الشهرة ساحرة! الأضواء في كل مكان، و الجميع يريد فقط نظرة من النجمة الجديدة، مارلين وودز نجمة! إنها لا تزال عاجزة عن تصديق ذلك، كانت قد نالت تشجيعا محفزا من بيلي، و تهاني كثيرة من زملائها السابقين في فريق العناية بالأستوديوهات، و تلقت اتصالا دافئا و فخورا من أمها غمرها بالسعادة.
علمها ريك كيفية التعامل مع الصحافة، فقد انتشر خبر أدائها المذهل في أول مشهد من الفيلم كالنار في الهشيم، و نجحت مارلين في الصمود أمام حقد كيلي شيلدز و سخريتها.
جلست مارلين في غرفة راحتها مرهقة بعد أيام من تصوير المشهد الأول، لوحت أمام وجهها إحدى المساعدات مقدمة لها بعض الماء، و سألتها إن كانت ترغب في شيء آخر، بصراحة... لم تكن مارلين ترغب في شيء آنذاك بقدر النوم و نسيان العالم أجمع، أهلكتها أسئلة الجموع الغفيرة من الصحفيين، و أخافتها الحشود المتراصة التي حوطت الأستوديو في انتظار لقاء حصري بالنجمة الصاعدة، و خطف صورة معها أو توقيع من يدها!
لم تعش مارلين من قبل تلك التجربة، اقتصر الأمر في السابق على أن تتعرف عليها إحدى جارات أمها المسنات لتقول ضاحكة: "اوه! رأيتك في مسرحية أمس!"، ثم ما تلبث أن تنسى أمرها في الأيام التالية! لكن الآن أصبحت مارلين وودز حديث الساعة، و تسابقت المجلات الفنية و شركات الموضة لتوقيع عقود معها، و كان ريك و سالي يرافقانها على الدوام و يسيّران طريقها إلى النجومية باحتراف، ينصحان بما يجب قوله و فعله، و يحذران مما يجب توخيه.
اقتحم ريك خلوتها و على وجهه ابتسامة ارتياح، و ارتمى قربها بعدما صرف الموظفة، بدا في أوج تفاؤله حين قال:
-سنصور المشهد التالي في شقتي.
-شقتك؟!
حرك رأسه بهدوء و استأنف قوله موجها نحوها نظرة ناعسة:
-ستطلق كارولاين رصاصتها الأخيرة نحو قلب زوجها، المحاولة الأخيرة لكسب ثقته، و سيدور المشهد في مطبخ قاتم يشبه شخصيتها الغائرة! لذا...
-لذا... مطبخك هو الأنسب.
قاطعته بسرعة، فابتسم باعتداد مردفا:
-سيكون مطبخك أيضا... كارولاين!
ضحكا سويا، قبل أن تستطرد ممازحة:
-هل أعلمت فلافي بالأمر؟ لن تحب المسكينة أن نستولي على عالمها دون تنويه مسبق!
-لا ريب أن الآنسة سكوت تدبرت ذلك.
-مساعدتك الجديدة؟
سألت مارلين مرتشفة مزيدا من المياه، و رد ريك و هو يفرك حاجبه:
-تقصدين مصيبتي! إنها لعنة! لم ننسجم أبدا، كل ما تلمسه يتدمر، و كل أوامري و تعليماتي تذهب هباء منثورا!
أنت تقرأ
النجوم أيضا تحب|𝕰𝖛𝖓 𝕾𝖙𝖆𝖗𝖘 𝕱𝖆𝖑𝖑 𝕴𝖓 𝕷𝖔𝖛𝖊
Romanceمارلين وودز شابة طموحة ترعرعت على حب المسرح، و أحاط بها سحر التمثيل منذ نعومة أظافرها، لكن بريق الشهرة ظل خيالا في سماء بعيدة، و بدل جوائز الأوسكار التي حلمت يوما ما أن تلمسها بفخر... وجدت بين يديها أدوات التنظيف و الفواتير المتراكمة و أوامر رئيسها...
