، واضطررنا،للمكوث في المحطه حتى يحين الموعدالآخر، حينما اتى صعدنا على متنه مع الكثير من التعليمات التي تلقيناها من امي على هيأةِ صراخٍ وجلبةِ تدعو حقاً للاحراج، كنت انا مكلفٌ بالاعتناء بشقيقي الاصغر، ارثر، وكم كان الامر منهكاً، فبالرغم من هيأته الهادئه الا انه لطالما كان ثرثاراً لا ينفك يتحدث عن مغامراته البائسه مع اصدقائه الأكثر بؤساً،ولم يكن من المسموح لي ابداء اي ردة فعلٍ تنم عن ضجري، خشيت حقاً على مشاعره، لم ارغب في ان اشابه اخوتي، لطالما تجاهلوه وهمشوه واستنقصوا من قدره، وبالنظر الى تلك التعابير التي تعتلي وجهه حينما يتم تهميشه، قررت انني لن افعل مثلهم، وان كان الامر يقتلني اعني في كل مرةٍ اخوض في حديث معه احصل على صداع يمتد لايام لكن لا بأس لا امانع الامر حقا.

كنا قد غادرنا المنزل في تمام الثانية ظهراً ومع تأخير موعد الرحله اخذنا القطار الذي يغادر فالخامسه، والان انها الرابعة فجراً ونحن لا زلنا فالقطار اعني بحق الجحيم اين تقع تلك القريه،لقد تصلب ظهري من الجلوس فقررت ان اخذ جولة تمشية في مقصورات القطار اعني لا شيءاخر ليُفعل لذا هممت بالتجوال من مقصورةٍ لاخرى ولقد اجدى الامر حقا.

لاحقاً واخيراً توقفنا فالمحطة المنشودة،ذهبنا في جماعات متفرقه نحو السيارات التي ستقلنا للمنزل الجديد،الأمر الذي اشعل فتيل الحماسة بي حقاً اعني منزلنا القديم لم يكن سيئاً لكن كنت مضطراً لمشاركة الغرفة مع اثنين من اخواتي وارثر،بجانب ثرثرته المفقدة للصواب لم تنفك اياً من اخواتي جيم وماري بإفتعال الشجارات التي اودت بي في احسان كثيرة الى النوم على الاريكة هرباً من جنونهم، على كلٍ لا اتطلع الى ان املك غرفةً خاصه بالمنزل الجديد فذاك يعد ضرباً من الخيال ولكن عالأقل ان كنت مضطراً لمشاركتها فلأشاركها مع شخصٍ انضج.

توقفنا امام المنزل، ترجلت انا اولاً من السيار ثم تبعني الاخرون، ولم تكن سوى دقائق حينما قفز علي ارثر بادئاً سلسلةً اخرى من النقاشات اللامتناهيه حول حماسته تجاه المنزل الجديد، كانت والدتي كالعادة تصرخ فينا كي نحمل الاغراض بسرعة، وعلى يمينها كان يقف والدي كمن حكم عليه بالاعدام، اعني بحق الجحيم ما الخطب معه! عيناه متدليه ولا يكف عن التثاؤب بالرغم انه امضى طيلة الوقت فالقطار نائماً،وعلى النقيض امي التي لم يغمض لها جفن تحدث الجلبة هنا وهناك وتملؤها الطاقه، لم اتعجب كثيراً فلطالما كان الحال هكذا  فقط توقعت ان يبدي والدي ردات فعل اخرى حيال المنزل الجديد لكن هاهو ذا.
 
ادخلنا احقائب وتركناها في منتصف المنزل ثم بدأنا ننتشر في انحائه مستكشفين اياه، ولم يخلو الامر من توبيخ امي لنا كوننا نحدث الفوضى والجلبة ولكن لم يكترث احداً للأمر فالجميع منهمكٌ في امرٍ مصيري، اختيار غرفته، ولحسن الحظ اسعفني الوقت وتمكنت من ولوج الغرفة الاكبر قبل ان تمتلئ بالفعل، وهذه المره وقع حظي مع مايكل وتوماس، رائع الاكثر رشداً بين الجميع،ونعم بالطبع ارثر معنا هذا امرٌ مفروغٌ منه.

الغرفةُ كانت رائعه، كبيره، ذات لونٍ رصاصي داكن باعث على الكٱبة والنعاس، بها اربع اسِرّه كحال باقي الغرف وبها دولابٌ واحد مشترك ومكتبٌ لا بأس به.

امضيت اليوم بطوله استمع لثرثرة ارثر بينما انظم اغراضي بالغرفه، وضعت صوراً لي وبعض الاغراض عالمكتب ونظمت ملابسي انا وارثر في الدولاب، بعدما فرغت من كل شيء وكان الوقت اخيراً لي لارتاح،اتت امي واستدعتني لاساعدها في غرفتها هي وابي اعني والجحيم لم انجبتي ١٥ طفلاً غيري ان كنتي ستتكلين علي في كل شيء!.

لأصدقكم القول لم تطلب الكثير كنت فقط اناولها الاشياء وهي تتكفل بتوضيبها وكان كل شيءٍ جيد الى ان بدأنا نتجاذب اطراف الحديث:

-اذاً يونان، بشأن المدرسه تعرف ستكون هذه المره المدرسة اكبر حيث انها مدرسةٌ تضم المراحل الدراسية التي تسبق الجامعة مايعني انك لن تكون وحدك كما كنت في ثانويتك السابقه، اخواتك الاصغر سيكن معك وهم من مسؤليتك بالطبع مفهوم؟.

-حسناً ومن سيكون معي؟

-اخبرتك، اخواتك واخوانك الاصغر منك انت فالسنة الاخيرة من الثانويه ولا احد بعمرك فانت الاكبر بالمدرسه وكل من اصغر منك سيكون تحت مسؤليتك،.

-امي لم تكررين الحديث انا اسألك من هم؟ حدديهم لي واحداً واحداً لاضعهم فالحسبان.

-تمازحني؟ الا تعرف اخوتك الاصغر منك؟.

-يا امرأه اراهن انك نفسك تفعلين، اعني من يملك راساً لإحصائهم.

-يونان كف عن الجدال لست في مزاجٍ لاخوض معك في حديث عقيم، ستذهب للمدرسة منذ الغد يستحسن بك ان تجهز نفسك وتأخذ تدابيرك لاجل الغد.

-امي عن اي تدابيرٍ تتحدثين انها مدرسة ليست بالشيء الكبير فالحقيقه لا شيء ليُفعل بهذا الخصوص.

-ماذا عن احصاء اخوتك؟ هيا انصرف وجد لنفسك شيئاً لتفعله، او تعلم فقط احظى ببعض النوم انها العاشرة بالفعل.

-من الجيد انك تعلمين ان المساء حل.

-بالطبع اعلم ماذا تعني يافتى.

-اعني الا يفترض ان نحظى بعشاء عند حلول المساء ام ماذا.

-عشاء! انني احتضر امامك وانت تطالبني بعشاء! حري بك ان تغرب عن وجهي قبل ان اجعلك عشاءً لكلاب الازقه، عشاء مؤخرتي.

-امي انك قاسيه.
اخبرتها ذلك وانا اصطنع وجهاً حزينا وماكان لها الا ان ترمقني بنظرة خيبة املٍ من طفوليتي قبل ان تتمدد على فراشها، اما انا عدت ادراجي الى الغرفه، وجدت مايكل وارثر نائمان بالفعل، اما توماس فبدا شارداً في امرٍ ما، لم القي له بالاً ليس وكأننا مقربين من الاساس، كل مايشغل بالي الان ان المؤخرة النائم ذاك سيرافقني للمدرسة غداً لذا هممت بتحضير ملابسه، لا اعلم بشأن من سيرافقني ايضاً لكن بالتأكيد جيم وماري معهم فهم يكبرن ارثر باربع سنواتٍ انهم بعامهم الخامس عشر لا اعلم من ايضاً سيكون معي اعني انا منهكٌ بالفعل لذا سأخلد الى النوم الان وسأرى بهذا الشأن صباحاً.

تدتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن