Part 0

142 4 0
                                    

Part 0

سيول-كوريا الجنوبية

لهيب شمٍس حارقة تتّقد داخلي ،عقٌل يأبى التّصديق ،وذكرى ُمتعّجلةٌ تُسارُع للتّلاشي
الدموُع تُقارُع بعضها ُمتذمرةً ِمن ضيِق المكان ،تشتهي ُحريتهت ،ولكنني سأُضِحي سجانها القاسي ،لا يجُب أن تُلطخ ُعذوبةُ قطرات ّالمطر بملح عيني !
تمزْق يا قلبي فلإذني أنت ُحزن ،فقط لا تجعل غيرنا َيسمع ،أنا وأنت وحدنا من سنتشاطر البكاَء على من سلبهُ القدر ِمنا هذه أحكامه ولا إعتراضات يقبل فالموت زارنا وما أثقلها ِمن زياره على أرواحنا المرتجفة من برد الضّياع ،الِحرمان ،الوِجلة من إندثار الذّكرى
لكّنني لم أكن الُمستأثر بالشجن هُنا ،فحينها الّسماء كانت تَبكي ِهي الأُخرى ،و َنحيبها َبلغ َمسمعي عبر هزيم الرعود الساخطة ّ،تحتضُن الغُيوم بعضها خائفةً في فضاء ُمكفهر
والبر ُق ينصع ُمضيئًا ُظلمةً غلّفت الأَنحاء ،ومضات ُمتفرقة ،وثوان معدودةٌ ُكّل ما يفصلها ،لكنها ُمحاَولةٌ تُخفُق في ِإجلاء ُرعب هذه الليلة !
صرير الريح بدا كعويل الموتى أسفَل الثّرى ،أ ُيخيل لي سماُع ِنداءات استغاثَتهم ِمن تحت القُبور؟ وإن كان الأمر واِقعا فهل تكون بينهم يا تُرى؟
نسيم قارس لفَح وجهي الذي غدا مبلولا ،دموعٌ أمطرت ماذا إن ُكنت نفسي لا أعلم
قشعريرةٌ َسرت َعبر أطرافي ُمستأثرةً بآخر ما أصون داخلي ِمن قُوة ،وكيف أتسلّح ِبها إن كانت أشجار الصنوبر ِبشموِخها تُعاِنق الأرض الُمبتلّةَ بيَن ثاِنيٍة وأُخرى كَمن أصابهُ الصرع فما عاد لجسدة مالكاً
ثُّم أنا أبصرتُهُ هُناك ،يقف ُمغلّفًا بالسواد ، ُيخفي نفسهُ أسفََل ِمظلّة ما قَلّت َعتمةً عن ُكِّل ماجاورنا ! ليلَتي تزداد ُظلمةً وكأن النور ولّى هارباً من قواميِس الكون بهدوء كان ينظر إلي ،لا أستطيع ُرؤيةَ عينيه ،لكنني كنت لهُ مكشوفًا ،أناِجي العاصفةَ أن تشتد فأُخفي نفِسي بعيداً خلَف ُسيول السماء الهاوية
لكّنني لم أكن أُدبر عن نظراته ،وعلى العكس تماما فالُخطواُت بيننا أصبحت تتقلّص ، ُمخِفض رأسي أُراْقُب المياه الُمتجمعه و ِهي تنفّض فارةً ِمن بأِس حذاءه الجلدّي الأسود
لحظاٌت فقط وأصبحت أُشاركهُ المظلة،وعن العاصفِة الآن معزول ،أشعر بدفٍء ينبعُث من جسد ِه الجاف القريب ، ُمتناِفراً مع صرد أطرافي المبتله ، رفعت رأسي أنظر إليه ،فالتقِت العُيون ُمباِدرةً بالحديث
أمر غريب داخلي يحدث ، ُكل شي ٍء يخر ُج ِمن يدي؟ لم أُكن أعلُم بوجوده ،وأنني وفي يوم ما لن أعود المُتحكم به ،أكاَن ُمتخفًّيا هُناك ُمنذ البداية ؟ في َصدري
انا أَدركت لحَظتها أن قَدري الَمجهول إما أن يكوَن قد خّط اّول الَعقبات ،أو أ ّنهُ أفَرَج عن أّول الكربات !
أنا سأترك الأمر ِللأيام .

********************

التكمله على حسب التفاعل
Enjoy

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ISSORIA || JIKOOK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن