دخلت ورمت طرحتها ومسكت عنقها بضيقه وفصخت عبايتها ورفعت شعرها مسحت على عنقها من ارتفاع حرارة جسمها وجلست بعصبيه لانها ماهي متعوده على نفسها كذا ، ماهي متعوده تنحط تحت كل هذا الضغط دفعه واحده هي من التهديد اللي تعيشه صارت ما تستأمن حتى مشاعرها ولا تدري عن اللي يحصل
دايماً كانت ترسم خطواتها بحذر ودقه وماتمشي بدون ماتعرف الوجهه لكنها الحين تعيش ايام عند عقاب ولا تعرف وش النهايه ومتى الفرار والنجاه ، قاعده تنام وتقوم ولا عندها علم عن اللي بيصير ، مشتته وضايعه ووحيده ومكركبه وشايله داخلها مشاعر كثيره نصفها ماتفهمه
جلست قدام المرايه تناظر ملامحها المسوّده والرعب اللي على وجهها واخذت مكياجها تزيد على سواد عيونها بالماسكرا والكحل وتزيد لمعة وجهها وروجها وترسم الملامح اللي تبي تبان للجميع
ووقفت وفتحت الدولاب تاخذ لها ملابس تلبسها وطلعت عبايه ولبستها وخرجت من الغرفه ومشت تنزل لهم
على صوت نوره تتكلم:ماشفنا ملاك بغيبتك والله الحين شفناها
ابتسمت ملاك ومشت وجلست بجانبه تتجاهله:كنت مشغوله
أصايل:تنشغل عشان ما تفكر
ضحكت نوره وابتسمت ملاك بدون ترد ولفت تناظر جاسر وشادن اللي جالسين بصدر القعده وعينهم عليها ورجعت صدت من نطق عقاب:مريت مكتبك ولقيت عمال
هزت راسها ملاك:بجدد الديكور بالمكتب
عقاب:مالقيتك فيه
ملاك:كنت بالمحكمه أمشّي أمور
عقاب هز راسه ونطق نهار:بالله ماتغير ثنيان بعد البحر ؟ طالعي لونه
ملاك لفت على ثنيان اللي ساكت وناظرته وناظرها ثنيان وابتسمت بهدوء ورجعت تصدّ:الشمس تحبه
ثنيان نطق بهدوء:اللي يحب ما يحرق
لفت عليه ملاك وسكتت وكمل ثنيان:الشمس ماتحبني
صدت عنه ونطق ساري:مخططين العشاء برا البيت ؟
ثنيان تقدم:لا لا ودنا هنا وبرا بالحوش دام الجو حلو
نهار:ثنيان اذا قال الجو حلو اعرفوا ان درجة الحراره اربعين
ضحكت أصايل:لا جد حلو الجو
عقاب:تبون تشوون يعني ؟
جنى:يممي باربكيو ؟
تقدمت أصايل بحماس:سمك مشوي ؟
ابتسم عقاب واشر على عيونه وابتسمت أصايل:اعشقك
نوره:دام كذا بقولهم يجهزون القعده وبعد المغرب نخرج نقعد
هز راسه عقاب ووقفت نوره ورجعت ظهرها لورا ملاك ولف ثنيان على جاسر:ماسمعت حسّك
جاسر ابتسم:شفتك راجع مشتاق قلت وش يبي فيني
سكت ثنيان يناظر جاسر وكمل جاسر:هاه ملاك الحين بنشوفك كثير بأرجاء المنزل والا بتهربين ؟
لفت عليه ملاك تناظره وناظرت شادن اللي بجانبه وصدت عنه بدون رد وضحك جاسر:افا !
ناظروهم بإستغراب ونطق عقاب:صاير شي ؟
ملاك ناظرت عقاب اللي يسألها وهزت راسها بالنفي وناظرها ثنيان ورجع يناظر جاسر وشادن ولف لأبوه:مو صاير شي
سكت عقاب ووقف ثنيان:نهار ابيك
وقف نهار وخرجوا ورفع عيونه عقاب على جاسر اللي يناظر ملاك ووقف:ملاك
ناظرته واشر لها ومشى واخذت نفس ملاك من الضغط ومشت خلفه وفتح مكتبه ودخل ودخلت خلفه:اذا بتسأل عن الارض ياعميد عقاب فللحين ماشفتها واعذرني طولت بالموضوع ادري بس اسـ
لف عليها يأشر لها تجلس وجلست ورجع ظهره عقاب:وش صاير ؟
سكتت وكأنه بسؤاله نثر الملح على جروحها وصدت ملاك تخفي رجفتها
عقاب:انتي حالك مختلف وادري واحسّ ولا تنكرين ولا ظنتي فراق ثنيان اللي مسوي بك كذا
ملاك بللت شفايفها ولفت عليه وابتسمت:ضغط شغل بس
ناظر دموعها اللي حابستها ووقف عقاب وفركت يدينها ملاك ببعضها وجلس قدامها عقاب وسحب الكرسي بإتجاهها ورفعت عيونها ملاك عليه ونطق عقاب:وش الموضوع ياملاك ؟
نزلت وجهها من بكت بدون صوت وناظرت يدينها ورفعت كتفها بتعب ورجعت ناظرته:ملاك بكبرها ماتدري
عقاب:وجود بنت عمك مضايقك ادري وادري ان بنت عمك أذّتك والدليل اختلاف جاسر وضغطه عليك
ملاك اخذت نفس بتعب وكمل عقاب:وادري ان عيشتك مع عمك وعياله ما عطتك غير اليُتم ولو ظليتي بعيد عن عمك ما ظنتي حسيتي بيُتمك حتى
ملاك صدت تبكي وهي تهز رجلينها وتفرك كفوفها وتقدم عقاب ومسك كفوفها ولفت عليه:لا تسوي فيني كذا ، خلني دامني ساكته
عقاب:انتي مو ساكته انتي قنبله مؤقته ولا ودي تنفجرين بمكان تتأذين فيه
ملاك هزت راسها بالنفي بتعب وهي تبكي:اعرف وين ابكي واعرف كيف اقوم
عقاب:وعرفتي ان البكاء عندي احسن من البكاء عند احد غريب
ملاك ابتسمت بين دموعها:ماحسبت حساب دموعي
عقاب ابتسم من ابتسمت:مردها بتزين وانا ابوك
عضت شفتها تناظره وكمل عقاب يربت على كفوفها:واللي تبينه تبشرين به واللي يضايقك ولو انه واحد من عيالي ما بسمح له صدقيني
ملاك هزت راسها ومسحت دموعها تشيل كفوفها من بين الكفوف الحنونه
وكمل عقاب وابتسم:ارجعي نفس ما عرفتك يابنت مساعد
ابتسمت تهز راسها ووقفت:تبي شي ؟
هز راسه بالنفي ومشت تخرج من مكتبه وطلعت للغرفه بتستسلم لدموعها لكنها شافته بالغرفه
قفلت الباب بهدوء ومشت تفصخ عبايتها وناظرها ثنيان:لقيت لك مكالمه
هزت راسها وهي صاده عنه وكمل ثنيان:وش بغيتي ؟
ملاك:راح وقته
ثنيان سكت ومشت ملاك للحمام ووقف ثنيان ولحقها ومسك ذراعها ولفت عليه وغمضت عيونها بتعب
وناظرها ثنيان:وش صار معك؟
ملاك ناظرته:بتعرف احوالي ؟
ثنيان:صار شي وادري والا ماكان اتصلتي عليّ
ملاك:صار وانتهى وكنت بدق عليك ويوم مارديت عرفت اني غلطت يوم دقيت اصلاً ، شكراً لعدم ردك يازوجي موج
مشت بتدخل الحمام وشدها من ذراعها يرجعها وناظرته بتعب:لا تتعبني
ثنيان:انتي تدرين اني عشت هالفتره بين الموج لكن انا ما ادري وش عشتي وابي اعرف
ابتسمت ملاك بهدوء:عشت بلَهب
سكت وصدت ملاك بعيونها:هذي اسئله مع اسئلتك اللي ما بتلاقي لها اجوبه يازوجي موج
ثنيان:ملاك
اخذت اطول نفس وغمضت عيونها من ناداها ولفت عليه تناظره وناظر موج عيونها وعرف انها تنضغط وهمس:وش صار ؟
ملاك رفعت كتفها:طحت ورجعت اقوم لوحدي
سكت ثنيان وكملت ملاك بهدوء:هذا الجواب اللي بتعرفه
ثنيان:كنتي تبيني موجود وقت طيحتك ؟
ضحكت بهدوء تصد عنه وهزت راسها بالنفي وناظرها ثنيان:كنتي تبيني
لفت عليه ملاك تناظره:انا لَهب واحرقك مثل ما تحرقك شمس بَحرك ، واي شي يحرقك ما يحبك ياموج
ثنيان:ماتحبيني لكنك تبيني
ملاك رفعت كفها على صدره بتعب ورفعت عيونها لعيونه من جديد:يكفي ، تكفى
سكت من ترجته وسط نظراته الغارقه بالموج وصوتها المهموس اللي يوصف تعبها وفلت ذراعها وهو يناظرها وناظرته ملاك ثواني ودخلت الحمام
وقف عند الباب من قفلته بينه وبينها وغمض عيونه ومسك الباب ورفع عيونه من سمع صوت المويه ومشى يخرج من الغرفه ونزل وناظر نهار اللي يكلم وابتسم يأشر له وابتسم له ثنيان وخرج لأهله
ناظرهم جالسين وتقدمت أصايل:وين ملاك؟
ثنيان:بتجي وراي
نوره:يازين هالجمعه اي والله ان الجو زين وحلو
عقاب هز راسه:صدقتي
اخذ جواله من جاته رساله وناظر رسالتها:تعذّر من اهلك بنام
عقد حاجبينه ولف لأصايل:أصايل
لفت عليه واخذ نفس ثنيان:يبدو ان ملاك ماتبي تجي وانا ابيها تجي اطلعي انشبي لها نفس ما تنشبين في ابوي دايم
ضحكت وناظرته نوره:ليه ؟ انا حسيت ماهي بخير فيها شي تعبانه ؟
ثنيان رفع كتفه ووقفت أصايل:انا اجيبها لكم ازهلوني
ابتسم عقاب وركضت أصايل تدخل على خروج جاسر وخلفه شادن وصدت نوره:ان غاب القط العب يافار
جلس جاسر وجات بتجلس شادن ونطق:بيلعبون بالكوره الصغار
شادن ناظرته بعدم فهم:طيب ؟
جاسر:لا يطيحون بالمسبح
سكتت تناظره ورفعت عيونها عليهم يناظرونها واخذت نفس ومشت مع حمد وسارا
جنى ناظرت جاسر بصدمه:اوميقاد جاسر انت رسمي تزوجت خدامه !
ساري لف عليها:جنى ؟
جنى قفلت فمها ونطقت نوره:ما قفلنا المسبح صادق ليتنا نغطيه ياعقاب
عقاب هز راسه:نغطيه نغطيه ان شاء الله
'
تنهدت بتعب من دق الباب وغمضت عيونها من دخل ونطقت:قلت لك تعذّر منهم
أصايل:مو مقبول عذرك
لفت ملاك من سمعت صوت أصايل وابتسمت أصايل ومشت لها وجلست على السرير
واخذت نفس ملاك:تعبانه والله أصايل
أصايل:عارفه وباين عليك وعشانك تعبانه انزلي معانا
ملاك:مافيني افهميني
أصايل:عشان خاطري اذا عندي لك خاطر
ملاك سكتت تناظر أصايل وناظرتها أصايل بترجي:عشاني تكفين ملاك
غمضت عيونها بتعب ملاك ومسكت كفوفها أصايل:هيّا ملاك لا ترديني
ملاك هزت راسها وجلست وابتسمت أصايل:اسبقك اكيد ؟
هزت راسها ملاك وخرجت أصايل وتنهدت ملاك وهمست:ليه تسوي فيني كذا ياولد العميد ؟
وقفت تغير ملابسها وتلبس عبايتها بتعب ونزلت لهم
طلعت لهم برا وناظرتهم وابتسم عقاب:محد يرد أصايل
ضحكت أصايل وابتسمت بخفوت ملاك وجلست ولف عليها ثنيان
نوره:شفيك ملاك شكلك تعبانه اليوم
ملاك رفعت كتفها بهدوء:ولاشي انضغطت بالشغل بس
نوره ابتسمت وناظرت ثنيان ورجعت ناظرت ملاك:او يمكن في احد بيلعب مع حمد وسارا
سكتوا وجمد وجه ثنيان بصدمه من فهم وضحكت أصايل بصدمه ولفت عليهم وعقدت حاجبينها ملاك من استوعبت وهزت راسها بالنفي:لا
لف عليها ثنيان وناظرته ملاك وهي تهز راسها بتكرار:لا
عقاب:الله يرزقكم
سكتت ملاك تصد وبللت شفايفها بهدوء
ولفت جنى على ساري ورجعت صدت عنهم
نهار خرج مسرع ونطق:تم ثنيان اسـ
سكت من شاف ملاك وابتسم:اينجل
ابتسمت له ملاك وحك جبينه نهار يأشر لثنيان وهز راسه ثنيان وجلس نهار:اي ومتى العميد بيتفضل يشوي لنا العشاء
وقف عقاب:الان ياحضرة الضابط
ضحك نهار ومشى عقاب وقاموا معه العيال يساعدونه وشغّل النار ساري واخذ السمك عقاب يحطه بالأطباق الحديديه المفرغه عشان يشويه
وتقدمت أصايل:ابوي ابي تشوي بصل وطماطم مع خلطتك اللي احبها
ابتسم عقاب:هذي كلها الكلافه عشان اللي تحبه أصايل
ابتسمت أصايل ونطق نهار:هو محد ممشينا على رجل وحده بالبيت غير أصايل
ساري لف عليهم:دخلت العسكريه ببيتنا وصارت هي العميد
ضحكت أصايل ومسكت راسها بتعب ملاك بإنزعاج ولفت تناظر شادن من بعيد واقفه عند المسبح وحمد وسارا يلعبون عندها
ولفت على سؤال جنى:غريبه ما تجلسين مع بنت عمك ؟
رفع عيونه ثنيان يناظر ملاك اللي لفت على جنى:اجلسي معها انتي اذا ودك
ناظرها عقاب وابتسمت جنى:اسفه لو ازعجتك قالي ساري ان بينكم مشاكل
هزت راسها ملاك:دام تدرين ليه تقولين غريبه ؟ تفتحين موضوع ؟
سكتت جنى بإحراج وابتسمت نوره:اعصاب ملاك تالفه اليوم
صدت ملاك بدون رد وهي تحس انها مضغوطه من كل شي ومن نظراتهم لها ومن غصتها اللي ما رحمتها
حط السمك على النار عقاب وهو يقلّبه وتقدمت أصايل تقطع مع نهار السلطه ورفع عيونه عقاب:ملاك
لفت عليه وهز راسه يناديها ووقفت ومشت لهم ونطق عقاب:عاونيهم
ثنيان ناظرها ورجع ناظر ابوه:تعبـ
قاطعه عقاب:ادري
ناظرتهم ملاك ومشت تجلس بجانب أصايل وبلعت ريقها من ضحك نهار وأصايل وسوالفهم
ودق جوال نهار واخذه ورد:هلا ، وصلت ؟ ، طيب ثواني بس تطلع لك الخدامه
قفل ولف لأصايل:وصلت طلبيتك
ناظرهم ثنيان ونطق عقاب:جيبوها
تركوا ملاك اللي تقطع وهاديه ودخلت أصايل تسحب السماعه الكبيره وشغلتها وابتسمت تنتظر نهار
وابتسم عقاب من وقفت نوره تمشي لهم ولف ثنيان يناظر ملاك اللي ساهيه تقطع بهدوء وكأنها ما تحس بكل هذا الازدحام والحركه حوالينها
رفعت عيونها من اشتغلت اغنية الميلاد السعيد وناظرتهم واقفين قدامها ونهار ماشي من بعيد شايل كيكه وورد وبوالين وجمد وجهها تناظرهم بصدمه
صفقت أصايل تغني وتناظر ملاك وتقدمت شادن من شافتهم من بعيد وعقدت حاجبينها بصدمه تناظرهم
ماقدرت توقف ملاك وهي تناظرهم مصدومه تشوف الابتسامات المرسومه على ثغرهم والفرحه اللي تغمرهم
والكيكه اللي انحطت قدامها ومد لها الورد نهار والبوالين واخذتها بيد راجفه
وهي تسمع صدى اصواتهم وتناظر الكيكه اللي مكتوب عليها اسمها وجنحان بيضاء
وبلعت غصتها اللي حرقت حبالها الصوتيه ورمشت من طاحت دموعها واول موج عيونها
ورفعت عيونها بدون ماترسم ابتسامه بملامح جامده بارده توصف صدمتها وشعورها
هي اخر شموع طفتها كانت مع امها وابوها قبل ما تصير لَهب ويتلون داخلها سواد وتكون شخص ماتبي تكونه وتعيش مع ناس ما يودّونها
ورغم الخذلان اللي عاشته من العائله اللي كبرت معها الا انها لقت افضل عائله تحتوي بياضها
اكثر العلاقات متانه ، اللي من شدة ترابطهم تشوفهم متشابهين ما ينقص شخص بينهم الا وكان مكانه خالي ولا يسدّ مكانه احد
أب له أكثر من كفّين وصدر ، أب يحتوي جميع أولاده ويهتم بكل شخص موجود حوالينه ولا يغفل عن حال شخص موجود بجانبه
أم تشيل الحنيّه ولا تبخل على احد فيها ، تعطي الجميع اللي يحتاجه وتشوف ان الذريه نِعمه
أخوان مترابطين كتوفهم بكتوف بعض ما يقدر يدخل بينهم شيطان ويبعثرهم حتى لو كانت ملاك
ماكانت تحس على مجرى دموعها اللي خسرت انها تتحكم فيها كل اللي تشوفه وجيههم امامها وصوت الفرحه بالمكان
ناظرتها نوره بحنيّه وهي تشوف حزنها ومشت لها تجلس بجانبها وشدت على كفها بقوه تغني مع أصايل
وناظرها عقاب وهو مبتسم ونزلت عيونها على الكيكه
تحسّ انها أسوأ شخص بالدنيا وحريق صدرها من صوت ضميرها يشويها ، وان كل هذي الفرحه دين عليها ولازم ما تحرم هذي العايله منها
ناظرها ثنيان بأضعف حالاتها اللي محد تعوّده ويعرفه وأيقن ان ملاك مافي شخص أقوى منها يقدر يكسر شموخها ، كل اللي يطفي لهبها إحتواء عائله ووجود أب وأم بالصوره وفرحه وشموع
طفت الاغاني أصايل ونزلت عيونها للكيكه ملاك ونطقت نوره:اعذرينا ملاك على القصور كان ودنا نحتفل فيك احتفال يسوى واكبر واحلى لكن ثنيان ما عطانا خبر غير بأول جيّته العصر وأصرّ اننا نحتفل بشي بسيط اليوم
رفعت عيونها ملاك على ثنيان اللي واقف وهادي يناظرها ، هو اللي قدر يدخل في ماضيها ويلمس جروحها اللي ماقدرت تنبرأ
ميلت راسها تناظره وكأنها تعاتبه وتلومه ليه يطيّحها بأسوأ وقت ، ليه يرجعّها لمواقف تضعفها ما تقويها ؟
لفت من نطق عقاب:كل سنه وانتي بخير وهداياك بتجيك مني ومن باقي اهلك
نزلت راسها من اخر جملته وعضت شفتها بضحكه تتألم من كل هذا الكلام المحفوف الحنون
أصايل:وانا بعد ترقبي هديتي بتعجبك
ماردت عليهم ولاقدرت ترد حتى من اختناقها وتقدموا حمد وسارا للكيكه ونطق نهار:ورع لا تمد يدك تعدم الكيكه ماهي لك
لحس اصبعه حمد ينتظرهم يقطعونها ولفت سارا وابتسمت لملاك تسألها:ميلادك ؟
ناظرتها ملاك وابتسمت وهزت راسها ولفت للشموع سارا:تمني أمنيه
لفت تناظر الشموع وكانت تدري انها خزعبلات وأوهام أطفال وان الاماني ما تحقق من شموع الميلاد لكنها تمنت وغمضت عيونها ورفعت كفها على صدرها من نيران صدرها تشك انها فاحت ريحة احتراقها مع احتراق الشموع ونفخت الشموع وما سكن بالها غير امنيه واحده
امنيه مستحيل تتحقق بظنها وانها تخرج من هذي العايله بدون ما تتغير كل هذي النظرات لها لنظرات ما تبي تشوفها وتبتعد عنهم بدون ما يتعور احد بينهم وتكون سبب في ذلك
اخذت السكين من يد نوره تقطع الكيكه وضمت الورد تشد عليه من اختناقها وودها تهرب من بينهم او يقبض روحها ملك الموت بهذي اللحظه ولا تعيش اكثر وسطهم
ضجيج الفرحه والعائله يدمّرها ويزيد نيرانها ولفت بعيونها على شادن اللي واقفه بجانب آخر عنهم وناظرت نظراتها
كان ودها تعيش كل هذي الألفه مع أهل تمنتهم أهل مع بنت عم تمنتها أخت ، تعبت عشان تحاول تعيش مع عائلة عمها وتتمسك فيهم وترسم لها مكان بصورهم الخاليه منها لكنهم كانوا دائماً بدونها
تقدمت أصايل تمد جوالها لسارا:التقطي صوره سارا
جلست جنب ملاك وتقدم عقاب يوقف خلفهم ومشى نهار يجلس عند رجلين أصايل ومشى ثنيان لخلف ملاك ورفع كفوفه على كتوفها يشد عليها بقوه وكأنه يلمس جمرها من شدة احتراقها واشتعالها وسطهم
وابتسمت جنى توقف مع ساري ومشى جاسر يوقف بجانبهم من ناداه عقاب بعيونه
حست بيدين ثنيان اللي على كتوفها وكأنه يلمس جروحها وتألمت من مشهد الصوره اللي توسطتها هي بنفسها ورفعت كفها على كف ثنيان اللي على كتفها وابتسم ثنيان للكاميرا وكأنه ينتشي فرحة المنتصر
المنتصر اللي ركض عشان يبيّن البياض بالصوره ويبعد السواد بكل ألوان الفرح بصدر ملاك
ويرسم على كيكتها جنحانها البيضاء اللي كسّرتها السنين والظروف
وابتسمت ملاك وسط دموعها للكاميرا ولفت لشادن البعيده عنهم ومسحت دموعها بأصابعها ولفت من تقدمت الخدامه:مدام ملاك
نوره:وصلتك هدايا ؟
الخدامه:منيف برا
ارتاحت وكأنها لقت المهرب من بينهم وأخيراً رغم ان رجلينها تجمدت ولا قدرت تقوم الا انها قامت بالورد والبوالين ومشت بخطوات سريعه تبكي بدون صوت
ولفت لخلف البيت تشوف منيف واقف عند باب البيت ولف عليها من شافها جايّه وهي تبكي
وعقد حاجبينها وركضت له تفلت البوالين من يدينها وتحضنه وحضنها منيف وهمس:ملاك !
بكت بعلو صوتها بحضنه تشد عليه بتعب ومسح على ظهرها منيف بخوف:وش صاير ؟
ملاك:خذني تكفى منيف تكفى خذني
عقد حاجبينه وابتعد عنها وناظرها ومسك وجهها:علميني وش صاير ؟
ملاك ناظرته وهي تبكي:اليوم ميلادي
سكت منيف يناظرها وناظر الورد والبوالين اللي طارت بالسماء وفهم ورجع يناظرها ومسح دموعها ورجع حضنها وبكت بحضنه:ولعّوا لي شموع ميلادي منيف ، ولعّوا نار داخلي زياده
تنهد بتعب ومسح على ظهرها يهديها وبكت ملاك:١٠ سنين من عمري ما شاركني احد ميلادي ، ١٠ سنين ما طفيت شمعه الا اليوم منيف
غمض عيونه بتعب منيف وبعدت عنه ملاك وناظرته:تعرف اني دخلت بينهم عشان مضرّه وهذا جزاتي ؟ كل هذي الحفاوه والحنيّه والاحتواء ، ينادوني بنتي منيف ينادوني بنتي
بكت تتمسك بذراعينه بقوه وكملت:مع ان كل الشرّ اللي اخترت امشي فيه كان سبب عائله قفلوا الباب في وجهي فجأه وانا أهمّ بالدخول بعد ما قالوا لي ان هذا بيتي ، طردونا من بينهم
منيف:اهدي ملاك تكفين
ملاك هزت راسها بالنفي بتعب:انا أحترق منيف حسّ فيني داخلي نيران تحرقني
مسح دموعها منيف باصابعه ورجع حضنها وحضنته ملاك تبكي في حضنه
'
رفع عيونه للسماء من اشر حمد على البوالين اللي طارت بالسماء
وناظرت السماء أصايل:خساره شكلها طارت من يدين ملاك
نوره ناظرت عقاب بحزن:البنت ما ابتسمت لو شوي ، لا يكون زعلناها بدال ما نفرحها ؟
عقاب:لا ما زعلت ، هي يمكن تذكرت اهلها وامها وابوها
سكت ثنيان يناظر البوالين اللي ابتعدت ووقف يمشي
حط يدينه بجيوبه لين شافهم من بعيد ووقف
ناظرها بحضن منيف ومنيف يمسح على ظهرها وراسها وسكن محله يتأمل حالهم
ومشى بخطوات هاديه لين اقترب منهم ورفع عيونه منيف من شافه وابتعد عن ملاك ولفت ملاك وناظرته
ناظر وجهها اللي يتشعل إحمرار ودموع عيونها وصدّ لمنيف وابتسم:زين جيت تشاركنا الإحتفال
ناظرته ملاك وعقدت حاجبينها بذهول من ابتسامته وهدوئه وتجاهله لمنظرها
كان واقف يتكلم مع منيف مبتسم رغم انه نفض البنزين على الجمر اللي داخلها وزاد احتراقها
منيف بلع ريقه بهدوء:جيت اشوف ملاك وراجع
ثنيان:لا تروح فاضي خل نقص لك كيكة ميلاد اختك
سكت منيف يناظر ثنيان ولف لملاك:ملاك
لفت ملاك وابتسمت لمنيف ومسكت ذراعه بيد راجفه:ارجع انا كويسه
ظل يناظرها منيف ونطق ثنيان:لا تقلق لو بغت مثل هالحضن اللي عندك بتلقاه
لفت ملاك عليه تناظره واخذ نفس منيف من الوضع الفوضوي وهز راسه وناظر ملاك:ان احتجتي شي تعالي لي لا تتصلين
هزت راسها ملاك ومشى منيف يرجع يركب سيارته وناظر الورد اللي بالارض ثنيان وشاله ولف لملاك يمدّ لها الورد
رفعت عيونها عليه ملاك تشوف هدوئه ودفى نظراته وعيونه اللي تتصل بعيونها بدون ما ترمش
ملاك اللي كانت دايماً منتبهه على كل شي ، هالمره ما انتبهت على ثنيان
ناظرته وكأنها أول مره تناظره وتعرفه وتذكر اسمه اللي أبت انها تحفظه وتردده وتناديه فيه
هزت راسها وهمست:ليش ؟
ثنيان ناظر عيونها بهدوء:عشان الكل يعرفك بالحاضر الا انا اعرفك بالماضي ، وعشان اللي عاشوا ماضيك كنتي ما تتردين تحضنينهم وتدورينهم نفس ما دورتي شادن وسطنا ونفس ما ركضتي تاركه كل شي بيدك وحضنتي منيف
سكتت ملاك تناظره وكمل ثنيان:عشان ثنيان اللي اسمه سهل تنسينه وصعب تذكرينه شاف صورة الملاك بحقيقته قبل ما يلبس شي ماهو ثوبه ، ويحط قناع مزيف يخفي هويته ، عشان ادري ان العائله هي علاجك يا لَهب
هزت راسها بالنفي ملاك وعضت شفتها:انت ظنك بتطفي ناري لكنك زدتها
هز راسه ثنيان:ابي ازيدها لين تحرق غصونها وجذورها مابي جذر لَهب يبقى داخلك
سكتت ملاك تناظره وكمل ثنيان:كنتي دايم تقولين انك تحرقين كل شي تلمسينه انا الوحيد اللي لمستيه ماحرقتي داخله
ملاك:عشر سنين أطفّي من رجاي المشاهيب وإنت نفخت في حطبها وشبت
ناظرت عيونه وهمس ثنيان:البسي اذا ودك تهربين منهم
مشى تاركها وبكت ملاك بعد روحته واخذت نفس تناظر لون الورد اللي بحضنها ، البيوني الأبيض
اللي يشبه ماضيها واجنحتها واسمها
ناظرت ظهر ثنيان اللي مبتعد وهي تبكي ودخلت البيت
-
تقدم ثنيان وابتسم من ناظروه:والله مدري اذا بتزعلون والا لا
كمل بإبتسامه:بنطلع
ضحكت أصايل ونطق نهار:اطلع ياعمي اطلع
ابتسمت نوره:اي احسن خل ملاك تاخذ راحتها
عقاب:وين بتروحون ؟
ثنيان رفع كتفه وناظر جاسر وشادن اللي جالسين:وين ماودها ملاك
جنى ضحكت:الله يستر لا يكون المطار دام فيها راي ملاك
أصايل:لا ما ظنتي يمكن اليخت ؟
نوره:بتقعدون تخمنون انتم ، روح يا أمي الله يوجّه لكم كل خير
ابتسم ثنيان بهدوء ومشى تاركهم وركب يشغل سيارته ولف من شاف ملاك طالعه من البيت وبيدها شنطتها وشنطه صغيره وركبت يمينه بدون تناظره وبدون تتكلم وقفلت بابها
ناظرها بهدوء وقفل بابه وحرك سيارته خارج من البيت
ناظرت الطريق وهي شاده على شنطتها بحضنها ونزلت عيونها من حست بتعب غصتها يخدش حلقها وعقدت حاجبينها بتعب تبكي بدون صوت
هزت رجلها ورجعت تناظر الطريق وهي تبكي وتتذكر اصواتهم حوالينها ونظراتهم وابتساماتهم لها
لف ثنيان يناظرها وهو يسوق ورجع يلف لقدام لين وقف عند الشاليه وفتحت الباب قبل يقفل السياره ونزلت تمشي
فكت حجابها من اختناقها وهي تمشي وفلتت شنطتها بالتراب ومشت وهي تنزل عبايتها وتدخل موج البحر
نزل من سيارته يناظرها ومشى ياخذ شنطتها وعبايتها وحجابها من الارض
غمضت عيونها من لمست رجلينها برودة الموج وكأن داخلها تطلب الموج وتترجاه ' ياموج هوّن على قلبي '
وجلست على ركبها بالموج ورفعت راسها تتنفس وسط بكاها
تتذكر ميلادها الـ ١٥ وكأنها مانامت بعده ابد تذكر ريحة عطر امها وصوت ابوها وتحس حتى بلمسات كفوفهم على كفها وهي تقطع كيكتها السعيده
وتذكر ميلاد الليله وكيف رجعت تعيش الميلاد من جديد
كانت تتعلم من بعد ميلادها الـ ١٥ القسوه وتلّبستها ثوب ما نزعته عنها غير الليله ، الليله حست انها ماقست الا على نفسها
خسرت بياض جنحانها وصفاء اسمها واحلى شخصياتها ، خسرت ضميرها وافضل عائله عرفتها
هي ما دمرتهم كثر ما تدمرت هي بينهم ووسطهم
حطت يدينها على الموج وتحسه يغسل روحها ويطهرها من كل زيف وأذى ، وقادر الموج انه يطفي لهيب صدرها اللي اشتعل بسبب الموج
الموج اللي لفت من تذكرته ولا لقته على الشاطئ
شافت انوار الشاليه وعرفت انه دخل وقفت تلم ملابسها من بللها ومشت حافيه للشاليه ودخلت وناظرته واقف وماسك بطيخ ولف عليها:تعالي تبرّد عليك
بلعت ريقها من هدوئه ونظراته ومشت لين عنده وهي ترفع شعرها كله واخذ السكين ثنيان وهمس بدفى صوته:كيكة ميلادك لكنها على ما يحب الموج ، ولد البحر والصيف
ناظرته تستغرب هدوئه ومد لها السكين ونزلت عيونها للسكين واخذتها بيد راجفه وشد على كفها يوقف وراها ، قرب منها على وشك يلمس ظهرها بصدره
ناظرت البطيخ اللي قدام عيونها على الطاوله وناظرت كفه اللي ماسك كفها قبل ما يمسك السكين
وارتبكت من قربه ودفى كفّه وكيف وقف خلفها وعقدت حجاجها من حست بأنفاسه على عنقها وشعرها
ورجفت يدها ورفع عيونه ثنيان يناظرها من قريب نزل عيونه لعنقها المكشوف ولأول مره يشوفه من قريب ، لأول مره تبان له عروقها الخضراء من عنقها الشفاف واللي تتوزع عليها وكأنها جذوع نخل وشجر وبساتين ما كان ينقص هذي الجذوع الا توريد الورد بألوانه الحمراء ، لكنه اكتفى بالنظر مع ان داخله يرغب
ولف للبطيخ يشد على كفها يقطعه معها واخذت نفس من انقسمت نصين وشالت كفها من تحت كفه وابتعدت عنه
رفعت عيونها عليه من قطع لها شويه ومدها لها اخذتها من يده بهدوء وقطع له يذوقها ولف عليها:في مناشف داخل
ناظرته يصد يرجع يقطعها كامله ومشت وبيدها البطيخه ودخلت الغرفه وجلست بملابسها على السرير وناظرت البطيخه واكلتها بهدوء ولفت للمنشفه اللي على السرير واخذتها ودخلت الحمام
'
خرج برا وهو ياكل من البطيخ وابتسم ثواني من تذكر شكلها وسط اهله ودموعها ، ابتسم لانه قال وطال وتمنى ان ملاك بيوم تنكشف بيض اجنحتها على يدين ثنيان
كان يدري ان ما خلف هذي النيران غير فردوس وجنه وملاك تخبي كل هذا النعيم اللي يحظى فيه اي شخص حوالينها ، بياضها ونيّتها الصادقه وحبها وحنانها وضعفها وحاجتها
وهو يبي يشوفها كذا يبي يحس انها جنبه ضعيفه هاديه رقيقه ماتقدر جمره وحده تشتعل داخلها
ولف من خرجت مغيره ملابسها تلبس الفستان اللنن الأبيض ومشت تجلس ولف للبحر ثنيان وهو ياكل من البطيخ
ناظرته ملاك واخذت نفس:الان انت سعيد اكيد
ابتسم ثنيان بدون ما يناظرها وناظرته ملاك:خليت اهلك يكشفون اني شخص ضعيف
ثنيان:اللي يبكي مو ضعيف اللي يبكي إنسان
لف عليها وسكتت ملاك وكمل ثنيان:وانتي ماتبين تكونين إنسان
ملاك لفت للبحر ولاردت عليه وصد ثنيان يناظر البحر
لفت عليه تشوفه ياكل من البطيخ ومتكي بظهره يناظر البحر كان يناظر شبيهه ، الموج الهادي
كان جنبها جالس يشبه البحر الهادي بطمأنينته وهدوئه ودفاه وغموضه ، كان مره واضح مثل نور فَلق الصبح ومره مثل البحر ما ينعرف قاعه
لف عليها ثنيان من انتبه لنظراتها ونطق:بيكون هذا افضل ميلاد لك بعد ميلادك مع اهلك
ابتسمت بهدوء وصدت عنه:لا
ضحك ثنيان:والله الافضل ، ميلاد ماكنتي تتوقعين انه يحصل
لفت عليه ملاك تناظر ضحكته وهمست:كيف عرفت يوم ميلادي ؟
ثنيان:زوجتي
سكتت وكمل ثنيان:ولا بغيت اقطع روحتي للبحر بسبب شي لكن رجعت وقطعتها عشانك ، عشان ميلادك
ملاك:خططت برجوعك قبل تروح للبحر ؟
هز راسه بالنفي:وسط البحر خططت الرجوع اليوم ليلة ميلادك
ملاك ناظرته وكمل ثنيان:واذا بتسأليني يستاهل رجوعي من وسط الموج عشانك ؟
سكتت ملاك تناظر اجابته وابتسم ثنيان:بقولك لا ما يستاهل
ابتسمت تصد عنه وضحك ثنيان وبللت شفايفها ملاك بهدوء وهي تناظر البحر:من زمان ما بكيت هالقد من بعد مـ
ثنيان قاطعها يكمل:من بعد حضني
لفت عليه وهز راسه ثنيان
ملاك:وليه تقولها وكأنك مبسوط ؟
ثنيان:اي والله مبسوط ما بكذب عليك ، اعرف ان نَبع دموعك بيطفي نيرانك لان لا الموج بيساعد ولا الأقدر بتساعد
ملاك:هذا انتقامك ؟
ثنيان:ما انتقمت انا منك ولا فكرت انتقم
ملاك سكتت تناظره وناظر عيونها ثنيان:الشي مغلوب عليّ ، انتي السبب
سكت ثواني وكمل ثنيان:غرقت بالاسئله
ملاك رفعت عيونها لعيونه وناظرها ثنيان وهو ساكت ورمشت بهدوء ونطقت:انا يوم كنت اخفي عنك دموعي مع الاسئله كنت اخاف تقول عني وقفت يوم من الايام قدامي ودمعتها على خدها وانا ماني بحيّ الله بشر يكشف المستور انا اموت ، اموت ولا درت الامواج عن سَدّه ، لكنك الوحيد اللي توقف عنده كل مبادئي ويعجز كبريائي قدامك
ثنيان سكت وكملت ملاك:خرجت من بيت عمي مطروده
عقد حاجبينه ثنيان بصدمه وكملت ملاك:والحين هذا هو قاعد يحاول يفضحني بعيونك وبعيون اهلك ، قول عمي يمكن ما زرع ربي في قلبه حنيّه لو شوي
صدت بقهر عنه:بنته كانت قرينة فراشي وغرفتي ، شاركتني سرّي وجهري تعرف عني كل شي ما يعرفه منيف اخوي من لحمي ودمي
لفت على ثنيان:للحين ما قدرت اروح واوقف قدامها بعد زواجها من اخوك واعاتبها ، للحين احسني مصدومه من نظراتها وتعامل اخوك اللي اختلف
رفعت كتفها بصدمه:ليه تبي تأذيني ؟
تقدم ثنيان يحاول يفهم وناظرها:وش تعرف عشان تهددك ؟ تعرف وين تودين الفلوس ؟
ناظرته ملاك يسأل ولاردت عليه واخذ نفس ثنيان:جاوبيني دام تتكلمين ، ليه عند اسئلتي تسكتين ؟
ملاك هزت راسها بالنفي بتكرار وتجمعت بعيونها موج دموعها وعقد حاجبينه ثنيان:علميني ملاك فُكّي عني استفاهاماتي
ملاك:ماراح تقدر تطالع فيني كذا من بعدها
زاد استغرابه وعضت شفتها ملاك من دموعها وناظر دموعها ثنيان وسكت يصد عنها
شد على قبضة يده بإنزعاج من الطاري وناظرته ملاك وبكت بدون صوت
سكت ثواني طويله ونزل عيونه بتردد ونطق:اذا بين كل القلق اللي تعيشينه تهمك نظرة عيوني !
لف عليها يناظرها وكمل:ما بتتغير لو كل الوشاة تكلموا عنك
نزلت دموعها تناظره هي تتعبها كل هذي الثقه والمحاوله منه والقرب وبعد المسافه
كمل ثنيان يناظر عيونها:بس ابي اعرف منك كل شي
هزت راسها بالنفي ترفض الكلام وصد ثنيان عنها وهمست ملاك:ما أقدر
ثنيان لف عليها بغضب وناظرها:لين متى ؟ علميني وجاوبيني وش النهايه ؟
سكتت تناظره وناظر عيونها ثنيان بحده:علميني وش نهاية هالحرب اللي داخلي ؟ بين موج ولَهب يتحاربون ؟ علميني اذا ماودك تجاوبين ، قولي وش نهايتك بحياتي ؟
عقد حجاجه:بتهربين ليله بغفلتي وتخلين وراك دبله ؟
ماردت ملاك وناظرها ثنيان بقهر:هذا اللي تبين تخلفينه بعدك ؟ وتتركين لي كل الاسئله ؟
ملاك رفعت كتفها:ما ظنتي بخرج من حياتك بهالسهوله ، صارت حياتي اصعب
ناظرها ثنيان ومسحت دموعها ملاك:صار صعب عليّ اتركك واترك اهلك ورا ظهري وامشي
ثنيان همس:وش بتسوين ملاك ؟ بتتركين عمك يعيّشك هالضغط ؟ وش تنتظرين ؟
ملاك رفعت صوتها من اسئلته بتعب وإنزعاج:ليش مصرّ ؟ ليش تبي تساعدني ؟ ليش تبي تطلعني ملاك ؟ ليش ؟
سكت ثنيان وسكتت ثواني ملاك وكملت:انا أذيتك ، دمرت حياتك وعيّشتك تحت تهديد وقلق وما اكتفيت وفضحتك ، ليه تبي تطفي نيراني وهي ماهي سبايبك؟
ماكان عنده رد يقدر يجاوبه لها ولا كان عنده فَهم لوضعه ولمحاولاته معها واكتفى بالسكوت من غموض مشاعره واختفاء اجابته
وعقدت حاجبينها ملاك وناظر عيونها ثنيان كان وده يجاوب جواب واحد جواب غامض يشبهه ويقول لها
: قلبي على الماء وقلب الماء على شطك
لكن ملاك فطينه وبتفهم غرقه واعترافه ولا نطق شي غير السكوت اللي خرج من ثغره بلا شي
صد عنها ومسكت ذراعه ملاك بقوه:انا حريق ياولد العميد ، انا لَهب احرق كل شي ألمسه لا تصرّ عليّ
قربت منه تهزه من ذراعه:أنا ما أستحق المحاوله وظروفي أبشع من ضميري اللي تحاول تصحيه
بكت من تذكرت صورة منصور اللي معه بكت بخوف من الحقيقه وشهقت بتعب ولف عليها ثنيان من شهقت وناظرته من قريب وهي ماسكه ذراعه:انا احس بحريق في قلبي كل ما تنفست زاد اشتعاله ، اترك محاولاتك معي خل الاسئله بدون أجوبه
ثنيان ناظرها من قريب ونزل عيونه لدموعها وناظر ثغرها اللي يخفي أنيابها ورجع ناظر عيونها وهمس:فات الأوان
بكت تناظره بتعب وعضت شفتها بتردد
شدت على ذراعه الضلع الأطول اللي حضنها وجربت منه أدفى المعاطف وجَمر المدافي
كانت تتمنى تكسر كبريائها من جديد وتطلبه حضنه او تحضنه بلا طلب ولكن ماقدرت
وكان هو وده يحضنها لكنه ينقهر منها ومن صدّها والبيبان اللي قافلتها عنه وقام تاركها وفلتت يدها عن ذراعه ومسحت دموعها من جديد تلّم نفسها
وتقدم ثواني يناظر البحر ولف عليها:لو غرقت لا تنقذيني
رفعت كتفها:ماراح انقذك
كان قصدها انها ماتعرف تسبح ولكن فهمه بمقصد جوابها المختصر ومشى تاركها وفصخ تيشيرته وتركه على التراب ودخل بين الموج ومد يدينه يسبح
ضمت رجلينها تشوفه يسبح بالبحر رغم ظلمة الليل وتأخر الوقت
لأول مره تدرك ملاك ان في تضحيات أكثر من تضحيات منصور يستطيع احد انه يعطيها
لأول مره تعرف ان كل تضحيات منصور ماهي الا انسانيه وفطره ، والحقيقه اللي تمثل التضحيه هي محاولات ثنيان
تغاضيه عن سوادها واخطائها ومحاولاته لها
كان المتأذي الاكثر بقصة حياتها رغم هذا هو نفخ لها شموع الليله عشان تطفيها ولا يفوتها ميلاد بدون فرحه ولمّة عائله ، ماتدري اذا سامحها او لا بس تدري انه تخطى اخطائها وتغاضى عنها وفهمها رغم انه يجهل للحين أجوبة اسئلته عنها
نزلت عيونها ثواني تذكر منصور اللي تركها بأول غلطه منها رغم انها غلطت عشانه ورفعت عيونها للموج
اللي من سعة صدره تقبل كل شي سوته وصدّق انها ظروف وماضي أليم وقَدر حدّها على الأذى ، وصبر مع ان النار تصلاه من فوقه ومن تحت قدمه
مع انها نار وحقيقتها نار ونهايتها نار الا انه رمى نفسه معها ، مع انه ممكن يخسر اهله فعلاً من حقيقتها ويخسر حياته وحسن سمعته
وقفت تمشي على الرمل حافيه لين تيشيرته واخذته بيدينها ورفعت عيونها له يسبح قدام عيونها
شدت على تيشيرته تحس بالتعب فوق جفونها وفوق صدرها ولا شعرت بيوم من أيام حياتها بكل هذا القلق والضغط من قبل
لأول مره تتجمع عليها مشاعر وأحداث ما تعرف تحلها وواقفه عندها للحين بدون حل
خرج من البحر يمشي ورفع شعره يناظرها واقفه ومشى لين عندها ومدت تيشيرته وتجاوزها وغمضت عيونها بتعب ورجعت تشد على التيشيرت
لفت عليه تشوفه يدخل ورجعت تجلس وانسدحت بتعب والتيشيرت بيدها وغمضت عيونها تتذكر عتابه لها وكل الحرب والكلام اللي خاضته معها ، كل الاحداث الصعبه اللي عاشتها معه وكل اللي يعيشه حالياً بسببها
-
( ⭐️⭐️⭐️⭐️ )
