الفصل 05|سهرة حميمة

3.9K 360 6
                                    

ألقت مارلين مفتاحها على طاولة غرفة الجلوس، و دعت الرجل المتلكئ خلفها ليعتبر المكان بيته. أرخى ريك جسده فوق الأريكة الوحيدة في الغرفة و انتظر عودتها، كانت مضيفته قد رمت حقيبة يدها و ركلت الحذاء جانبا، و اختفت لدقائق في المطبخ، وضعت العشاء في الميكرويف، و مضت ترتب الطاولة، ثم رفعت رأسها باحثة عن علبة الفلفل الأسود، إنها تضيفه بتهور فوق كل شيء، و لن تعتزله الليلة!

-أين وضعتها بيلي؟

لمحتها أخيرا في مكان مرتفع على رف بعيد، و لقصر قامتها بدون كعب عال، وقفت على أطراف قدميها، و تمططت بعجز دون أن تتمكن حتى من لمس الرف! لكن ذراعا أطول من ذراعها التقطت العلبة بلا جهد! استدارت نحو ريك المبتسم و تناولت العلبة بقلب خافق، لم تكن تعلم أن الرئيس الأكبر يهتم بدخول المطابخ و تقديم خدماته العظيمة، أليس ريك مالوري رجل مدهشًا؟!

تجاوزته نحو جهاز الميكرويف و استخرجت الطعام الشهي بسرور قائلة:

-متأكدة أنك ستحب طبخ بيلي.

-بيلي؟

-لست واثقة أنكما التقيتما من قبل، على كل ستفعلان يوما، لدى بيلي عمل مهم يحتاج وقتا طويلا، لذا أنا وحيدة الليلة.

تمتم ريك ممتعضا و هو يراقبها تضع طبق الصلصة على الطاولة ثم تلتقط بلسانها و شفتيها قطرات علقت بأناملها:

-ما أسعدني بمعرفة سبب الدعوة الحقيقي!

بدا ساخرا و غير ودود، فأسرعت مارلين تصحح ظنه:

-قلت أنني دعوتك لأعتذر عما سببته في المطعم، ثم ما المشكلة في تجنيب فلافي مكابدة إعداد عشاء لم تحسب له حسابا؟

تنهد و سأل بشكل أظهر توترا خفيا في جسده:

-ماذا عن بيلي؟ حديثك أتى وجيزا و أتوق لمعرفة المزيد.

حررت يديها من القفازات الزهرية، و أجابت بعفوية:

-بيلي أروع شخصية في العالم، نتشارك هذه الشقة منذ سنة تقريبا، بل إننا نتشارك كل شيء.

تناول ذراع الثلاجة في حركة خاطفة، و ساعدها بوضع علبتي صودا حول الأطباق معلقا:

-هكذا إذن! و هل... تتشاركان غرفة النوم أيضا؟

استغربت سؤاله، و مع ذلك أجابته بسذاجة:

-كلا، لكن ذلك لن يضايقني لو حدث يوما ما، التواجد مع بيلي في مكان واحد يبهج المرء!

جز أسنانه و شعرت مارلين بكومة استياء تتجمع داخل صدره، و ما لبث ريك أن قال بحدة:

-إذا كان حبيبك بيلي بهذه الروعة، فلِمَ عساكِ تبكين خسارة براندن الأحمق؟

النجوم أيضا تحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن