بقلم_مال_الشام
شــبــكت أصابعها بأصابعو .. إيدها الناعمة عانقت ايدو المتعبة بقوة .. عضت على شفايفها و نزلو دموعها بحرقة
ابتسم ماجد بطيب ورضى .. وجهو الشاحب كان عم يميل للون الرمادي بهي اللحظات
كانت دموعها عم تحجب عنها الرؤية منيح .
بإشارة من ايدو طلب منها تقترب اكتر لعندو .. حطت ادنها عند شفايفو
اخد وقت قبل ما يقدر ينطق ..
ماجد ( اسمعي .. انا رايح وبعرف في وراي مرا بمية رجال ، ديري بالك على الأولاد منيح )
هزت براسها ونفضت دموعها .. ( لا تحكي هيك .. هلأ بدك تتخلى عني بهل بساطة ؟ شو بدي اعمل بدونك
الله يخليك كوني قوي بس مشاني )سعل بقوة .. نزلت قطرات الدم على زاوية شفايفو ..
و بلشت ايدو الي شابكة بايدها ترتخي .. والنبض يغيب .. وصرخات وفاء تستنجد بكل شي حواليها من بشر و ملائكة وحتى جماد
كانت تتوسل وتطلب المساعدة .. كانت تترجى الأطباء يعملو اي شي وما يخلوه يتركها وحيده مع اطفالها الأربــعــةبس قـــضــاء الله وقدرو .. كان أقوى من رغبتها و حاجتها لحبيبها ..
/ بـــــــــــعــــــــــــد عــشـــر سنين .. /
نفض أمجد شعرو من الغبره و الأوساخ العالقة فيه .. بابتسامة كلها أمل رتب ملابسو ونسق هندامو
توجه لعند صــاحب المكتبة و بــفـــخر خاطبو ( معلمي ... نظمت جميع الرفوف
جمعت كتب الشعر لشعراء الجاهلية لحال وشعراء العصر الحديث بالرف المجاور الهم و شعراء الصعاليك بالرف السفلي
لان نادر جداً الطلب عليهم ، وشعر العصر الإسلامي هون )تطلع أبو محمد بعدم رضى .. مشي بين الرفوف .. والتفت على أمجد
( يا أمجد أنت ولد عنيد ، كم مره طلبت منك دواوين شعراء العصر الإسلامي تحفظهم قريبين من كتب الفقه والحديث ؟ )
أمجد ابن الــ16 سنة .. واجه معلمو بثقة و بدون تردد وبدأ يشرح وجهة نظرو
( اسمحلي انا بعتذر بس أنا بخالفك رؤيتك بهاد الموضوع ، انت بدك تجمع هي الكتب بذات الكفة مع كتب عظيمة الشأن
إذا كانو الشعراء في فترة الإسلام هاد ما بيعني نكرمهم بشكل مفرط
أنا ما بنكر عظمة و وزن شعراء متل أبو الطيب المتنبي و أبو نواس و أبو العلاء المعربي و غيرهم كتير
بس لكل منهم هفوة في تاريخه الأدبي
مثــلاً إذا بدنا نحكي عن أبو نواس .. يا ترى هل يبيح له مقامه و مكانته كــشاعر أن ينحدر في الإباحة و الإبتذال
و هل يحق لأبي فراس أنـ .. )قاطعو أبو محمد ( أمجد .. يعطيك العافية خلص رائع .. عملك بقمة الروعة والإتقان .. شكراً الك ابني )
فهم امجد انو أبو محمد بمزاج غير قابل للنقاش الطويل و المجادلة و العناد .. حرك تمو جانباً ورفع حواجبو بنوع من المشاكسة
( طيب بس إذا جيت بكرا وكانت الرفوف متغيره رح عيد التنظيم مره تانيه )