يوم الواقعة

16 3 2
                                    

يا قوم قتلتم أنصاري و أولادي، و ما بقي غير هذا الطفل، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه أسقوه شربة يرتوي بها
فأنقسم المعسكر قسمين
قسم يقول"أسقوه"
وقسم يقول "اقتلوه"
فقطع نزاعهم الشمر اللعين وصاح:
يا حرملة أسقيه
فرمى حرملة (لعنه ﷲ) سهم له ثلاثة رؤوس يدعى"السهم المثلث"
فذبح الطفل من الوريد للوريد في حضن أبيه فأخذ يرفرف كالطير المنحور
فأخذ الحسين يملئ كفه من دم طفله ويرميه للسماء فلم تسقط قطرة واحده على الارض وأخذ ينادي:
هوّن علي ما نزل بي أنه بعين الله، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل(فصيل هي ناقة نبي الله صالح عليه السلام).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20
وهنا وقف الحسين منادياً بالقوم:
هل من ناصر ينصرني؟
هل من ذائب يذب عن حرم رسول الله؟
فأتى الحر الرياحي وأبنه
وقد علق الحر نعلاه برقبته
قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللهم إليك أنبت فتب علي، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيك!! جعلت فداك يابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننتُ أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت منك الذي ركِبْتُ وإني تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ فقال له الحسين (ع): اذا تبت تاب الله عليك.
فقاتل قتالا شديدا فقتل أربعين بين فارس وراجل حتى استشهد رضوان الله عليه هوَ و ولده.
فأتى الحسين لمصرعه وقال:
"أنتَ حُر كما سمتكَ أمك، حُر في الدنيا والآخرة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21

فبقى الحسين (عليه السلام)  بكربلاء
وحيداً غريباً عطشاناً
لا ناصر له ولا معين.
فأخذ ينادي:
«هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟».

ثم التفت إلى أصحابه منادياُ: «يا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا مسلم بن عوسجة، يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني؟! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون؟ أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه؟ فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم، أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام...».
فخرج علي بن الحسين زين العابدين وكان مريضاً لا يقدر أن يقل سيفه، وأم كلثوم تنادي خلفه: يا بني ارجع، فقال: يا عمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله : فقال الحسين : يا أم كلثوم خذيه حتى لا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22

فتقدم للقتال
قبل أن يخرج من الخيمة أتت الصديقة الصغرى زينب عليها السلام وقالت:
أكشف لي عن نحرك يا حبيبي وأخي
فكشف لها فقبلتهُ في نحره وصدره ((كانت هذه وصية الزهراء للسيدة زينب عليهما السلام))
فبرز الحسين للقتال
فأحاط به القوم يتقدّمهم شمر بن ذي الجوشن إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهته والشمر يحثّهم على ذلك. فأمر الشمر الرماة فتراجع الإمام إلى الخلف مثخناً بالجراح والسهام فأحاطوا به صفاً
ثم إن الإمام الحسين اتخذ له مركزاً ينطلق منه لمحاربة القوم والرجوع إليه فإذا رجع إلى مركزه يكثر من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم» ليُعلم النساء ببقائه حيّاً. فلما رأى الشمر ذلك حال بينه وبين عياله فصاح بهم الحسين: «ويحكم إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا».
وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه، فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب، فوقع السهم في صدره فنبت في قلبه
وأتى ليشرب الماء من الفرات فأصابه بسهم في فمه الشريف فأخذ ينزف دماً
فقال له الأمام الحسين (ع)((أضمأك الله وأماتك ضمأً))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23

فوقع الحسين (عليه السلام)
وعندما وقع ذهبت الرجال بخيلها لمخيم الحسين بأمر من عمر بن سعد اللعين وقال لعنة الله عليه:((احرقو بيوت الضالمين)) وصوب سهم نحوهم وقال: اشهدوا لي عند الامير انني اول من رمى نحوهم.
فحرقوا الخيام وأخذت النساء واليتامى تركض وخرجت فخر المخدرات زينب روحي لها الفداء وركضت لتل ((يعرف بالتل الزينبي الان)) وقامت تنضر أخاها معفراً بدمه
كثير الجروح مقطوع الخنصر والدماء تسيل من كل جانب
فصاحت:
واحسيناه، واخاه، ومهجة قلباه
فأتى اللعين شمر بن ذي الجوشن
فرفس الحسين برجله فأتى عبد الله ابن الحسن راكضاً وضع صدره على صدر عمه
فرماه حرملة بن كاهل(لعنه ﷲ) فذبحه
على صدر عمه
فأتت السيدة زينب صلوات الله عليها من التل الزينبي حتى مصرع الحسين عليه السلام وهيَ في طريقها تقوم وتقع على الارض حتى وصلت له فقالت للشمر: دع ابن امي
فضربها وابعدها
فقال للحسين: يا ابن ابي تراب ألست تزعم ان اباك على حوض النبي يسقي من أحبه، فأصبر حتى يسقيك بيديه
فقال اللعين لسنان أبن أنس: أحتز رأسه من القفى فقال سنان لعنه ﷲ: والله لا أفعل ذالك!، فيكون جده خصمي.
فغضب الشمر
وجلس على صدر الحُسين
فقال له الحسين هل تقتلني؟
هل تعلم من انا؟
قال: نعم أعرفك حق المعرفة
انتَ الحسين بن علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله
وأمك فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله
وجدك محمد رسول الله..
وأقتلك ولا أبالي!!
فكبهُ على صدره
وأخذ يضرب بسيفه نحر الحسين
أثنتي عشر ضربة
فذبحهُ من القفى
وأخذ برأسه الشريف ووضعه برمح عالٍ
وسلبت ثيابه
ثم أصطف عشرة من الخيالة وقد ركبوا الخيل الأعوجيه((هي نوع من الخيول القوية العملاقة))
فأخذوا يدوسون صدره الشريف.
فأتت له العقيلة زينب عليها السلام وقالت:
"اذا كانَ يرضيك هذا يارب، فـ خذ حتىٰ تَرضىٰ" 
ولم تتكفي آل أمية بهذا فقط!
أخذو النساء سبايا مقيدات على الناقة الهزيلة يضربوهن بالسوط ويعذبوهن أشد العذاب ويشتموهن "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَلعن الله امة قتلتك
ولَعنَ الله أمةًّ سَمِعتّ بذالكْ فَرضيتّ بهْ
يـا مَولآيَ يـا أبا عَبد ﷲ
السلامُ عليكَ يا ثـار ﷲ
وأبن ثـاره
اللهم صل على الحسين المظلوم الشهيد قتيل العبرات، وأسير الكربات، صلاة نامية زاكية مباركة، يصعد أولها ولا ينفذ آخرها.
السلام على الحسين
وعلى علي ابن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
وعلى نساء الحسين
وعلى اطفال الحسين
وعلى حامل لواء الحسين
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد.

🎉 لقد انتهيت من قراءة يوم الواقعة 🎉
يوم الواقعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن