حب من نسج الحرب
رواية
علي مناضل العكيلي
في السادس من حزيران عام 2014 للميلاد وفي تمام الساعة العاشرة صباحًا في مدينة الموصل وتحديدًا حي التحرير كانت الحكاية, كان يوما جميلا تعتلي الشمس فيه السماء والعصافير تزقزق فوق أغصان الأشجار "سالي" فتاةٌ عشرينية ذات قوامٍ ممشوق متوسطة الطول لها عينان عسليتان كبيرتان وذات بشرةٍ بيضاء وشعر بلون الذهب ناعم كالحرير؛ كانت تجلس مع والدتها إلى طاولة الطعام يتناولن الإفطار كعادتهم كل يوم نظرت إليها والدتها وحدثتها قائلةً:
-حبيبتي سالي ما رأيكِ في سيف جارنا الذي كان زميلكِ في الجامعة؟
أغمضت سالي عينيها قليلاً لتتذكر ثم نظرت لوالدتها بأستغراب وهي تسألها:
-سيف شقيق داليا صديقتي؟
ارتشفت والدتها الشاي وهي تنظراليها وتبتسم مراقبةً ردة فعل سالي واجابتها ببرود :
- نعم ياحبيبتي هو سيف الذي اقصده.
أحمرت وجنتيها وتلعثمت من شدة الخجل وبصوتٍ دافىء اجابتها وهي تتبسم :
-لماذا تسألينني عن سيف امي؟
ردت والدتها وهي تبتسم وتطالع وجهها الذي اصبح محمرا جدا فهي تعرف سالي جيدا رغم قوة شخصيتها الا انها شديدة الخجل
-يا شقية لقد أخبرني والدك بالأمس بأن والد سيف قد زاره في الورشة وطلب يدكِ للزواج من ابنه سيف وقد كلفني والدك بأن أفاتحك بالموضوع فما رأيكِ يا أبنتي؟
رفعت حاجبها الأيسر كما تعودت دائما حينما لايكون الحديث على هواها وهي تنظر اليها
- أُمي أنتِ تعرفين جيدا رأيي في موضوع الزواج فقد تكلمنا فيه مسبقاً عندما تقدم وائل أبن عمتي سحر لخطبتي ولا احب تكرارهذا الحديث كل يوم
لم تدعها تكمل الجملة حتى قاطعتها والدتها وهي تقول:
-لكن هذا الكلام كان منذ عامين ياسالي وكان رفضكِ بسبب اكمال الدراسة والآن قد أكملتِ الدراسة الجامعية وسيف شخص مناسب؛ فهو وسيم وخلوق ومثقف بالاضافة إلى انه كان زميلك في الجامعة وهويعمل في محل الحلويات التابع لوالده ونحن نجاورهم منذ زواجي بوالدك وعائلته أناس طيبون ويحبوننا جدًا ثم إن شقيقته داليا صديقتك منذ الطفولة.
رمقت والدتها بنظرة تدل على عدم تقبلها الحوار في هذا الموضوع قطعا وقالت:
-أُمي أنا أخبرتك أكثر من مرة بأن هدفي هو الحصول على وظيفة لأبدأ بتحقيق حلمي وأصل إلى هدفي وبعد كل ذلك أعدك بأن أفكر في الزواج فأنا لم أدرس وأجتهد وأثابر طيلة الأعوام التي مضت لأجلس في المنزل أنا أريد أن أكون ناجحة ومميزة في كلِّ شيء يجب ان اكون فخرا لكي ولوالدي يجب ان اكون فخرا لوطني .