رن جرس الباب بقوة مفاجئة، فقفز الطبق متحررا من يد مارلين وودز كصحن دوار، و تطايرت شرائح التوست عاليا لينتهي أمرها على السجادة البيضاء. لطمت مارلين جبينها، مخاطبة شريكتها في الشقة آنابيل باردو بصوت مسحوق:
-لا فطور... و لا سجادة أيضا منذ اليوم... آسفة بيلي!
-هوني عليك عزيزتي، سنكتفي بالقهوة.
خطت بيلي نحو صديقتها تمنحها ابتسامة مشجعة، و أضافت برنة لطيفة:
-افتحي أنت الباب، و سأكمل عنك تجهيز طاولة الفطور.
انحنت مارلين نحو قطع التوست الملتصقة بوبر السجادة الأبيض، و التقطت واحدة قائلة:
-ذكريني في المرة القادمة ألا أشتري برطمانا آخر من معجون جيري سامرز للرمان، إنه يترك بقعا أبدية أينما وقع!
فعلقت بيلي ممازحة بينما تسكب القهوة في فنجانين:
-اللوم يقع على عاتقي، من الجنون وضع سجادة بيضاء في المطبخ!
تذكرت مارلين -و هي في طريقها إلى الباب- فطيرة الرمان التي أعدتها بيلي قبل أسبوعين و أصبحت في خبر كان، بعدما طردت من مسابقة مالوري للتمثيل، إذ تعثرت بساق الطاولة و قلبت الفطيرة على ثوبها البيج! هذه هي مارلين، تحدث الكوارث كلما توترت، فورا ترتعش يداها و ساقاها، فإما توقع غرضا ما... و إما تقع هي بعد عثرة هنا أو هناك! و الآن... سبب توترها هو فاتورة الهاتف التي استلمتها أمس!
عملت مارلين بعد تخرجها من الجامعة ممثلة في مسرح، فهي ابنة الممثل القدير الراحل مايكل وودز، و كانت أمها سابرينا ويليامز مصممة أزياء للمسرح، و للعارضات كذلك. لكن فرصتها الذهبية التي انتظرتها مارلين طويلا لم تأت، تمنت أن يحفظ العالم اسمها و تتمتلئ ذات يوم مقاعد دور السينما عن آخرها لمشاهدة أدائها. و بعد عدة مسرحيات لم تنجح تركت منزل أبويها في نيويورك، و قصدت مدينة النجوم "كاليفورنيا"! هناك... تقاسمت مع صديقتها المقربة بيلي أجار شقة صغيرة و جميلة على الساحل الغربي الأمريكي الساحر. لكن الحياة في مدينة كبيرة و شهيرة مثل كاليفورنيا لم تكن بتلك السهولة، و بدا الطريق نحو النجومية محفوفا بالصعاب! و كان لا بد من العمل في وظيفة تدر على مارلين مالا يسهل المهمة.
كانت بيلي تعمل محررة صحفية في مجلة "فاير داي"، و التي لا يبعد مقرها كثيرا عن شقتهما، فتغطي براتبها الجيد نصف نفقات البيت إلى جانب نصف الأجار الشهري، أما مارلين فإن عملها كفرد من فريق مالوري المكلف بترتيب و تنظيف أستوديوهاته بدا خيرا من لا شيء، و الراتب الذي تتقاضاه لقاء ذلك يساعد في تدبر النصف الآخر من نفقات الشقة و أجارها، لكن إصابة بيلي مؤخرا بعدوى الإنفلونزا، أقعدتها في البيت، و جعلت كل المسؤوليات تتراكم على عاتق مارلين، فأضافت إلى برنامجها وظيفة مرافقة نهارية لسيدة عجوز تدعى هانا كوين، تجالسها حول صينية قهوة و كعك خال من السكر، أو تقرأ لها كتبا تتناول حروب القرن الماضي! و حين ينتهي دوامها عند السيدة كوين في تمام الساعة الرابعة مساء، يبدأ بعد ساعة الدوام العاصف في مملكة مالوري العظيمة! تمضي مارلين إلى جمع نفايات يتركها الممثلون و فريق التصوير في مواقع العمل، تنظف و تلمع و تزيل أي أتربة قد تسبب ثوران البركان المدعو "ريك مالوري"! فهو المشدد على النظام و النظافة أينما خطت قدمه، و الراغب بالتنفيذ الأعمى لتعليماته أينما حل و ارتحل!
أنت تقرأ
النجوم أيضا تحب
Romanceمارلين وودز شابة طموحة ترعرعت على حب المسرح، و أحاط بها سحر التمثيل منذ نعومة أظافرها، لكن بريق الشهرة ظل خيالا في سماء بعيدة، و بدل جوائز الأوسكار التي حلمت يوما ما أن تلمسها بفخر... وجدت بين يديها أدوات التنظيف و الفواتير المتراكمة و أوامر رئيسها...