يوم الواقعة

21 4 5
                                    

4

                       يَـومّ ألـواقِعَّـةَ

ـ يوم الواقعة أو يوم الطف، يوم عاشوراء
يوم المصاب الأليم والبلاء العظيم
وهيَ من اڪثر المعارك جدلا في التاريخ الأسلامي.

في يوم الثاني من محرم الحرام في سنة إحدا وستين للهجره وَصل الرڪب الحسيني الى ڪربلاء
فلمّا وصلوها، قال الحُسين ؏ : ما اسم هذه الأرض؟ فقيل: كربلاء. فقال: اللهمَّ، إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء.
نزلوا، فها هنا مَحطُّ رحالنا، وسفك دمائنا، ومقتل رجالنا.
فتوقفوا أصحابه عن المسير وَنُصِب المخيم الحُسيني هناك.
ثم جمع الحُسين (؏) اولاده واخوته واهل بيته ونظر أليهم وأخذ يبڪي وقال:
«اللهم إنا عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) وقد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا، وأنصرنا على القوم الظالمين».
ثم أقبل الى اصحابه وقال:
«الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون».

ولما نزل الحسين وأصحابه كربلاء في الثاني من المحرم، كتب الحرّ بن يزيد الرياحي إلى عبيد الله بن زياد بالخبر، فكتب عبيد الله بن زياد كتابًا إلى الحسين يقول فيه: أما بعد، إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام، ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي، أو تقتله والسلام. فلما ورد الكتاب قرأه الحسين ثم رمى به ثم قال: «لا أفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق». فقال له الرسول: «أبا عبد الله! جواب الكتاب؟». قال: «ما له عندي جواب، لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب». فأخبر الرسول ابن زياد بذلك، فغضب من ذلك أشدّ الغضب وأمر بإعداد الجيش لمحاربة الحسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5
ڪان جيش عُمر ابن سعد ابن ابي وقاص (لعنة ﷲ عليه) جيشاً ڪبيراً يتكون من رماة ومن ابرز هؤلاء الرُماة هو حرملة ابن كاهل الاسدي (لعنة ﷲ عليه)
وخيالة ومحاربين أقوياء جهزوا لقتال ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
والقاده المحنكين ومن ضمنهم الشمر ابن ذي الجوشن (لعنة ﷲ عليه)
سنان ابن انس (لعنة ﷲ عليه)
عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الكندي
وقد جُهز هذا الجيش لمحاربة الحسين بأمر من عبيد الله ابن زياد المُلقب (بأبن مرجانه)(لعنة ﷲ عليه).
وڪان جيش الأمام الحسين بن علي (عليهما السلام)
متكون من اخوته وانصاره
أخوته:
العباس بن علي: المعروف بأبي الفضل، وأمه أم البنين، فاطمة بنت حزام الكُلَّابيَّة وهو أكبر ولدها، وهو آخر من قتل من إخوة الحسين.
عبدالله بن علي: أمه أم البنين وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.
عثمان بن علي: وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.
جعفر بن علي: وهو الأخ الشقيق للعباس بن علي.
أبو بكر بن علي: وأمّه ليلى‌ بنت مسعود بن خالد، وهو أول من قتل من اخوة الحسين في الواقعة.
ويروى عن آخرين أنه أربعة أخرى من أبناء علي بن ابي طالب أيضاً كانوا في الواقعة وهم:

إبراهيم بن علي
القاسم بن علي
عمر بن علي
محمد الأصغر بن علي
عبد الله الأصغر بن علي
وابناء اخوه الحسن وجعفر بن عقيل بن ابي طالب (عليه السلام) "هو ابن عقيل اخ مسلم (؏) ابن عم الحسين (؏) وزوج زينب الكبرى عليها السلام".
واولاد السيده زينب (؏)
وأولاد الحسين (؏)
وأصحاب الحسين (؏) يترأسهم
حبيب بن مضاهر الأسدي
الحر الرياحي وأبنه
عابس
جون
وباقي الأنصار وكان عددهم  72 شخصاً.
عليهم السلام جميعاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6
وفي اليوم السابع من محرم الحرام أمر عمر ابن سعد(لعنة الله عليه)
بقطع ماء نهر الفرات عن المخيم الحسيني.
فأتى في ذالك اليوم اسد كربلاء
وساقي عُطاشاها العباس بن علي (ع).
واخذ الماء للمخيم الحسيني ومن هذا اليوم انقطع الماء عن الحسين واهل بيته وانصاره (عليهم جميعاً السلام)
واستمر هذا الحال حتى ليلة العاشر من المحرم
وهذه الليلة سميت بليلة عاشوراء
في هذه الليلة ودع الحسين (عليه السلام)
اهل بيته وخطب بأصحابه وقال:
"أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء
أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً، ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإني قد رأيت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ، ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم، حتى يفرّج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري".
فأبوا الرحيل ڪلهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7

وفي هذهِ الليلة ليلة العاشر عاش مخيم الحسين ولهم دوي كدوي النحل بين
ساجد وراكع ومتهجد بالذكر الحكيم، فهؤلاء الأنصار هم الصفوة والخيرة الطيبة الذين اختارهم الله لنصرة دينه، فأرواحهم باعوها في ليلة العاشر، وقد اختبرهم الحسين فما وجدهم إلا مستأنسين بالموت وحب الشهادة.
أسماء هؤلاء الأنصار ومواقفهم حفرت بقلوب المحبين عبر التاريخ وبقي ذكرهم ورسمهم ممتد ما بقي الزمان والمكان، وهم من باعوا أرواحهم وأنفسهم لله في بيعة ما أروعها، حيث اجتمعوا جميعهم بقلب واحد وبصوت واحد لنصرة الحسين (عليه السلام) وعدم تركه ولو أن السباع تأكلهم
ومن هؤلاء الأنصار ومواقفهم الخالدة:

((برير بن حصين))
والله يابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فتقطع فيك أعضاؤنا، ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة.

((زهير بن القين))
لقد سمعنا ـ هدانا الله بك يابن رسول الله ـ مقالتك، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة فيها.

((هلال بن نافع))
والله ما كرهنا لقاء ربنا، وإنا على نياتنا وبصائرنا، نوالي من والاك ونعادي من عاداك.

((مسلم بن عوسجة))
نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك هذ العدو، لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، ولم أفارقك أو أموت دونك.

((سعيد بن عبدالله الحنفي))
لا والله يابن رسول الله لا نخليك أبداً حتى يعلم الله أنا قد حفظنا فيك وصية رسوله محمد صلى الله عليه وآله، ولو علمت أني أقتل فيك ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذرى ـ يفعل بي ذلك سبعين مرة ـ ما فارقتك حتى ألقى حمامي من دونك، فكيف وإنما هي قتلة واحدة ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!

يوم الواقعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن