#مايو
اليوم هو يومي الأول في المدرسة كم أنا سعيدة بل السعادة لا تكاد تصف ما أشعر به هذه اللحظة
بقيت مستلقيةًَ على السرير أراقب الساعة حتى يخرج صوتة المزعج الذي إعتبرته اليوم من أعذب الألحان..
أراقبها بحماسٍ وفرح وأسمع صوت دقات عقاربها إلى أن علا صوت المنبة فأغلقته بسرعة وقفزت من فوق السرير وركضت بسرعةٍ إلى غرفة أمي
مايو:أمي أمي هيا بسرعة إستيقظي يجب أن نذهب إلى المدرسة
سايا(والدة مايو):عزيزي فلتأخذ مايو إلى المدرسة
هايد(والد مايو):في النهار هي أبنتكِ
مايو:هيا أمي أرجوكِ لقد وعدتني هيا سنتأخر
سايا:حسنا حسنا..لتذهبي وتجهزي نفسكِ وسنذهب
مايو:حاضر
خرجت من غرفة أمي مسرعة إلى غرفتي وتركت أمي تنعم ببعض الراحة ثم صرخت بأعلى صوتي بعد أن عجزت عن إرتداء الجوارب الطويلة
مايو:أمي تعاي وساعديني في إرتداء الجورب..أمــي..أمـــــي
لم أسمع رداً منها فعدت لغرفتها ووجدها لا تزال تغط في النوم
مايو:أمي هيا لقد إنتهيت
سايا:حسنا حسنا
نهضت من السرير بتثاقل ونظرت إلي
سايا:أين جوربكِ؟
قالتها بصوت لا يكاد يسمع فرديت عليها مدعيةً الحنق
مايو:لا أريد إرتدائهما
إبتسمت قليلا وقالت
سايا:عجزتي عن إرتدائهما
مايو:لا ليس كذلك والآن لنذهب لقد تأخرنا
سايا:مهلا مايو هل سأذهب بهذا الشكل
مايو:حسنا لكن لا تتأخري
أمي تتأخر كالعادة لا أفهم لمَ تضع كل هذة المساحيق
سايا:حسنا لنذهب
خرجنا نمشي في ضواحي طوكيو التي أصبحت أعرفها ظهرا عن قلب وأستقلينا قطار الأنفاق الذي كنت أظنه أكثر أماناً من أي وسيلة تنقلٍ أخرى..كنت جالسةً بقرب أمي على أحد مقاعد القطاركان آخر شيء أتذكر رؤيته هو وجه أمي التي كانت تبتسم لي قبل أن تحصل هزةٌ أرضية جعلت النفق ينهار أمام القطار فأرتطم القطار بحطام النفق
شهقت بقوةٍ بعد أن إستعدت وعيي لم أكن أرى شيئاً مطلقاً..تذكرت بعد ذلك ما حدث للقطار خفت كثيراً وبدء جسمي الذي لم يقوى على الحركة بالإرتعاش وبدأت أقلب نظري على امل ان أرى الضوء لكن لم تكن لهذه المحاولات أي جدوى..توقفت عن البحث عن مصدرٍ للضوء وتذكرت أني لم أبحث عن الشيء الأكثر أهمية..وقفت على قدمي بصعوبة وبدأت المشي ويدي أمامي حتى لا أرتطم بشيء وبدأت أنادي بصوت خائف ممزوج بالقليل من الثقه
مايو:أمي..أمي أين أنتي؟..أرجوكِ أمي أنا خائفة..إن كنتي تسمعينني ردي أرجوكِ...
توقفت عن الكلام عندما أمسك أحدهم بيدي..ظننت في البداية أنها أمي لكن..أنا أعرف يد أمي صحيح هذه يد فتاة لكنها ليست يد أمي بالتأكيد
مايو:من أنتِ؟
.......:لا تقلقي لن أفعل لكِ شيئاً سوف أبحث عن والدتكِ فقط أوصفيها لي
مايو:أمي أسمها سايا هي متوسطة الطول وكأنها فتاة في المرحلة الثانوية شعرها أسود طويل ترتدي سترةً صوفية بلونٍ أرجواني مائلٍ للأبيض وبنطال أبيض يصل إلى أسفل ركبتها وهي دائماً تضع الكثير من مساحيق التجميل
صمتت الفتاة ولم تتحدث أبداً..أمسكت بيدها وشعرت بإرتعاشها
مايو:أختي؟
......:م_ماذا؟
مايو:أنا حتى الآن أجهل أسمك
......:أنا اسمي ميساكي وأنتِ
مايو:أنا مايو اختي ميساكي أين هي أمي هل وجدتيها؟
ميساكي:لا هي ليست هنا ربما ذهبت وستعود قريباً
حاولت أن أجعل خوفي يزول فتابعت الحديث معها لكني لاحظت أن يدها لا تكف عن الإرتجاف
مايو:أختي ميساكي هل أنتي خائفة؟
ميساكي:لا لست كذك كل ما في الأمر أن الجو باردٌ قليلاً
"كاذبة"
بالتاكيد هي تكذب هي تخفي عني أمراً بالتأكيد
.
.
.
مر يومان على تحطم القطار..الناجون يساعدون بعضهم بكل شيء لكن البعض منهم فقد الأمل كلياً بالعيش لكني لست منهم..الآن أصبحت أعرف أن أمي ليست من الناجين عرفت ذلك عندما تسللت إلى المكان الذي يضعون فيه الضحايا وبدأت أتلمس أيديهم لأني لا أستطيع الرؤية حتى الآن ووضعت اللوم على عدم وجود ضوء ولم أفكر في شيء آخر..بينما أنا أتلمس تلك الأيادي الباردة كالثلج بل أكثر برودة أمسكت بيد إمرأة يدها باردة ومتيبسة إلا أن بها دفئ لا أشعر به سوى عندما أمسك بيد..أمي بالتأكيد هذه يدها..كنت أشعر بذلك منذ البداية بدأت دموعي تنساب على خدي الصغير لكني لم أصدر أي صوت ولا نحيب ولا أعرف لمَ
.
.
.
جفت دموعي تماماً بينما أنا آكل وجتي التي لا تكاد تسد جوعي..وفي حلقي غصةٌ تمنعني من إبتلاع أي لقمة..سمعنا جميعًا صوت الحفارات من خلف الصخور وتقدمنا من مصدر الصوت..هذه هي السعادة الحقيقية وأخيراً سأتمكن من رؤية الضوء..تحطمت الصخور فوق بعضها وفتح النفق وتحطم معها أملي برؤية الضوء..الجميع يصرخ ويقول أن الضوء ساطع..أما أنا فلم يكن بمقدوري رؤية شيء..خرج الجميع بسرعة بإتجاه الضوء الذي سينير باقي طريقهم..لكن أنا لم يكن لدي ضوء ألحق به لأصل لنهاية مشرقة تحت أشعة الشمس المشرقة..وقفت مكاني دون حراك نتيجة الصدمة حتى أني لم ألحظ أني خرجت من النفق برفقة أحدهم لم أشعر بفسي إلا عندما وصلت إلى المحطة..حيث حضني أحدهم ..أشعر بشهقاتة التي لم تكد تنقطع أمسكت بيدة الكبيرة كانت خشنةً قليلاً لكن بها الدفئ الذي كدت أنساه
مايو:أ_أبي هل هذا أنت؟
لم يرد بأي كلمة وضل ممسكاً بي..بدأت أنا أيضا بالبكاء معه..لا أعرف هل أشعر بالحزن لفراق بصري وأمي أم أشعر بالفرح للقاء أبي مجددا