هُوَ، لا غيره
مَنْ ترجَّل عن نجمةٍ
لم تُصبْهُ بأَيّ أَذى.
قال:
أسطورتي
لن تعيش طويلاً
ولا صورتي
في مخيّلة الناس
فلتَمْتَحِنِّي الحقيقةُ
قلت له:
إن ظَهَرْتَ انكَسرْتَ
فلا تنكسرْ
قال لي
حُزْنُهُ النَّبَّوي:
إلي أين أذهبُ؟
قلت
إلى نجمةٍ غير مرئيّةٍ
أو إلى الكهف
قال
يحاصرني واقعٌ
لا أُجيد قراءته
قلت
دَوّنْ إذنْ،
ذكرياتِكَ عن نجمة بَعُدَتْ
وَغَدٍ يتراجعُ، واسألْ خيالك:
هل كان يعلم
أنَّ طريقَكَ هذا طويل؟
فقال: ولكنني
لا أُجيد الكتابةَ
يا صاحبي!
فسألت: كذبت علينا إذاً؟
فأجاب: على الحُلْم
أن يرشد الحالمين كما الوَحْيُ
ثم تنهد:
خُذْ بيدي أيها المستحيل!
وغاب كما تتمنَّى الأساطيُر .
لم ينتصر ليعيش
ولم ينكسر ليموت
فخذ بيدينا معاً أيها المستحيل.- محمود درويش