ليس جنجومك

24 2 0
                                    

ليجيبها ببساطة : لأنكِ أصبحتي جارية الملك شهريار و ستكونين الألف بعد الإذن لمسرور
شعرت بدلو من الماء المثلج سكب عليها فهي كانت بحالة بالأساس لا يرثى لها ، وأتى هو وكما يقولون "زاد الطين بلة "
لم تجد رد سوى أنها قهقه عالياً حتى تراجع رأسها للخلف كان ينظر لها بدهشة ويتسأل بداخله أهي مجنونة ؟!
بعد أن هدأت قليلا قالت : وبالطبع أنت شهريار
لتنصدم ما هذا أحقا هي تتحدث بالفصحى اللعنة
ليجيب شهريار باستهزاء : على أساس أنكِ لا تعلمين
قررت الهدوء والتصرف بطريقة رزينة لأنها تحت رحمة هذا الذئب
لتجيب برجفة : بالطبع يا شيرو
ليعقد حاجبيه : شيرو ... من شيرو؟!
لتجيب ببساطة : أدللك .. أليس اسمك شهريار أذن كي أدللك أسميك شيرو .. شوشو
ليقول بغضب : لا .. لا أريد جارية تدللني
لترد بعض من الغضب : لست جارية
ليقول : بلا ... أنتِ بالنسبة لي جارية
لترد بغضب : بقدر علمي ... وأظن أني أتذكر أن شهرزاد كانت حرم شهريار
ليجيبها : صحيح
لتجيب : إذا لما تقول لي جارية
ليردف ببساطة : لأني شهريار ... أفعل ما أريد وأقول ما أريد
كادت أن تجيب عليه إلا أن ثرثرة "جنجومي" قطعت حديثهم لينتبه شهريار له ويقول : ما هذا ؟!
لتجيب بتسرع : هذا هو جنجومي
لم يفهم ما تقوله ليردف : ماذا ؟!
لتجيبه : هذا الببغاء خاصتي واسمه جنجومي
ليعقد حاجبيه : جنجومي ... ما معني هذا الاسم
لتجيبه : لا ليس جنجومك .. هو جنجومي أنا .. هذا يعني أنك إذا أردت أن تحدثه تقول له جنجومها ... وهاء الغيبة يقصد بها أنا
ليجيب بضيق : أشعر باختناق من كثرة حديثك
قال بصوت عالي : مسرور
لتجيب بفزع : لا أرجوك
أعبه ذلك يبدو أنه يتلذذ تعذيبها ليردف : جارية متمردة لكن مسلية
لتجيب بعناد : لست جارية
ليردف : يبدو أن سيكون لدينا جثة قبل طلوع الفجر
لتبلع ريقها بالخوف وتقول : جارية .. جارية .. لا يوجد مانع
ليبتسم بتلدد بل بتدأ يضحك وعلت قهقهته وهنا علمت أنه كان يتسلى
لتسأله : هل يمكنني أن أسألك سؤال
ليعقد حاجبيه : لم تسألني جارية قط بل بالأحرى لم يسألني أحد ... عادة أنا الذي أسأل وأحصل على الإجابة
لاندهش حقاً كيف يحدث هذا لتردف : حسناً .. من الآن وما قادم أنا من سيسأل وأنت من تجيب
ليبتسم باستهزاء : أتظنين أن هناك قادم ؟!
لتومئ : نعم ... أظن
ليعقد حاجبيه بتساؤل : ألا تعلمين مصير من سابقوكِ
لتومئ : لكنني لم أمت في القصة وسأتعامل على أساس ذلك
ليعقد حاجبيه أكثر : قصة ماذا
لتردف : لا عليك يا شهرياري
ليردف بتعجب : شهريارك ... أنا لستُ شهريارك
لتجيب بعناد : بلا أنت شهرياري ألست أنت زوجي الآن إذا أنت شهرياري
ليبتسم بخبث وهو يقترب : حسناً أيتها الزوجة .. ألا تعلمين دور الزوجة؟
لتفهم ما يرمي عليه لتردف للتتهرب من هذا : أنت تعاني حقاً يا شهريار ... حقاً تعاني
ليتوقف ويعقد حاجبيه : أعاني .. أنا أعاني من ماذا أعاني أنا ؟! أخبريني
لتردف : قبل أن أخبرك .. أخبري أنت .. كم امرأة قتلت ؟!
اجيب ببعض الغضب : أنا لم أقتل
لتجيب بإندهاش : إذا من الذي قتل ما يقرب من ألف امرأة؟!
ليجيب ببساطة : مسرور
لتجيب بحنق : ألم يقتلهم بأمر منك
ليومئ وهو يأخد قطعة من الفاكهه الموضوعة في أحد الصحون على الطاولة : لكني لم أقتل بيدي
لتجيب باستنكار : أمفهوم القتل لديك أن تقتل بيدك ؟
ليجيب بحنق : أنا لدي عذري
لتتساءل : وما هو عذرك يا شهريار ؟
ليجيب بغضب عارم : وما دخلك أنتِ أيها الجارية
لتجيب بحنق بصوت عالٍ بسبياً : أنا لستُ جارية
ليردف بغضب : لا ترفعي صوتك .. وإلا قتلتك
لتجيب : ألا تمل من هذا التهديد ؟! ... حقاً ألا تمل والجميع ينصاعون لأوامرك ليس حباً لك بل خوفاً منك ؟!
ليهدأ قليلاً ويجيب وهو يشعر بحزن عارم : لقد مللت
شعرت به وبحزنه بل وتعاطفت معه : يا شهريار .. أنا أعلم مما تعاني
لينظر لها ويقول باستهزاء : حقاً... ومما أعاني أيتها الحكيمة ؟!
لتردف : تستهزأ ؟ ... حقاً أنا أعلم لما تقتل النساء ؟
ليردف : لما أقتلهن ؟
لتجيبه بكل ثقة : ربما لمجرد أن إحداهن فعلت معك تصرف سئ أو ما شبه
ليردف بغضب : لا أحد يستطيع
لتردف : بل حدث .. والبرهان أنك أعتبرت جميع النساء هي وعاقبتهن ... أخبرني يا شهريار .. ماذا فعلت بك لتحكم على الجميع بذنبها ؟
إندهش مما قالت : حسناً أنتِ محقة يا شهرزاد .. لكن من أين علمتي ذلك ؟
لتردف وهي تبتسم : من قراءة الكتب
ليردف بتعجب : والكتب أيضاً تعرف هذا؟
لتضحك مما قال وتردف : لست بذاتك الذي تحدث عنه الكتب بل كتب علم النفس تتحدث عن الإنسان بوجه عام
ليتساءل : أهناك علم أسمه علم النفس ؟
لتومئ وهي تردف : هذه كتب تحلل شخصية الإنسان والتنبؤ بأفعاله معرفة كيفية التعامل مع كل شخصية .. فهمت ما أعنيه
ليومئ بإبتسامة : نعم .. لكني أتساءل من أين تعرفين كل هذا يا شهرزاد
لتردف : الكتب والثقافة والإطلاع على أحوال البشر وتصرفتهم ومشاكل الحياة هي التى تجعل الإنسان يكتسب معلومات أكثر ويتعامل بشكل أفضل
ليومئ : أنتِ محقة يا شهرزاد
لتردف بمرح : ألم أكن جارية منذ قليل ؟
ليضحك ويردف : وهل تحبين أن تكوني جارية إذا تحبين فأنا ليس لدي مانع ؟
لتردف : لا لا .. شهرزاد أفضل من أن أكون جارية
ليردف : أنت فتاة غريبة جداً كيف سمح لكِ أبوكِ أن تقتنيين كتباً ؟
لتردف وهي تعقد حاجبيها بغرابة : أفي هذا العصر يمنع أن تقرأ فتاة كتباً ؟
ليجيب : بالطبع لا .. لا يوجد قانون بهذا .. لكن المتعارف عليه أن الفتاة لا تتثقف بل بالأحرى لا تقرأ ولا تكتب
لتتعجب حقاً ماهذا العصر المتخلف لمجرد أنها فتاة تحرم من التعلم
لتردف : وما رأيك ؟
ليتساءل : في ماذا ؟
شهرزاد بضيق : تعلم المرأة القراءة والكتابة والسماح لها بالتثقف
ليصمت برهة ولينظر لها : حقاً لم أفكر في هذا الأمر من قبل .. ولكن بالطبع التعلم يفرق
لتردف : إذا لم لا تنشأ أماكن لتعليم الأطفال أيا كان نوعهم ذكر أو أنثى .. غني أو فقير
ليردف : يوجد المعبد ... ألا يكفي ؟!
