تقديم : لقاء اول ثان !

256 9 2
                                    

" هل انت ياباني ؟"

على حين غرة باغته هذا السؤال بلغة وطنه الأم و بنغمة حلوة تحمل الكثير من الغضب بين طياتها .
السائل كان فتاة جميلة ، بهية الطلة و أنيقة الملبس ، الأجدر بالذكر انها يابانية كذلك .
مد يده إلى قلنسوة معطفه و تأكد أنها تخفي شعره الاشقر و ملامح وجهه .
كيف عرفت أنه اجنبي ؟
" اجل " همهم .

" جيد جدا !"
صفقت و اخذت المجلس  المحاذي له على البار تشير إلى الساقي بكأسين من الوسكي .

" من الرائع مقابلة شخص من الوطن "
استطردت و هي على حافة الانهيار العقلي ..
احمرار خديها و عدم اتزان خطواتها يفضح ثمالتها  .

وضعت يديها على الرخام الاسود و ارتكزت عليها  بكل قوتها ، كأن حياتها تعتمد على ذلك .

" هل كل شيء بخير ؟"

" لا !"
افزعه و من حوله صراخها ، و لما انتبهوا لهما رفع لهم كفه كاعتذار .

" انا ذقت ذرعا بأمريكا ، و جو امريكا و ناسها و اولادها "

" اسف بشأن ذلك "
علق بنبرة ساخرة .

" ماذا ؟ أ كسر احدهم قلبك ؟".

"الواقع ... انه "
توقفت عن الحديث ، أمن الصائب اخبار غريب بقصتها ؟
و فكرة أنه غريب اراحتها فور إدراكها .

"من المفروض انه موعدنا الاول ، لكنه لم يأتي "

" هكذا انتم النساء ! تقفزن فورا إلى الاستنتاج و تعشقن الدراما "

انتحب و هو يفتش في أعمق ركن من عقليته الذكورية على جواب .

لما وصل الطلب أخذا كأسيهما و رفعه الاشقر كنخب لها .

" هل هاتفته ؟"

" المشكلة ليست في هذا ... أعتقد أنني ملعونة "

" ملعونة ؟!"

استنكر الاوزوماكي هذا الاستنتاج و استدار بكرسيه ربع دائرة يوليها اهتمامه و يواصل الشرب من كأسه المجاني .

" كيف هذا ؟"

" احساس الفقدان ؟اتعرفه ؟"

هز رأسه إيجابا .

" كلنا فقدنا شخصا عزيزا علينا في فترة من حياتنا ، و تعرفين ... يجب أن يتقبل المرء الموت و تغير الحال بصبر و ايما-"

الايمايل و الراكون 💌🐻📱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن