“I saw the life inside your eyes”
..
”أُرِيدُ أَن أَعرِفَك، أَن أَسمَع مِنكَ أَفكَارك، أَن أُبحِرَ دَاخِل وِجهَات نَظَركَ، أَخبِرنِي، مَا هِيَ الحَيَاةُ بِالنّسبَة لَك ؟“
..
”لِلحَيَاةِ عِدّةُ مَفَاهِيم، تَختَلِفُ مِن شَخص لِآخَر، وَهَذَا يَعُود لاِختِلاَف الظّرُوف التِي مَرّوا بِهَا وَالمَواقِفِ التِي عَاشُوهَا، وَكَون البَشَر قَادِرِينَ عَلَى إِعطَاء مَفهُوم لِحَيَاتِهم نِعمَة لَم أَتَمَتّع بِهَا مِن قَبل، فَلاَ حَيَاةَ لِي.“حَرّرَت رُوز مَا وُهِبَ لَهَا مِن أَفكَار عَلى مُذَكّرَاتِهَا، حَيثُ كَانَت هَذِه الأَخِيرَة أَعَزّ أَصدِقَائِهَا وَأَنِيسَة وِحدَتِهَا، إِلَى أَن اِنتَفَضَت فَجأَة مِن مَكَانِهَا.
”يَا إِلَهِي! إِنّهُ الرّعدُ مُجَدّدًا.. لَقَد أَخَفتَنِي..“
قَالَت رُوز بِذَعَر ثُم اِرتَسَمَت اِبتِسَامَة خَفِيفَة عَلَى ثَغرِهَا.
”هَل أَغضَبَت كَلِمَاتِي الطّبِيعَة..؟ هَل كَانَ عَلَيَّ تَدوِينُ مَفهُومِي لِلحَيَاة..؟“
تَمتَمَت رُوز بِحُزنٍ لِيُطرَق بَابُ شُقّتِهَا.
”جَاين!“
نَطَقَت رُوز بِحَمَاس لِتَستَقبلَ صَدِيقَة طُفُولَتِهَا دَاخِل شُقّتِهَا.
”لَقد اِشتَقتُ لَكِ يَا فَتَاة! ثُمّ إنّي قَد أَتَيتُ لَكِ بِمُفَاجَأة سَارّة!“
قَالَت جَاين بِابتِسَامة وَاسِعَة وَحَمَاس.
”مُفَاجَأة سَارّة..؟“
”أَجَل! أَتَتذَكّرِينَ كَارينَا ؟“
”نَعَم..“
رَدّت رُوز بِهُدُوء لِتَصمُتَ جَاين لِبِضعِ ثَوَان ثُمّ تَصِيحَ بِكُلّ حَمَاس
”لَقَد تَمّ طَردُهَا~!!“
قَالت جَاين لِتُنَاظِرَها رُوز بِصَدمَة، أَيّ نَوع مِنَ المُفَاجَآتِ هَذَا ؟
”وَأَينَ المُفرِحُ فِي ذَلِك..؟ أَتُسَمّينَ هَذَا الأَمرَ مُفَاجَأة..؟“
”بِالطّبعِ أَيّتُهَا الحَمقَاء!! إِنّهَا فُرصَتُكِ لِتَلمَعِي!! كَارِينَا كَانَت تَعمَلُ بِنَفسِ المَجَالِ الذِي تَوَدّينَ العَمَل فِيه، مِمّا يَعنِي أنّهُ بِإمكَانِكِ الاِلتِحَاقُ بِشَرِكَتِنَا وَالتّأَلّقُ هُنَاك.“
رَدّت جَاين بِجِدّيَة لِتُكمِل
”هَيّا رُوز أَرجُوكِ! إِنّهُ الوَقتُ المُنَاسِبُ لِطَيِّ صَفحَاتِ المَاضِي والتّأَلّقِ فِي الحَاضِر! كِلتَانَا تَعلَمُ بِأَنّكِ الأَفضَلُ والأَكثَرُ مِصدَاقِيَة فِي مَجَال عَمَلكِ! وَهَذَا مَا يَبحَثُ عَنهُ جُون وَلَم يَجِدهُ فِي كَارِينَا، لِذَا أعلَمُ جَيّدًا أَنّكِ سَتُثِيرِينَ إِعجَابَهُ وَإِعجَابَ الجَمِيع! فَكّرِي فِي الأَمرِ، حَسنًا..؟؟“
قَالت جَاين نَاظِرَةً إِلَى رُوز بِإصرَار لِتَتنَهّدَ الأَخِيرَةُ بِعُمق وَتُجِيب
”حَسنًا جَاين، سَأُفَكّرُ فِي الأَمرِ وَأُخبِرَكِ عَن قَرَاري النّهَائِي غَدًا، أَنَا جِدُّ مُتعَبَةٍ وَمُشَوّشَة حَاليًا، لَكِن شُكرًا لَكِ عَلى كُلّ حَال..“
أَنهَت رُوز كَلاَمَهَا بِابتِسَامَة جَانِبيّة لِتُعَانِقَ صَدِيقَة طُفُولَتِهَا.
”أَنَا وَاثِقَةٌ بِأَنّكِ سَتُوَفّقِين!“
رَدّت جَاين بِنَبرَة مُشَجّعَة، لَعَلّهَا تُوقِظِ ضَمِيرَ صَدِيقَتِهَا وَيُعَادَ لَهَا الشّغَفُ لِلحَيَاة، ثُمّ سَلّمَت عَلَيهَا وَغَادَرَت الشّقَة.
..
”هَل أَمتَلِكُ وَلَو فُرصَةً وَاحِدَةً لِلتّأَلّقِ فِي هَذِه الحَيَاة ؟ هَل خُلِقتُ لِهَذَا السّبَب ؟“
قَالت بَطَلتُنَا مُخَاطِبَة نَفسَهَا لِتُقَرّرَ وَأَخِيرًا أَن تَتَجَاهَل فَرطَ تَفكِيرِها وَتَستَسلِمَ لِلنّوم، فَالنّومُ خَيرٌ مِن فَرطِ التّفكِير، أَلَيسَ كَذَلِك ؟
..
”اِستَسلَمتُ لَيلَةَ أَمسٍ لِلنّوم، فَقَد هَلَكَ تَفكِيري الزّائِدُ رُوحِي وَأَنهَكَهَا، بِالرّغمِ مِن أَنّ الأَمرَ لَيسَ جَدِيدًا عَلَيّ إِلّا أَنّنِي سَئِمتُ مِن ذَلِكَ، أَلاَ يُمكِنُ لِلمَرءِ أَن يَرتَاح ؟ سُؤَالٌ وَجِيهٌ يَشغَلُ ذِهنِي وَلَكِنّنِي وَمِن دُونِ سَابِقِ إِنذَار شَعَرتُ بِأَنّ قُوّةً مَجهُولَةً دَفَعتنِي خَارجَ حُفرَتِي وَأَرشَدَتنِي إِلَى الطّريقِ الصّحِيح، نَعم، حَانَ وَقتِي لِأَتَأَلّق، أُريدُ خَوضَ تَجَارُبٍ جَدِيدَة تَجعَلُ مِن حَيَاتِي مُنعِشَة، تَجعَلُ مِنّي أُدَوّنُ مَفهُومِي الخَاص لِلحَيَاةِ عَلَى أَورَاقِي، فَهِيَ الأَخِيرَة أَبقَت لِذَلِكَ مَكَانًا خَاصًا. اِتّصَلتُ بِصَدِيقَتِي لِأُبَشّرَهَا بِمُوَافَقَتِي وَهِيَ الأُخرَى لَم تُقَصّر فِي الفَرَحِ لِي، جَهّزتُ نَفسِي وَرَافَقتُهَا إِلَى المَكَانِ المَوعُودِ، لَكِنّنِي لَم أَتَوقّع يَومًا أَنّ مَفهُومِي لِلحَيَاةِ تَمَثّلَ فِي عَينَيه..“
..
يُتّبَع..
YOU ARE READING
ESCAPISM
Short Story"مَاذا لَو اِعتَقدَ المَرءُ بِأَنّ حُبّهُ هُوَ مَهرَبهُ الوَحِيدُ لَكِنّه لَيسَ سِوى بَوّابَةٍ لِجَحِيمه؟". - جُون ستِيوَارت. - تشُوي رُوز.