" الفصل الأول : سكن جديد "

10K 296 65
                                    

- سكن جديد -

خرجت تلك الشقراء الصغيرة من غرفتها الواسعة المليئة بالألعاب و اخذت تسير في ارجاء المنزل الضخم حاملة دميتها المفضلة حتى وصلت لمكتب والدها الذي كان به رجل غريب يتحدث إلى والدها العجوز الجالس على المكتب ... اقتربت اكثر لتسمع ذلك الرجل يقول بهدوء : سيدي ... لقد طلبت مني البحث عن ارض في مكان هاديء بعيد عن الضوضاء ... و قد وجدت عدة اماكن ...

ثم وضع عددا من الأوراق بها صور و وصف بسيط امام السيد و اكمل قائلا : انظر ... لقد كتبنا التفاصيل و ارفقنا صورا للمناطق ...

حمل السيد الأوراق المتراصة و اخذ يتصفحها بهدوء ... فلفتت نظره كلمة ( الجزيرة الخضراء ) ... فأمسك بالورقة و نظر للصورة بتمعن ... ثم قرأ ما دون من ملاحظات و قال بهدوء : إذن ... يوجد بها قصر مهجور ...

اومأ الرجل برأسه و قال : الجزيرة لا تبعد كثيراً عن المدينة ... كما انها هادئة و لا يزوروها الناس و لا احد يسكن بها ... سكنها قبل فترة طويلة احد الاغنياء و لقد كانت ملكاً له و لكنها الآن خالية تماماً ...

ابتسم العجوز بسعادة و قال : انها مناسبة تماماً ... سأذهب اليوم لرؤية القصر ... و سيعاد ترميمه حتى نسكن به ... فأنا و زوجتي قد سلمنا الشركات لأبنائنا ... و نريد ان نحظى بالهدوء في مكان هاديء و حوله طبيعة خلابة ...

لم يتسنى لطفلة في الخامسة ان تفهم جيدا كل ما يقال ... لكنها ادركت انهم سيذهبون و يسكنون في مكان يسمى " الجزيرة الخضراء " و بما انها سجينة المنزل ... فالأمر لا يشكل فارقا بالنسبة لها ... على العكس فقد كانت تشعر بالحماس الشديد لرؤية ذلك القصر الجديد ... و تلك الجزيرة ...

اخذت تتخيل نفسها تلعب في كل مكان في انحاء الطبيعة ... و هكذا ظلت تعيش خيالاتها لعدة اشهر حتى اعيد ترميم القصر ... و تم اختيار الاثاث و وضعه و تعديل كل شيء ليصبح جاهزا للسكن ... اصبح في غاية الأناقة و الجمال ... و تمت عملية نقل كل شيء و ترتيبه ..

آخيراً ركبت الصغيرة السيارة برفقة والديها العجوزين متجهين للجزيرة ... و تحديداً إلى القصر ... و حالما وصلوا نزلت الصغيرة الشقراء و اخذت تركض بسعادة فشعرت بأحد يتبعها ... التفتت الى الخلف و اذا بها الخادمة ... فهدئت من سرعتها و ظهرت ملامح الحزن على وجهها و هي تسأل قائلة : هل يجب ان تأتي معي ؟؟

- طبعا يا صغيرتي ... فقد تضيعين فالمكان غريب عليك !!

ظهرت علامات السخط على ملامح الطفلة الصغيرة ... لكنها فكرت بالهروب ... حتى تستطيع التجول بحرية في الجزيرة ... فاستمعت للخادمة التي قادتها لغرفتها ... و حالما دخلت لتلك الغرفة الواسعة قفزت على السرير و ظلت مستلقية على بطنها لفترة ... لم تتركها الخادمة فلا يزال الخدم في فوضى و لا يوجد حارس يضمن عدم خروج الطفلة من القصر ...

قصر الجزيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن