23

470 10 4
                                    

ألمانيا /ميونخ
وأخيراً تسلل الصباح الى نافذتها تعبت من فرط البكاء والتفكير وأخر ماتوصلت له هو هذا الحل
ف طاقتها استنزفت للحد اللذي لم تعد تتحمل اكثر
وعزمت كل العزم على قرارها اللذي اتخذته
حملت الورقه التي بثت كل مابداخلها وكل مابجوفها بداخلها لتوضعها على الطاوله بالصالون
ومشت على أطراف أصابعها وبحذر شديد متجهه الى غرفته
كان الباب مفتوح جزء بسيط منه تأملته وهو مستغرق بالنوم
حطت يدها على فمها تمنع شهقه كانت بتفر منها وهي تودعه بعيونها الوداع الأخير
بعدها جرت رجلها جر بحسرره على حالهم اللذي لم يكتمل له الفرح ابداً
وهي تحمل حقيبة ملابسها وجواز سفرها
فتحت الباب بضعف ونزلت بالاصنصير وهي تشد على بالطوها الرمادي الطويل
مشت بتخبط وعلامات الحزن ارتسمت على محياهاا تحاول تخبي وجهها عن العالم وكأن الكل يعلم بقصتها وبكل ماحل بهاا
وقفت عن مشيها بعد مااصطدمت بشخص من غير لاتحس
رفعت عيونهاا بسرعه وبأسف لكنها انصدمت وهي تشوف تريسا امامها
اللي نطقت ببتسامه e:أوه مرحباا ،عذراً لزيارتكم بهذا الوقت ولكن هناك موضوع يجب ان اخبركم به
فجر ناظرتها وملامحها خاليه من اي تعبير ف الحزن اللذي بقلبها كبير عجزت عن تجاوزه
تريسا تابعت لما ماشافت اي ردة فعل من فجر :أنا تريسا كنت شاهده بقضيه خطفك وأنا بالأصل محاميه لذلك اوكلني فيصل لمتابعه الموضوع
فجر e:اهلا بك
تريسا انتبهت لشنطه السفر اللي تجرها وراها سألت باستغراب :هل انتي ذاهبه؟
فجر :لم يعد لدي سبب للبقاء
تريسا :أنا اتيت لكي اخبرك بأن ذاك الشخص مصر على مقابلتك في السجن
فجر :لاأود رؤيته ابداً
تريسا :يبدو بأنه نادم كثيراً لقد ترجى كثيراً لكي يقابلك ارجوك امنحيه هذه الفرصه فقط لتسمعي مالديه
------------------------------------------
فرشت سجادتها تصلي الفجر وتدعي بقلب خاشع متضرع الى الله
واخيراً رأته امامها يقف بكامل قوته رغم وضوح تعبه ومرضه الا انه أمير اللذي اعتادت على رؤية عزته وقوته
أمير المكابر رغم ألامه
ذرفت دموع الفرح حمداً وشكراً لله
ماان انتهت حتى حست بصوت ضربات خفيفه عند الباب
نطقت :تفضل
دخلت ليان ووجهها ماكان خالي من آثار البكي هي بعد
جت لترتمي بحضن خالتها لتشكو لها كل مابداخلهاا وكل ماعانته تلك الايام
وكانت الاخرى بستقبالهاا دفنت راسها بصدرها ومسحت عليه لتفرغ ليان كل طاقه البكاء اللي بداخلها
وام أمير تكفف دموعها هي الاخرى :بس يايمه لاتبكين الحمد لله انهم بصحه وسلامه وربي حفظهم لنا الحمد لله يارب
ليان بصوت مبحوح من فرط البكي :خالتي بالأول خفت على أمير واليوم خفت على بنتي كانوا راح يروحون من يدي كنت راح افقدهم
أم أمير :استغفري ربك يالياان ربي اللي خالقهم وهو اللي بيحفظهم لنا أن شاء الله أنتي اهدي الحين وماكو الا كل خير ان شااء الله
حل عليهم الصمت لدقائق وكأن ليان كانت متوقعه سؤال خالتها أم أمير :ليان يمه امير ليش قال هالكلام بالمستشفى
سكتت وهي تبلع ريقها بصعوبه كانت خايفه من الجواب اللي بتقوله وكانت متوقعه ان هالسؤال بيتوجه لهاا هي
ليان بتردد :خالتي امير فقد الذاكره وحنا بأمريكا ...سكتت شوي وهي تشوف الصدمه بانت بوجهه خالتها بعدها تابعت بكذب :عشان كذا هو مو متذكر كل شي
حتى ماكان متذكرني ولاكان متذكركم
أم امير :لكن شنو معنى كلامه ان جهاد اللي من دمنا وهو لا ليش قال هالكلام ؟
ليان :خالتي امير مايعرف شنو يقول الحين وانتي اعذريه هالفتره
------------------------------------------
صحى من النوم وهو يحس بالألم بكل جسمه مايدري كيف غلبه النوم بعد ساعات طويله من التفكير
تحامل على نفسه ودخل يتروش ويصلي الفجر
بس انتهى توجهه للصالون وهو ناوي يهدي حزنها اليوم ناوي ينسيها كل اللي صار
حتى لو صار عندها طفل من سالم راح يربيه ويرعاه بنفسه ومثل مايحبها راح يحب طفلها أكثر
وراح يخبون على الكل انه من سالم وانه بيكون بأسمه وهو اللي بيكون الابو له
لان سالم مايستحق هذا اللقب ابداً
كانت هذي افكاره اللي دارت بمخه ومخيلته وهو يتخيل حياه ثانيه لهم
متفائل لأبعد حد الا انه انصدم وهو يشوف باب غرفتها مفتوح بالكامل
ناداها :فجججر فجر
دخل ولقى الغرفه خالييه من كل شي
رجع يناديها بخووف :فجججر فجررررر فجررر
صار يدورها مثل المجنوون الى ان لمح الورقه الموضوعه على الطاوله
أخذها بسررعه وهو خايف من المكتوب
فتحها واطراف يده ترجف وقلبه يخفق بقوه من أول كلمه قراهاا
الى سندي وظهري بهذه الحياة
الى من كان لي الاب ،الاخ ،الصديق
اتعلم بأني لم اعش هذه المشاعر ابداً لاعلم من يكون الاب ومن يكون الاخ وماذا يصبح الصديق
الا انك علمتني من هم
لازلت اتذكر اول لقائنا عندما علمتني كيف امسك القلم لاكتب واخط على تلك الورقه البيضاء الفارغه
انت أول شخص اخذ بيدي
اول شخص نبهني ونصحني
اول شخص فتح باب قلبي ليمتلكه
اول شخص جعلني اكتب له
اعجز عن وصفك او شكرك ف أنت كنت منقذي دائماً
ولكني خذلتك كثيراً ،اتعبتك كثيراً ولم استطيع الا ان اكون عالة على ظهرك
وطاقة فوق طاقتك
تحملتني كثيراً وصبرت كثيراً فماذا اقول بحقك
فيصل انا قررت البقاء لست لوحدي انما مع طفلي هذه المره لاعيش حياتي كما كتبت لي
ارجوك ان لاتبحث عني ودعني اعيش كما قررت وكما اخترت
أرجوك ......
ماان انتهى من اخر كلماتهااا حتى انطلقت منه صرخه اوجعت قلبه
جلس والحزن امتلى بصدره :ليش يافجر ليش تركتيني وانا محتاجك بهذا الوقت اكثر ليييييش تخليني بأخر اياامي
-------------------------------------
قربت من الزنزانه الموضوع فيها سالم وهي تمشي بخطوات ثابته وعيون خاليه من ايه مشاعر
اقتربت منه وناظرت فيه بصمت قاتل
اما سالم فرح أول ماشافها وفز ناحيتها بسررعه وهو يمسك القضبان الحديده :فجججر توقعت ان قلبك رحيم وراح تقبلين تشوفيني
فجر :.....لارد
سالم :فجرر تكفين طلعيني من هنا والله ماأقدر اتحمل اني اظل ولادقيقه وحده زياده بعد ووعد بعد ماأتعرض لك
فجر :ماأخذنا من وعودك شي انت متوقع اني بصدق واحد تلذذ يعذب بنت ضعيفه محد لهاا ولابصدق شخص يجيب السكارى لزوججته في بيته
ولابصدق شخص حبسني بكوخ مظلم وغابه موحششه مافيها الا اصوات الكلاب
سالم :والله اني ندمان يافجر على كل اللي سويته فيك تكفين سامحيني وتنازلي عن القضيه مابي اعيش عمري محبوس بهالسجن والغربه
فجر رفعت حاجب باستنكار :أسامحكك ! على ايش بالضبط ؟لان دفترك ملياان ...تراجعت خطوه للوراء
وناداها بخووف :فجججر والله اسوي اي شي تطلبينه والله انفذ كل اللي تبينه بس لاتخليني هناا تككفيين
وقفت فجر ورجعت توقف بوجهه بقوه وعيونها تشد حده :اسمعني ياسالم لو كنت تبي تطلع من هذا المكان ماتتم بهالديره ولادقيقه وحده بعد
وتنسى ان فجر كانت زوجتك بيوم من الاياام انسى انك تعرفني حتى وراح توقع على تعهد بعدم تعرض لي وأول شي تسويه لما تحط رجلك بالسعوديه
انك تخلص اجراءات طلاقنا لو ماراح تنفذ اي ششي انسى انك تطلع من هالمكان
سالم بسررعه :لا لا وووعد ووعد انفذ كل اللي طلبتيه بس تكفيين طلعيني من هناااا.....

رواية استوطنت روحك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن