الفصل الرابع والأخير

952 71 28
                                    

#نوفيلا_الظن

#الفصل_والأخير
---------
هناك أخطاء نرتكبها.
ولا يكفي عمرًا كاملًا لإصلاح ندوبها الغائرة.
لكن دائما بقدر الندم تنبت بذور الأمل.
أمل في الصفح والغفران.
مما اقترفناه بحق من أحببنا.
__________________

سيدرا تحمل طفله الآن وهو لا يعلم؟
طفلا كاد يُزهق روحه بجهالة، محترقا بنيران الشك والظنون والغيرة اللعينة، غيرة عمياء حمقاء، أطاحت بفرحته التي طمح لها كثيرا.. مشاعره شتى ومختلطة تتصارع داخله الأن، غضب، ندم، حزن، خوف، خجل، ليحتل الغضب من جديد داخله. فيستعر جمره أكثر.
كيف يسبقه علم أحد بقدوم جنينه الأول؟
لم يكن في حسبانه ان يكون هو الضلع الغافل عن خبر گ هذا..كان أحق انا يعلم قبل الجميع.
أي مفاجأة وأي هراء هذا الذي كانا يخططانه معًا؟
المفاجأة كان لابد أن تكون خاصة به وحده مع زوجته.. هما فقط من يدبرا الأمر.

غادر الطبيب غرفتها لتوه، فنفض عنه شروده الحزين متسائللا بلهفة:
طمني يا دكتور مراتي والجنين بخير؟
أجابه الطبيب مطمئنا:
_بخير إن شاء الله ، بس يفضل تعمل متابعة للحمل خصوصا انها لسه في الأول وواضح أنها اتعرضت لضغط عصبي، وده مش في مصلحتها دلوقت.، ( واستطرد) هتجيب الأدوية دي والمدام هتمشي عليها بانتظام. وبأكد تاني علي الحالة النفسية.

بوجه مكفهر ودع الطبيب ثم ابتاع الأدوية وأعطاها لوالدته التي تصاحبها بالغرفة.. وبدون أن يتبادل معها كلمة واحدة غادرها مختليا بنفسه ناكسا رأسه بعبوس حزين بعد ما انقلبت الطاولة فوق رأسه، فالمفترض أن يكون جوار حبيبته ، لكن سيدرا عازفة عن رؤيته وتحتاج لراحة خاصتا النفسية منها، ولديها كل الحق، أما شقيقه أديب فعلم من والدته انه ذهب لمنزل صديقه يمكث عنده بضعة أيام.

_ فيصل.

لم يرفع عينه إليها محتفظًا بهدوء ظاهري وداخله حمم تفور لتستأنف والدته وهي تجلس جواره بعتاب لا مفر منه:
_ انت اتسرعت يا ابني وشكيت في أقرب اتنين ليك وسلمت نفسك للشيطان..بقى تشك في اخوك ومراتك؟ كان فين عقلك يافصل فهمني. عارفاك بتغير عليها بس الغيرة يا ابني ليها حدود لو خرجت عنها بتخرب بيوت. وتهدم علاقات كتير.

بنظرة مهزومة رفع بصره لها ثم عاد مطرقا رأسه من جديد متشبثا بحبال الصمت.. فرغم صحة ما تقول ، هناك جانب لثورته لم يدركه أحد، شيء يجعل الغضب محفور على وجهه المظلم.. هما من دفعوه لهذا المسار بنظراتهما المختلسه ورفض زوجته أن تطلعه علي هاتفها. وتمسكها بعناد لعين.

_ رايح فين يافيصل؟

أوقفته قبل ان يرحل ليغمغم باقتضاب:
هنزل تحت وحضرتك خليكي هنا مع سيدرا.
ثم همس برجاء فطر قلب والدته:
أوعي تخليها تمشي يا أمي، عشان خاطري.

قالها ثم تبخر من محيطها تماما.
فهذا أكثر ما يحتاجه الآن.

لتهمس خلفه بعين دامعة: لا حول ولا قوة إلا بالله. عين وصابتكم يا ولادي. ربنا يهديك يا ابني، ويعدي الأزمة دي علي خير، ومراتك واخوك يسامحوك. وماتضيعش فرحتنا باللي جاي.
____________________

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوفيلا "الظن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن