الرابع والعشرون

84.4K 2.4K 204
                                    

نزل من سيارته مع ابوه اللي نزل وناظر اخوانه خلفه وما كان لابس بشت غير عقاب وهذي ماهي عادة عيال عقاب وهذا اللي كَوى صدر ثنيان منظرهم بالبياض بعد ماكانوا يمشون خلف ابوهم ببشوت
دخلوا مجلس بندر وناظر ثنيان الرجال اللي بالمجلس وتقدم مع ابوه اللي سلّم ومشى يتقدم يصافح الحاضرين من قبيلته ومن قبيلة بندر
وجلس وجلسوا حوالينه عياله وشد على سبحته ثنيان يسمع مقدمك عقاب:لنا الشرف بجيّتنا لين عندك يا أبو راشد وعسانا ما نقطع عادتنا بالجيّه بكل خير
بندر هز راسه:تقول ان اللي صار بيصلح بيني وبينك ؟
عقاب:ماني ضد الصلح بس انا جاي لرضاتك وحقك وحق شرفك واسمك
حك شاربه ثنيان يراقب الرجال ونطق أكبرهم سن بآيات ومنطوق يهدي مافي نفوسهم
عقاب هز راسه بهدوء ولف على ثنيان:ولدي ماخرج عن شوركم يا أبو راشد بيده صك زواج وصك طلاق
بندر:بتدافع عن ولدك يعني ياعقاب ؟
سكت عقاب لان بندر يناديه بإسمه حافّ ومحد تجرأ بيوم يناديه بإسمه
ورفع صوته ثنيان يتقدم بظهره بثبات:ان كان اللي صار غلط وبدون شورك وشور أبوي فأنا أطلب السموحه من أبوي بالأول ثم منك وقبيلتك واسمك ، لكن انا ما غصبت احد على شي ما يودّه ، هذا صار برضاي وبرضى بنتك وعلى ورق حلال
سكت بندر يناظر ثنيان بحده وبدل نظراته بين بندر وراشد وكمل:ويشرفني اني اعلن زواجي وطلاقي من بنتك وأعلنها قدام قبيلتي وقبيلتك وما جعلتها سرّ عشان رخصها بعيوني ، حَشى
لف عقاب يناظر ثنيان وكمل ثنيان:ماهو الا سرّ وصار عَلن الحين ، وعرفت خطاي وهذا انا عندكم استسمحكم
لف عقاب على بندر ونطقوا الحضور يتدخلون بالموضوع
وطال الموضوع طال لدرجة ان عقاب اشتد حجاجه ولا قدر يصبر على وضعه وكأنه ياخذ من بندر حق السنين الطويله وثار قديم بينهم
لين قطع الحوار عقاب يرفع صوته:طال الموضوع يابندر واخذ من وقتي واجد وصلك اعتذارك وهذا انا بعيالي خالين البشوت وقبيلتي معي ورايتي بيضاء قدام كل الحضور من شيبانكم وأبيض شواربكم لين أصغر رجّال بينكم ، واللي بينكر عطاي ووجودي الليله ماهو الا سفيل
بندر:ما اخذت رضاي للحين ياعقاب
رفع حاجبه ساري وناظروه عيال عقاب بحده كيف يقلل من شان عقاب بين الحضور
ونطق عقاب:انا ما اخذ رضا من احد يابندر انا اعطي وارقى سما وطلوعي مطلع الصقور ، وانا عقاب بن جرّاح ما اتعالى عن غلط عيالي وهذا انا عندك لكني ما أبطي وانا داني عند احد
ابتسم بندر:لكنك دنيت عندي
وقفوا عيال عقاب يقطعون الحديث وابتسم عقاب يناظر بندر:جينا بطيب الفعايل وهذا فعايلك قدام ربعك وربعي
وقف عقاب مع عياله وقاموا جماعة عقاب بيتركون المجلس ووقف بندر:دام تبي الصلح فالصلح ماهو بيني وبينك
لف ثنيان ولفوا اخوانه وعقاب ملقيه قفاه
ونطق بندر يضرب على كتف راشد:راشد يصير نسيبكم
جمد وجه ثنيان وعقد حاجبينه نهار ولف ساري على ابوه اللي التفت وناظر راشد اللي واقف بجانب ابوه
ونطق احد الحضور:عطَه يا أبو ساري عَطه ما بتعطي الا لرجّال وخل الصلح يتمّ وتصيرون أهل
مارد عقاب يناظر بندر ولف ثنيان على ابوه وهمس:لا ابوي
جاسر لف يناظر ابوه وبلل شفايفه ساري بتوتر وناظر الحضور عقاب ورجع ناظر بندر:لو تبي تدلّ مجلسي ما اعطي بنتي لأحد بغير مجلسي
لف نهار بصدمه على ابوه وخرج عقاب ومشى خلفه ثنيان:ابوي وش يعني ؟ بتعطيه أصايل اختي ؟ جيناه وانذلينا عنده خلاص يكفي
جاسر:يخسى ياخذ اختي اقسم بالله يخسى
ساري:ابوي لا تنتظر منه خير واضح نيته ومن وقت طويل ما يبي صلح معك
نهار:أصايل ما تاخذ ولده لو على جثتي
ثنيان:ابوي يبي يلوي ذراعك بأصايل اقسم بالله هذي نيته لا تعطيه حتى ان جاك لا تعطيه
لف عقاب عليهم بحده وناظره ثنيان وناظرهم عقاب كلهم وهمس:كله بسببكم وبسبب افعالكم اللي ما تفكرون فيها
ناظر ثنيان اللي اخذ نفس بضيق:لحد يعلمني وش اسوي
تركهم ومشى يركب سيارته مع السواق ولف ساري:ما عطاه ولا بيعطيه هدوها
جاسر:ابوي ما يفرط في أصايل لبندر اعرفه
نهار:يبطي اصلاً بندر وولده ولو وافق ابوي الموضوع بيوقف عندي
سكت ثنيان واخذ نفس ومشى يركب سيارته وركب كل واحد سيارته وخرجوا من مجالس بندر
'
تناظر الحضور اللي يتكلمون ويرقصون على صوت الاغاني والطرب وتناظر نوره اللي تصفق وتهلي وترحب بكل الموجودين
وملاك صوت افكارها وذكرياتها اعلى من كل شي
تناظر شادن اللي قدامها تتكلم مع اهل جنى وتضحك وياكل صدرها جمر من خذلانها بشادن ومن انتقامها لها
نزلت عيونها ملاك ثواني لفنجانها تناظره وهي هاديه وتفكر
ولفت من مسكت كفها أصايل:ارقصي معي
ملاك ابتسمت:ارقصي مع امك
أصايل:لا انا ودي معاك
ابتسمت ملاك تناظر أصايل ووقفت أصايل وحطت فنجانها ملاك ووقفت قدام أصايل ترقص بهدوء وتبتسم ابتسامه هاديه
ووقفت نوره من شافتهم يرقصون ورفعت كفوفها تصفق لهم وتعزز لهم
وابتسمت أصايل ترقص مع ملاك اللي تمشي بينهم وترقص بموج فستانها ترسم خطوط انتصارها على صفحات فضول الحضور وتجاوب بجواب واحد على جميع اسئلتهم ، انها زوجه لثنيان بن عقاب بن جرّاح
ناظرتهم شادن وتلاشت ابتسامتها ماتقدر تخفي غضبها وقهرها وغيرتها من ملاك
تشوف نظرات نوره لملاك وابتسامتها وتشوف أصايل اللي ترقص مع ملاك وكأنها وسط أهلها
كأنها ترقص مع اختها وأمها اللي واقفه تصفق لها
وهذا اللي كانت تشعر في ملاك من ابتسامة نوره وأصايل ونظراتهم لها وكأنها عاشت معهم عمرها كله ولا سكنت صدرها الغربه منهم
اخذت جوالها نوره تتباهى فيهم وتصورهم يرقصون سوا
وابتسمت ملاك تجلس وتناظر نظراتهم لها وسكوتهم واخذت نفس ترتاح وتجلس بإعتدال ظهرها ، بثقه ، بغرور
تكسر خشم شادن اللي أمامها خاسره ولا تقدر تطولها ناظرت شادن بنظرات عاديّه ولفت لجوالها اللي يدق ومن ناظرت اسمه وقفت تتركهم
وردت وهي تدخل للشاليه:وش صار ؟
ناظر الطريق ثنيان وهو ساكت بعد سؤالها ، ما يدري ليه اتصل من ضيقته عليها رغم انها سبب في ضيقته اصلاً
وقفت من سمعت هدوئه وفهمت افكاره ونطقت بهدوء:ياليتك ما دخلتي حياتي ياملاك
ابتسمت تكمل:صح ؟ تقول بداخلك هذي السبب بكل شي سئ بحياتي
مارد ثنيان وهو يسوق وفصخ شماغه يحطه بحضنه وكملت ملاك:سو اللي تبي تسويه ماعاد يفرق عندي شي ، كل شي اظنه خاب فيه ظني اصلاً
لفت ملاك تشوف شادن اللي قاعده وسطهم وعقدت حاجبينها تصد:وش صار فيك ؟ كل هذا قهر مني ؟
ثنيان نطق بهدوء:تطلعين اليخت الحين ؟
سكتت ملاك تسترجع طلبه وعقدت حاجبينها بعد ثواني:كيف يعني ؟
ثنيان اخذ نفس يشوف الشاليهات اللي على طريقه:يعني اطلعي لي انا برا
انصدمت ولفت تناظرهم وناظرت جوالها من قفل وظلت ترمش بهدوء تستوعبه ومشت تدخل الغرفه تاخذ عبايتها واغراضها وتلبس عبايتها وخرجت ولفوا عليها
وابتسمت لنوره:خالتي استسمحك ثنيان برا ينتظرني
هزت راسها نوره:مسموحه يا أمي انتي
ابتسمت ملاك بهدوء ومشت تخرج من عندهم وناظرت سيارة ثنيان اللي واقفه وضيقت عيونها تحاول تشوفه من نور السياره اللي على وجهها
وفتحت الباب تركب جنبه ولفت عليه تناظره صاد عنها يحرك ولفت للطريق:بتنتقم مني يعني وترميني بالبحر عشاني ما اعرف اسبح ؟
ثنيان نطق بهدوء وهو يسوق:ما اصدق انك ماتعرفين تسبحين انتي تعرفين لكل شي
ابتسمت بهدوء ملاك تراقب الطريق ووقف ثنيان عند الساحل وناظرت اليخوت:ما اركب يخت كانت فيه وحده غيري
ثنيان قفل سيارته:وعشاني اعرفك ماهو نفس اليخت
ناظرته ملاك ونزل من السياره ثنيان ونزلت معاه ومشت خلفه تشوفه ماسك شماغه وعقاله وماشي لليخوت ووقف عند يخت وناظرته ، ماكان نفس يخته فعلاً
لف عليها ونزلت عيونها تفصخ كعبها وتمسكه بيدها وتمد كفها من مدّ كفه وتركب اليخت وتناظر البحر وتسمع صوت موجه
دخل ثنيان داخل يشغل اليخت ودخلت خلفه ملاك تراقب هدوئه وكيف انتصف باليخت وابتعد عن الساحل
لفت لداخل اليخت تشوف داخله وجلست وهي تحط عبايتها يمينها وتراقب البحر والموج
غمضت عيونها تشم ملوحته وتسمع صوت موجه وفتحت عيونها من قفل اليخت ثنيان وترك اليخت يطفو بنفس موجه وهدأ الجوّ وابتعدوا عن أنوار الخبر وما يشوفون غير نور القمر
وخرج ثنيان وهو ماسك شماغه يدور عليها وعقد حجاجه من شافها جالسه ترتدي لونه ، لون الموج والبحر
وتقدم لها:ليه هاللون ؟
رفعت عيونها ملاك من وقف قدامها:لان هذا اللون يشبهني
سكت ثنيان يناظر جسمها وجلوسها ورجلها اللي باينه له واللون اللي يزهى عليها مع لون شعرها ، كانت آيه من الجمال وكأنها فعلاً ملاك
جلس بجانبها وصدت ملاك تناظر ظلمة الليل ونور القمر المكتمل فوق البحر وتسمع صوت موجه
وناظرها ثنيان بهدوء:خرجت من عندهم أدور لك أعذار
لفت ملاك عليه وكمل ثنيان من حط عيونه بعيونها:خرجت وكل شي يأشر عليك ويقول هذي هي ، هذي سبايب كل شي
سكتت ملاك تناظره وكمل ثنيان:حاولت أكابر وأنسى ماضي لياليك لكن جتني طيوفك وزادت الطين بَلّه
ملاك بلعت ريقها تسمع هدوء صوته وكمل ثنيان:للحين أرسم ورا غلطاتك أعذار وأقول زلّه تحسبين اني اعرف ليه اسوي كذا ؟ والله ما اعرف ليه
ملاك ناظرت عيونه اللي تتأملها وكمل ثنيان
:استبحتك عن كل غلطاتك وسامحتك عن ألف الذنب الى ياء النهايه
نزل عيونه ثنيان يناظر كفوفه:اشرحي لي وش يصير انتي
رفع عيونه من جديد:علميني من إنتي ؟ وش تبين من حياتي ؟ وليه جيتي ؟ وليه ماتروحين مني ؟
صدت ملاك للبحر بهدوء بدون رد وكمل ثنيان:نصف منك أمان واستأمنه ونصف منك خوف وأخافه ، كل شي فيك نصف وانا ما كسبت ولا نصف فيك لا أمانك ولا خوفك ، دايم حَذر منك
بللت شفايفها بهدوء ملاك تسمعه ولفت عليه تناظره:انت فهمني وش تبي بملاك ؟ علمني ليه للحين مع ملاك ؟
ثنيان مارد عليها ولفت عليه بجسمها كله تناظره:ليه تبي تشوف أحسن مافي ملاك وكل الناس تشوف اسوأني ؟
ثنيان:صرت اسئله الحين ؟
ملاك بلعت غصتها بهدوء تكمل:ليه يوم كل الناس جوّ في شمالي جيت انت يميني ؟
ثنيان:انتي دخلتي معي بحرب وتحدي
ملاك ناظرته من تجمع موج عيونها:ومن الكاسب ؟
ثنيان سكت ثواني ونطق:انا المهزوم
ملاك ناظرت عيونه وسكتت ثواني لين نطقت:كل اللي بحياتي خيبّوا ظني حتى إنت ، يوم اني ظنيت انك المحارب الاول قدامي صرت بجنبي
ثنيان:بحارب معك
ملاك:من تحارب ؟
ثنيان:ماضيك اللي سبب نيرانك
صدت ملاك تعض شفتها ما تبكي وكمل ثنيان:عمك وبنت عمك وجاسر ، وأنا والدنيا
لفت عليه وكمل ثنيان:بحارب كل شي عشان ملاك تفوز ابي ادفن هالشيطان
ملاك ناظرت عيونه ماتفهمه ولا بتفهمه وكمل ثنيان:حربي ماهي معك حربي مع نارك
نزلت دموعها بقهر لان نارها منصور ومنصور حريق ثنيان
وتقدم ثنيان واخذ نفس بتردد لكن صوت نبضه يغلبه
مسك كفها ورفع عيونه لعيونها من قريب
رجفت كفها من لمس كفه الدافي وكأن كفه ملمس حنيّه ومعطف براد وجمر دافي وموج هادي
ناظرها كيف تتأمله ، يحسد الموج اللي ضفّها لأول مره معه والهواء اللي ضمّها والحرير من ثيابها ، يحسد كل جمره تشتعل في عنقها تثور
يناظر مفرق نحرها كيف قلايد ذهبها تذوب ، تذوب من شدة نارها ولَهبها
ولكنه تعب كل مره يكتفي بالنظر يبدل نطراته بين ثغرها وعروق نحرها وكل ما بداخله يرغب
ناظرت نظرات الغرق من عيونه ماتعرفه ، ماتعرف هو وش يكون ؟ هو غريب هو حبيب ؟
هو بين البين وشي يستدعي داخلها شعور غريب شعور بدايات تسكن صدرها تجعل اصغر ما بداخلها يرقص ويغلي من نظراته ووجوده وصوته ودفى كلامه
حنيته اللي غلبت كل قسوه ذاقتها وشكّلت داخلها حطب وجمر ، حنيّة موج اللي تطفي نارها
يناظرها ما رفّ له جفن وهي تغرق مثل ما يغرق الموج في بعضه قدامها وحوالينها
رجفت كفوفها من شعورها ومن خوفها ومن انقلاب داخلها ونزلت دموعها رغماً عنها تحس داخلها حرب تقيم بين بعضها وكأن ثنيان بيزيح كل شي في قلبها ويسكنه رغماً عنها
جالسه قدامه تناظره فاتر حيلها ، مهزومه ظنونها ومخذوله من أقرب الناس لها ، ومغلوبه قسوة زمانها بحنيّة موجها اللي أمامها
ناظرها ثنيان يشوف نظراتها له ويحس بكل هالنيران اللي حوالينهم: تحت القمر وفوق البحر نجلس ومستعد أقول الخوافي كلها ، وارمي يميني وشمالي كل زلاتك بس نذوق ينبوع الهوى عذب صافي
شد على كفها يقربها منه وغمضت عيونها من اقترب منها
ثنيان همس يناظر رجفتها:مستعد والله اني مستعد
ناظر ثغرها يسري داخله جمر من نارها
يحس بحرارة جسمه تزيد من قربها ومن رغبته اللي غلبت تردده بهاللحظه
فتحت عيونها ملاك تتأمله ودها تزيح النظر عنه لكنها تشوفه أقوى من كل شي عاشته بالدنيا
يغلب قوتها ولَهبها وقسوتها وكأن له قدره كبيره لها هي فقط
يكشف ستور جروحها ويفتق خيوطها خيط خيط ، ياخذها من كل شي بلحظه وكأن كل كونها يختفي
تعيش معه عالم ما جربته وضدها ، عالم موج وبحر ودفى رغم اللهب ، وحنيّه تمسح على كل قسوه وتطفيها
ناظرت نظراته لثغرها ولعنقها ولعيونها اللي يبدلها على كل جزء منها وناظرت ثغره من اقترب منها رغبه بتقبيلها
وشدت على كفه من زاد جمرها واشتعلت اكثر بقربه ماتقدر تعطيه ولا تقدر تقدم وتغرق
ماتقدر تعكس كل طريقها اللي تمشيه لأجل شي ودها فيه مثل ماهو وده فيه
تقدم منها اكثر ياخذ نَفسها ورفع كفوفه لوجهها وبلع ريقه يسمع صوت الموج حوالينه وكل مافيه يتجه لها
رفعت كفوفها تمسك كفوفه اللي على فكّها من لمس أنفه أنفها واشتعلت نار داخلها وماقدرت غير انها تنزل راسها وتتنفس بسرعه من صدته وفتح عيونه يناظرها ونزل عيونه من بللت ثوبه دموعها وبلع ريقه وبعد كفوفه عن وجهها
وعقدت حاجبينها تغمض عيونها بقوه تبكي واخذ نفس يستجمع نفسه وفتح ياقة ثوبه ووقف يتركها
بكت من تركها وفتحت عيونها تناظر البحر ، صورة منصور قدامها وصوت ثنيان بعقلها
تحارب جهتين ضدّ بعض داخلها لوحدها ، تحارب ودّها بما ودّها
ماتبي تصدق فكرة انها عمرها ما حبت منصور وكلها تعلقات من سوء مراهقتها ، ماتبي تكتشف بعد هذا كله ان ثنيان هو الحب الحقيقي
ولكن كل خوفها الأكبر ماهو نفسها هو ثنيان فقط لأنها تعرف حجم قسوة الحقيقه لو عرفها
بكت ترفع صوتها بقهر وغضب داخلها من حياتها ومن وجود ثنيان بحياتها بوقت ما ناسب دخوله
تبكي لانها تبي وجوده لكن بوقت أفضل بحياتها
وقفت تتمسك باليخت لين وقفت عند نهايته وهي تبكي ورفعت كفوفها على صدرها تحس بالنيران تشتعل داخلها وصرخت بعلو صوتها تغمض عيونها بقوه وتصرخ ما يرجع عليها حتى صدى صوتها
كل اللي تسمعه موج هادي ودها تغسل داخلها فيه
وقف ثنيان يراقبها بنهاية اليخت تبكي وتصرخ وشد على قبضة يده بقهر وغمض عيونه يسمع صراخها
في شي أكبر يحاربها وبينه وبينها ولا يقدر يعرفه لكن اللي يعرفه ان ملاك ما صدته ملاك أجبرت تصده
وصراخها وبكاها قدام عيونه الحين دليله اللي يؤمن فيه
