اشتياق

652 54 16
                                    

   ^^^^^^^^وجهة نظر جونغكوك  ^^^^^^^

كان مكتبي مكتظ بالآباء يريدون دفع واجبات التسجيل والتأمين التي تخص ابناءهم ، وكان الضغط شديدا ، من حسن حظي ارسل لي القدر الاستاذ تايهيونغ لمساعدتي ..

لقد جئت منتقلا الى هذه المدرسة من مدينة اخرى بعيدة، المدرسة التي كنت فيها مديرا تآمر أساتذتها علي و قدموا شكايات عني ، ونجحوا في ازعاجي ، دفعوني الى الهروب من تلك المدرسة ، لذلك طلبت الانتقال الى مدينة جديدة بعيدا عنهم ..

لقد عدت من حرب طويلة وشديدة معهم ، كانوا اساتذة متحدين ونجحوا في قهري والضغط علي ، لكني لم اكن سهلا ، لقد جعلتهم يذوقون الويل مني ويعيشون الجحيم ، فأنا المخطط العبقري المنتقم الذي لا يُهزَم ..

كنت اراقب تايهيونغ وهو يتلقى الحب  والمديح من الاباء  و شعرت بنوع من الغيرة ، كنت اريد ان اكون مركز الاهتمام ، شعرت بنوع من النقص بوجوده معي في المكتب ...

لكن في نفس الوقت احببت موقفه وكيف عرض علي المساعدة ، رغم اني شككت فيه ، ربما يريد امتيازات لاحقا ..

حاولت ان اكون لطيفا معه و أظهر له جانبي اللطيف ، جعلته يثق بي و كان هدفي ان اجعله عيناي التي ارى بهما مايحدث خلف ظهري ...

بدا لي تايهيونغ عفوي ثرثار و هذا جعل مهمتي سهلة لكسب ثقته ، أردت أن أظهر له صورة مثالية عني ،
لكن في الحقيقة انا شخص لايستطيع ان يحب او ان يكون ودودا ، انا شخص يحب نفسه فقط و ماتبقى مجرد حشرات بالنسبة لي ، حشرات ضارة او نافعة ، هكذا اصنف الناس حولي .

كان وجه تايهيونغ وجسده  مغريان رغم اني رجل يصعب اغراؤه ، لست من النوع السهل ، لكني كنت اشعر برغبة ملحة في مداعبة  هذا الجسد ، كنت اراقبه يضحك بعفوية ويتحدث مثل طفل بريء ،  كانت مشاعري مختلطة بين اعجاب به وبين غيرة منه ...

كان يقضي معي معظم الوقت ، يساعدني ، يجيب عن أسئلتي و ينصحني ، كنت استشيره في كثير من قراراتي ، و آخذ اقتراحاته باهتمام ...

كل صباح عندما يظهر امام باب مكتبي اشعر كما لو ان ملاكي الحارس قد أتي ، ملاك أتى ليساعدني و يؤنس وحدتي ...

انا شخص انطوائي ، ومع عائلتي دائما وحيد ولا احد يفهمني ، ليس لدي اصدقاء ، في الحقيقة انا شخص وحيد حقا ومنبوذ ، لذلك عندما اتى تايهيونغ الى حياتي كان بمثابة صديق لي و مؤنس لوحدتي ، كان مفيدا لي في عملي و لنفسيتي ...

تعودت كل يوم على جلوسه بالكرسي  الموجود على يميني ، وكان فعلا هو ذراعي الايمن ، كانت تأتي لحظات حيث يفرغ المكتب من الناس ويخف الضغط ونبقى وحيدين منفردين ، و احكي له عن نفسي اشياء لم يسبق ان حكيتها لأحد ...

مثل مرضي الروحي الذي عانيت منه ، كنت انهار وتتحدث قوى  بداخلي ، و كنت احس باشياء ستحدث وتحدث ،  حكيت له عن قصتي عندما كنت استاذا مثله و تشاجرت مع مديري و كسرت مكتبه و حصلت على عقوبة قاسية رافقتني طوال حياتي ، حيث تم حرماني من الترقية ، لايمكنني ان اصل الى اجرة عالية الى ان تمر اكثر من عشر سنوات ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The teacher |  المعلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن