أقتباس

1.3K 44 21
                                    

وصل فيصل لباب شقته ودس مفتاحه بدائرة المزلاج والجًا يبحث عنها لتتسمر عيناه على شيء أزعجه بشدة، ضلفتي النافذة الكبيرة مشرعة ويطل منها رجلا ينفث غليونه وعيناه ترشق بتفاصيل الردهة بوقاحة، هم بالذهاب إليه فأختفى الرجل خلف نافذته، مشط محيطه بحثا عنها لتستقر قدماه على أعتاب مطبخها ليهتف دون مقدمات:

_ أنتي ازاي فاتحة الشباك علي أخره كده يا "سيدرا"؟ أفرضي حد من الجيران شافك بلبس البيت؟! أنا فعلا شوفت واحد في شباك قصادنا وكنت ههزئه لولا اختفى في بيته.

حدثها بوجه صارم قابلته هي بدلال وهي تقترب مطوقة عنقه بذراعيها ثم شبت قليلا لتطبع قبلتها الرقيقة فوق خده، قبلة هدأت غضبه لكن لم تخمد نيران غيرته المفرطة.

_ أنت جيت لقيتني فين يا حبيبي؟

تسائلت بهدوء كأنها تحدث طفلها ليغمغم بخشونة:
في المطبخ.
_ وتفتكر حد ممكن يشوفني في المطبخ اللي تقريبا معزول وبعيد عن مرمى الشبابيك اللي برة؟

صمت محتفظًا بملامحه الجامدة لتستأنف برقة: أنا قلت أهوي البيت بشوية الشمس بتوع النهار لحد ما تيجي، كنت لابسة إسدالي لما فتحت الشبابيك كلها والله، وبعدين غيرت إسدالي بقميص نوم مريح وجيت المطبخ أعمل الغدا لحد ما توصل، ومن وقتها مخرجتش منه لحد ما انت جيت دلوقت..ثم لثمت ذقنه بنعومة: يعني حبيبي مالوش حق يتعصب ويزعل.
_ ولا حتى أغير؟!
همسها بصوت عاد له مذاقه الهائم المتيم متخليا عن غضبه بعد علمه أنها لم تبرح مطبخها مستورة بين جدرانه، لتصدر منها ضحكة مشاكسة التهم بقيتها بقبلة ثم حملها بين ذراعيه متمتما بين شفتيها: شكلنا هنأجل الغدا شوية.
____________


 ____________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
نوفيلا "الظن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن