I

17 1 8
                                    


..
..
..
..
..
..
..

حيث الكل بتناثر حول بؤرة الشوارع نحو المئارب للتلحف بكومة امام المدفئة، الجميع بوجهة مقصودة، احكمت الشد على نصف الحقيبة المتبقي اتتبع الانارات التي بات شعاعها يتغلغل في الطريق واحدة تلو الاخرى

قطع الثلج بدأت في الهبوط رويدا رويدا وخطواتي البطيئة اضحت مسرعة عند تجنبي لمجموعة من السكارى يتدافعون حول زقاق احد الارصفة للخروج

سلكت طريقي بعد الولوج لأحد الأزقة المختصرة عاجزة عن المرور لضيق المكان

بعد ان سحبت الشمس اخر خيوطها، كنت الوحيدة التي لم تحتمي بعد اسحب جسدي لزاوية على بعد مترين من المحل عندما ادركت انه مغلق كما ظننت

فتحت حقيبتي انتشل سيجارة احاول  اشعالها تحت الرياح الهامدة التي بدات بالتحرك بشكل طفيف ثم طفقت تدور حول شوارع لندن بوقت قياسي، وبدلا من الاستنشاق، تركت على الرياح مهمة اطفائها مرة اخرى، ثم دوست كغيرها هنا

الروائح نتنة نسبة الى ضئل المكان ساهم في انتشار روائح القاذورات بكل بقعة، اعتاد القاطنين على مشاركة بقايا الطعام الملقى على الطريق مع بعضهم غير مهتمين بالطريقة التي حصل عليها، رغم هذا كنا شاكرين لذلك

عندما وجدت احد البقايا المخبئة باحدى الارصفة، هرعت اليها متمنية الا ارى من بعض المتسولين القدامى فتشن حربا هنا، حاولت ان ابقى هائة رغم هدوء المكان، ثم بدأت في تناولها بصمت ثقيل على تنفسي، الجو يسوء اكثر

الاحظ الاختلاف الكبير بين الان وموقفي السابق، عندما اجبرت نفسي على التأقلم هنا، لا اذكر عدد المرات التي تقيأت وأنا احاول اغلاق انفي غير راغبة بالرؤية عند حصولي على طعام، يقال ان التكيف سبب للتعود على نمط وحياة ما على الرغم من ان كلاهما يختلف، لم اتكيف لكن تعودت

جردت رأسي من التفكير عند لمحي لنور طفيف في المحل ثم صوت الباب يفتح، نهضت سريعا ادس طعامي في جيب الحقيبة ارتب تعابيري الجامدة

سيدة عجوز وقفت امامي تعدل نظارتها ممسكة بكشاف صغير تنظر الي تحاول التذكر ، سرعان ما ظهرت ابتسامة كبيرة تزين ثغرها "ها قد عدت اخيرا، على الرغم من ان مقداري لعد الساعات لم يكن كافيا"
ابديت ابتسامة غير زائفة ايضا "لكني عدت على اي حال"

دعتني للدخول، المكان لم يتغير، سوى ان بعض الشموع الجديدة كانت موزعة بالارجاء قامت باشعالها "جو اليوم عاصف جدا، الكهرباء ليست على ما يرام، تأتي بين الفينة والاخرى" اومأت

حولت انظاري نحو الساعة القديمة المعلقة، منذ ان رأيت نور الحياة ولم تفارق هذا المكان، جودتها رائعة رغم هبوت الوانها، كانت الساعة العاشرة ليلا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رمادي اسود |  grey black حيث تعيش القصص. اكتشف الآن