لتنفيذ برأسها : لا ... لا يكفي ولا أظن أنه ينفع لذلك .. نعم نتفق مكان مقدس ونحترمه ولكن هذا للعبادة بما أنك ستسمح بتعليم الفتيات إذا تحتاج لمكان مخصص للتعلم به وسائل للتعلم معلمين .. وما شبه
ما هذا معبد .. لما لم يقل مسجد أو جامع
لتقاطعه قبل أن يجيبها : رويداً رويداً .. هل قلت معبد
ليومئ : نعم
لتردف بقلق : شهريار ماذا تعب تعبد ؟
ليجيب : بالطبع ألهة المعبد ... على أساس أنك لا تعلمين !!
لتنصدم وتتمتم : أستغفر الله أستغفر الله
ليردف : تقولين شيئاً يا شهرزاد ؟!
لتجيب: لا لا .. لا عليك .. ها لنكمل حديثنا ما رأيك ؟
ليتساءل : بماذا ؟
لتجيبه : بشأن مكان للتعلم كونك ستسمح للمرأة بالتعلم
ليردف بتفهم : لنوضع أولاً يا شهرزاد لم تمنع المرأة لأسمح لها
لتردف : وثانياً ؟!
ليجيب وهو يغلبه النعاس : لا يوجد ثانياً ... ينتبني النعاس يجب أن أخلد إلى النوم .. لنكمل حديثنا صباحاً
لتردف بمشاكسة : يبدو أن أحدهم قد نسى أنه سيستقبل جثة عند طلوع الفجر
ليضحك بشدة حتى قهقه عالياً ليقول بعدما أنتهى من واصلة الضحك : حسناً حسناً ... قررت تأجيل إذن موتك ... دعونا نتسلى بالسيدة شهرزاد بعض الشيء
لتردف : السيدة شهرزاد .. ألم تكن الجارية
ليجيب ومازال مبتسم : لا يكن قلبك أسود
لتومئ : حسناً ... لنرى إلى أين سنصل يا شهريار
ليجيب بخبث وهو يقترب منها : إلى الخير بل كل خير
لتحمحم بإحراج : آآ .. كـ .. كنت ستخلد إلى النوم
ليضحك وهو يومئ و يعطيها ظهره : بالطبع سأنام .. ماذا تظنين أني فاعل ؟
حقاً أعجبه ذلك لأول مرة أحد زوجاته تناقشه تعرض حلول ... لا وتنحرج منه أيضا أعجبه ذلك حقاً .. كما أعجبه ذلك الخوف والارتباك الذي يسببه لها عندما يحذرها بمسرور ... حقاً أعجبه كل ذلك
شعرت هي أيضاً بالنعاس لتترك النوم يسيطر عليها لتغط في النوم
************************************
لتشرق الشمس معلنة عن صباح جديد مشرق للبعض وقد يكون مظلم للآخر لتستيقظ روان وهي تفرك عينها ورمشت بعينها عدة مرات لتعتاد على الإضاءة لتفتح عينها لتجد نفسها في غرفة غريبة يغلب على أساسها اللون الأسود وترتدي سترة جلدية سوداء بنطال من نفس اللون وبأسفلها كنزة بيضاء مقيدة الأيدي والقدمين يجلس هو بهيبته ويواليها ظهره ويرتدي قميص أسود وبنطال من اللون نفسه ليلتفت لها ويقترب منها بخبث هو يقول بالانجليزية : لقد حان الوقت أيتها الطبيبة لنُعلمكِ ماهي حدودك
لتردف بصدمة : النرجسي تاني ... أنت طالع بمنظرين ولا ايه .. لا منظرين ايه ده تلاتة

ألف ليلة وليلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن