طول عليها ما رد نزلت جوالها و راحت تأخذ لها شاور وبثقل تمددت على السرير و طالعت بالسقف بهدوء تحس حياتها ثقيلة كثيير فراغ كبير تحسه بقلبها تكره هالشعور و كأن هموم الدنيا كلها فوق رأسها و كان قلبها احد ضاغط عليه و راح ينفجر بأي دقيقة
تحس انها ما تقدر تكمل حياتها بشكل عادي بهالسهولة و انها ما تستاهل حتى تكمل حياتها
ابوها هو كان قلبها و كيانها كانت تشاركه كُل شيء بحياتها هو حافظ اسرارها هو اللي وقف معها و اللي معطيته كُل ثقتها
تحس ان ذهنها مشتت مو مصدقة انه مر خمس سنين على وفاته و كأنها صارت بالامس
فتحت التويتر و كتبت بيت قصيد طرى على بالها :
يا ليت ابوي حي و اشوف زوله..
و اعيش في قربه و افرح بلقياه
هذا تمني و المنى من يطوله
ابوي راح عني بأجمل ذكراه
طاحت دمعه حائرة على خدها تبعها فوج من الدموع
تحس انها مشتته من بعد ابوها
لطالما ابوها حب الديرة و هي بالمثل تحبها من حبه لها
يا ليت ترجع لها و تضم جدتها اللي ريحة ابوها فيها
يا زين هواء الديرة و يا ما حلاه صدق
قمر لازالت رغبة روحة الديرة بخاطرها
هي تدري ان عند ابوها عقار بالديرة و تقدر هي و جدتها يسكنون فيه امها ما تبي تروح الديرة لان مالها احد هناك
بس هي بس تنتظر الاجازة اللي بين الترمين بس عشان تروح مع جدتها اذا جت لموعدها بالرياض و راح تسحب ملفها و تأخذ على الاقل ترم هناك مع جدتها
ما تنتظر موافقة احد غير امها
مع ان خالها و عائلته بيزعلون عليها
و خصوصًا سعود ..
سعود اللي قلقانه من جهته قلق كبير طول عمرها تعتبره اخ و صديق عزيز على قلبها تبوح له اللي بقلبها قبل الكل تشاركه اسرارها و تحبه حب اخوي عميق الرابطة الوحيدة اللي ما تبغاها تنكسر هو اللي بيحسبها بأمان من بعد وفاة ابوها
ما تبي تخسره و لا تشوف الكسره بعيونه
رنين الاشعار اللي وصل بجوالها خلاها ترجع للواقع من دوامة الافكار اللي دخلت فيها رفعت جوالها و طالعت بالمرسل اللي كان سلطان تنهدت
سلطان:(قمر..)
قمر:(هــاه وش صار وش فيك معاد رديت)
سلطان:(لا بس اخوي دخل اسمعي عادي تعطيني سنابك ما ارتحت و انا اراسل انستا)
ترددت تعطيه او لا رغم انها ما عرفته الا من شهر فقط
ارسلت له سنابها و اضافته
ارسل لها و بقوا يتراسلون بالليل غير انها صار تكلمه فويس سوالفه الجميلة و ضحكته الغريبه كونت جزء من يومها ..
صارت دائمًا مبتسمه و محت العبوس من وجهها
لان سلطان ملئ قلبها الفارغ اللي خلفه ابوها بعد ما توفى
نزلت مع الدرج و مشت قدام سعود اللي كان مكشر و هي ما اعطت اهتمام لانها راح تروح لاهل ابوها بعد ما جت جدتها كانت الابتسامه مو مفارقة وجهها طول الطريق و شلون و ام ابوها واللي ريحة الغالي فيها و ما تنبسط !؟
ردت الغطى على وجهها عشان عيال عمتها
و نزلت من السيارة بركض و الشوق اعمى بصيرتها
دخلت بسرعه بينما كان ولد عمتها طالع مع الباب و يناظرها بإستغراب دخلت المجلس و شافت جدتها بهيبتها المعتادة جالسة بإستقامة رغم كُبر سنها و رغم ملامحها اللي بدت عليها القسوة و الشدة ابتسمت بحنية لما شافت بنت ولدها وحيدها المرحوم فلذة كبدها اللي اخذه رب العالمين شالت قمر شيلتها من على وجهها و ضمت جدتها و و شوق العالم كله بقلبها لجدتها اللي هي عالمها كله حضنها الدافي اللي فيه ريحة ابوها طفولته و صباه و حتى كبره تربى بهالحضن الدافي بينما جدتها نوره ما تذكرت من حضن حفيدتها الا حضن ولدها الا تحت الثرى كما لو كان هو اللي يحضنها و يصبر قلبها على فقدانه
شدت على حفيدتها بحنان العالم بينما قمر انفجرت دموعها اللي كبتتها طوال السنة حتى تبكيها بحضن جدتها الحاني حضنهم الصامت اختصر العديد من الكلمات و المشاعر اللي ما تنوصف الا بهالحضن اللي كأنه حضن من اشتاقوا له و بكت له قلوبهم قبل اعينهم الام تتذكر ولدها وحيدها و الابنة تتذكر والدها و سندها بهالحياة اللي صار تحت الثرى
بعد دقايق عديدة فكوا الضمة و الابتسامة تعلو وجيههم برضى مسحوا دموعها الثنتين و قالت قمر بحب: يا حي الله من جانا نورت الرياض بوجودك يا يمه
ابتسمت لها جدتها بنفس الحب: بنور اهلها يا نور عيني
: شفتوا بعض يالثنائي و نسيتونا