ظلت تتنفس بسرعه بتعب من صراخها وبكاها وجلست وهي تتنفس وتناظر البحر ، تحط قدام عيونها ثنيان ومنصور
تحط قدام عيونها حياتها اللي ماتعرف نهايتها ، تشوف منصور اللي خلف الحديد بسببها 
وتحط قدام عيونها ثنيان اللي باع حياته وسمعته وشرّها واشترى خيرها وماضيها وأجوبتها
غمضت عيونها بتعب هي واقفه بمحلها لانها تجهل وين تمشي
بين عيونها عقاب وأهله وبين عيونها هي ومنصور
وخوفها الوحيد اللي ماتبي تفكر فيه هو ثنيان اللي تشوفه الضحيه بالقصه واللي ممكن تأذيه أكثر رغم انها أذته
فتح لها بيبان الاعذار بنفسه ورسم لها خطوط خارج خطوطه وتغاضى عن زلّاتها ومسح اخطائها وحطها بين اهله يعيشها أفضل حياه تبي تعيشها
لفت بعيونها تدوره وناظرته واقف من بعيد يناظرها ورمشت بهدوء من طاحت دموعها وشدت على فستانها تشوفه يوقف قدامهم ألف حاجز ماتقدر تتخطاه
ناظر نظراتها له وهو واقف محله ينتظر منها القدوم بس لكنها ما تقدمت
ما يعرف وش اللي يوقف بينهم بهاللحظه لكنه يحلف يمين وده يمحيه ويرتاح
تناظره وكلها ملامه لانها تصدّه وتمنعه وتمنع نفسها وتعيشه حياتها اللي هي ما تحملتها ، تحلف يمين برب الموج انها ودها تركض لحضنه تبكي لكن رجولها ما تشيلها
تشوف قدامه حاجز كبير ما تقدر تكسره ماتقدر تتعداه
تركها ثنيان يدخل لليخت وغمضت عيونها بتعب من صوتها اللي راح بسبب صراخها ومن احتراق عيونها من موج دموعها
ناظرت البحر الهادي واخذت نفس طويل تغمض عيونها وشغّل اليخت ثنيان وعرفت انه صار وقت العوده
رَسى على المرسى وخرج يناظرها ماسكه كعبها وتنزل من اليخت على المرسى ومشى خلفها من مشت قبله
وقفت عند سيارته وفتحها وركبت وشغل سيارته
وهمست:بروح عند منيف
لف عليها يناظرها ثنيان ومالفت عليه ابد
وبلع ريقه يشد على الدركسون ويحرك سيارته ، مشى بهدوء يناظر الساعه قدام عيونه ٣:٠٠ ص
وقف عند البيت على أمل يتكلمون سوا وينفهم اللي ماهو مفهوم بينهم لكنها فتحت الباب تتركه
ورفع عيونه عليها يشوفها تدخل البيت ، قفلت الباب وغمضت عيونها تبكي ورمت عبايتها وكعبها واغراضها بتعب وجلست على الكنب تغطي وجهها وتبكي
مع إنه ما تكلم وما تبادلوا الاعترافات والشعور ، تتعب لانه يرجعّها لأول نقطه ولمكان تجهل تطلع منه
مكان يشبه غريق ما يعرف للسباحه يغوص بمكان ماله قاع ، يقلب توازنها وهي تخاف الاهتزاز يغيّر محطات وقوفها وطريقها كله
غيّر كل أمورها وهي تخاف التغيير ، تخاف بيوم تصحى ما تلاقي داخلها منصور ، تلاقيه
تخاف الحقيقه وتخاف قربه وتخاف من الخذلان والجحود ، تخاف تعيش شي اكبر من جريمة منصور وصوت ضميرها وجحوده لها وخذلان اهله لها
مسكت راسها وهي تبكي وتهز نفسها بخوف وهمست:لا تكفى يارب لا لا لا
قاعده تلمس داخلها شعور ماتبي تحسه ، صورة ثنيان وقربه وصوته وريحته وكلامه زالت من ذاكرتها أي احد وكأنها ماعاشت ماضي غير مع ثنيان
-
رجع دربه كله اللي مشاه مع ملاك بدونها ، البحر
لكنه وقف سيارته بدون ينزل يناظر الموج قدامه ، يهوجس وكأن الهوجاس ترك كل خلق الله الليله وسكن ثنيان
ودّه يكشف اللي داخلها يعرف من هو عندها ووش ترتجي منه ووش ودها معه ، ودّه ما تجاوب الا على سؤال واحد من بين كل الاسئله اللي غارق فيها
هي تشعر مثل ما يشعر ؟
تنعاد عليه طيوفها من أول جيّاتها له لقبل الدقايق الأخيره بينهم
كانت متمسكه بكفوفه بعد ما كانت تحط بينها وبينه مليون مسافه وحدود وخطوط حمراء
الليله لمست كفوفه ولا ابتعدت وكأنها تهدأ وهي قريبه منه لكنه سمع صوت نحيب بكاها وصدّتها اللي بدون أسباب
لكنه حاول لأجلها وبادر وكان هو السبب دايم بينهم ، كان ياطى على جمرها مع ان غيره ما قدر على نيرانها
نبش بيدينه الثنتين وسط اللهب ولا تألم لكنه بعد هذا كله حسّ انه غرق بمكان ما يشبهه ولا ينفع له
ملاك اللي كل شي حوالينها يقوله لا ، وكل شي ضد اللهب والموج
لكنه كان يؤمن انها ملاك وكل مره كانت تبكي أمامه ينتصر ، ويشعر ان هذا انتصاره الحقيقي ، شوفتها ملاك
بدون اقنعه مزيفه ومشاعر تتلبسها عكسها ، كان دائم ينظر لها بإنها خير ولها ضمير مع ان كل شي سوته عكس كل ايمانه
نزل عيونه بتعب وتساؤل ويهوجس بالبحر بدون أجوبه
'
جلست أصايل على الطاوله:وين الناس ؟
نوره:ثنيان وملاك الغايبين
عقاب:عن الجميع
عض شفته نهار:افا !
نوره ابتسمت:والله مدري وين غايبين بس الله يجعلهم سالمين
ضحكت جنى:ماقاوم اللون
سكتوا وناظرتهم جنى ولفت لساري وبلعت ريقها
لفت شادن تشوف مكان ثنيان وملاك وصدت تاكل
رفعت عيونها نوره من دخل ثنيان ومعه شماغه وناظروه ووقف عندهم:سلام
ناظر ثوبه وحالته عقاب:وش هالحال ؟
ثنيان ناظر نفسه ورفع ذراعينه:وش فيه حالي ؟
نوره:وين ملاك ؟
ناظرهم ثنيان ولف من دخلت ملاك خلفه:معاه
وقفت بجانبه وابتسمت بهدوء وناظروا كعبها اللي بيدها وسكتوا بإستغراب من حالهم
ولف ثنيان عليها ولفت عليه بهدوء:شوي واجي افطر
تركته محله ومشت للغرفه ولف عليهم يناظرهم ومشى خلف ملاك
عقدت حاجبينها نوره:وش هالحاله عليهم ؟
شادن:يمكن تهاوشوا
رفع عيونه عقاب على شادن اللي تاكل ولفت أصايل:ما اتوقع
عقاب:افطروا
،
قفل الباب ثنيان وناظرها:كيف رجعتي ؟
حطت مفتاح منيف على التسريحه وتقدم ثنيان لها
ورفعت عيونها عليه تشوف حاله نفس حال أمس ومشت تفصخ عبايتها وناظر فستانها اللي لا زالت لابسته وجلست على الكرسي تمسح بقية مكياجها
فصخ ثوبه ودخل الحمام ومسحت مكياجها ملاك واخذت لها ملابس وانتظرت خروجه من الحمام
تعداها من خرج وقفل الانوار وعقدت حاجبينها تشوفه ينسدح ولا تجرأت تسأله عن شي
دخلت الحمام واخذت شاور تحت مويه حارّه تشبه داخلها وغمضت عيونها ما يخطر في بالها غيره وقربه وكأن النهار ما كفّاه اللي اخذه الليل منها
فتحت عيونها تخرج من الشاور ولبست ملابسها تنشف شعرها وارجع من جديد تحط ميك اب وترسم على وجهها الوجه اللي تعودوه
خرجت تاخذ جوالها وتطلع لها عبايه في سكون الغرفه ونوم ثنيان
نزلت لهم وهي تناظر رسالة منيف:متى جيتي ومتى رحتي ؟
ارسلت له وهي تدخل عليهم:بنتكلم سيارتك معي
ابتسمت لهم:بالعافيه
نوره:وين ثنيان ؟
ملاك جلست وابتسمت:تعبان بينام
سكتوا يناظرونها ورفعت عيونها عليهم:سهرنا باليخت عشان كذا تعبان
ابتسمت نوره:اي يالله زين
اخذت نفس بهدوء ملاك تفطر وعيونها من شدة بكاها امس تألمها
نوره:ما علمتني عقاب وش صار معكم امس ؟
سكتوا العيال ورفع عيونه عقاب يراقب ساري وجاسر ونهار وهز راسه:ماصار شي
نوره:شلون يعني ؟ ما تصالحتوا ما قال شي ؟
عقاب رجع ظهره لورا:أصايل
لف نهار على ابوه ولفت أصايل:هلا
عقاب:من بيوديك دوامك ؟
أصايل ابتسمت:اللي يتطوع من اخواني حبايبي
جاسر هز راسه:انا فاضي
نهار:انا اوديك على طريق دوامي
ساري:اذا تبين ماتشا ؟
ضحكت أصايل:سجلي امي اللي صاير
نوره ضحكت:بيدلعونك اليوم
أصايل:بختار ابوي حبيبي يوديني
عقاب:كان ودي لكني مشغول ودربي مو على دربك
أصايل:حسافه
عقاب:روحي مع نهار
ابتسمت أصايل لنهار وهزت راسها:تشغل اغانيي اللي احبها
نهار اشر على عيونه وابتسمت أصايل
لف عقاب على ملاك اللي تاكل بهدوء وتناظر صحنها :ملاك
رفعت عيونها لعقاب وتكلم بهدوء:دام سيارتك ماهي معك انا بوديك
ملاك سكتت ثواني:كيف عرفت ان سيارتي مو موجوده ؟
عقاب ابتسم لها:اعرف كل شي ، قومي ان خلصتي
قامت تتركهم جالسين وناظرت نظرات شادن لها وصدت ملاك تتجاهلها ومشت خلف عقاب
رفع يده خلف كتوفها يمشي معها وركب مع السواق وركبت بجانبه
ابتسم ولف عليها:الشاهين المغرور ارحبي
ابتسمت واخذت نفس ولف عليها:مكتبك ؟
هزت راسها ملاك وصد عقاب للطريق:ما تكلمتي مع بنت عمك ؟
رفعت عيونها للطريق ملاك:لا
عقاب التفت عليها:لان مافي كلام بينكم والا لان الكلام ان طلع ماهو زين لك
لفت ملاك عليها:ماهو زين لها هي
عقاب:تدرين انها طلبت مقابل كل هذا الزواج فلوس ؟
سكتت ملاك بقهر تناظر الطريق وكمل عقاب:وتوقعت لاني شفت ابوها وعرفت ليه ما تبينه
ملاك ماردت عليه ولف عليها ملاك:اعرفي زين ملاك اني انا ما بسمح لحد يدخل بحياتك ويدمّر شي داخلك حتى لو كانوا أهلك
لفت عليه ملاك تناظره وكمل عقاب:أنا أبوك وأهلي أهلك وانتي عندي مثل أصايل وان كان اللي بيزعلك يوم ولدي ثنيان فمهو أغلى منك ، انا طول عمري أقدّر كل انثى تدخل بيتي بدايتها من ام ساري ونهايتها انتي
ابتسمت بهدوء ملاك من كلامه ومسك كفها عقاب وبلعت غصتها بتأثر وابتسم عقاب:آماليّي فيك كبيره يا ملاك وجمايلك واجد ووجودك مهم
عضت شفتها تكتم دموعها وناظرت عقاب اللي مبتسم يناظرها وهزت راسها:الله لا يخيب ظنونك فيني
ابتسم عقاب يطبطب على كفها ولف للطريق من وقف السواق
واخذت نفس ملاك ونزلت من السياره تدخل المكتب
-
( لا تنسون النجمه ⭐️ )

غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن