اليوم العالمي لقراءة الكتب مقلوبة

61 34 53
                                    

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
.
.

«يبدو أن قراءة الكتب بالمقلوب عادة
متوارثة في العائلة»
لم تفهم ما يعنيه حتّى نظرت نحو الكتاب المقلوب
انتبهت لتوها أنها كانت شاردة الذهن
لدرجة أنها لم تلحظ أن الكتاب كان
مقلوباً!

أطل كلاير برأسه من خلف إلين مما جعلها تفزع وكاد الكتاب يسقط من يدها

تنحنح يكبت رغبتهُ في الضحك
وهو يسحب الكتاب الذي
كانت تقرأ منه و وضعه على الطاولة أمامها

زومت هي شفتيها في حرج نظرت نحو تالين لتجدها بالكاد تكتم ضحكتها وهذا جعلها تحمر خجلًا.

جلس والدها وبيده كتاب فتحه
هو ينظر نحوها بابتسامة

« لقد قلت إنها وراثية، فهل هذا يعني أنك كنت تقرأ الكتاب بالمقلوب؟»
قالت إلين باستمتاع
بينما عقد هو حاجبه

«ما أدراكِ؟ ربما تكون لارا من كانت تفعل»

ردت فوراً
«أمي لم تحب الكتب يومًا ونادرًا ما أرها تمسك واحدًا تقلب فيه بسرعه البرق
حتى تجد مرادها ثم تلقيه بإهمال خلفها،
تالين ورثت هذه العادة منها،
هذا غير أنها لا تفكر كثير في أي شئ حتى قراراتها الحاسمة تستغرق منها خمس ثوانٍ من التفكير فقط!
وتالين ورثت هذا منها أيضًا»

قال بخفوت وابتسامة هادئة تتربع على فمه
«نعم، كنت أفعل وكثيرًا أيضًا وها وهو ذا خوف لارا يتحقق في أن ترث
إحدكما عادتي»

« لا شك أنها سخرت منك بما فيه
الكفاية حين رأتك تفعلها!»

قالت تالين وهي تضحك بقوة
«ليس حقًا، فقط رفعت كفيها إلّى السماء ترجو ألا ترث إحدكما تلك العادة السيئة لكن الآن خاب أملها»

شرد التوأم لثوانٍ يتخيلون لارا ترفع كفيها تدعو بأسلوب درامي
وهذا وحده جعلهما يضحكان بقوة

فأكمل كلاير « بل كل ما رأتني أحمل كتاب اقرأ فيه تأتي تتأكد أني لا امسكه بالمقلوب وتتنهد براحة بعدها»

«ماذا كانت تفعل حين تجدك تمسكه مقلوب؟!»

«تضرب كفيها بحسرةٍ وتكرر دعائها»
ضحك معهم
وشرد للحظةٍ يتذكر هذا الموقف الذي كثيرا ما كان يتكرر

Flash back

تردد صدى لوقع قدميه خلفهُ الهدوء الذي
يلُف المكان، مرر أصابعه على أغلفة الكتب
وهو يسير بمحاذاة الأرفف الممتدة أفقيًا
لعدة أمتار، شارد الذهن.

أطفال المستقبل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن