3

1.3K 50 119
                                    

أمضى الثلاثة الوقت يرعون و يهتمون بالصغير الذي إستفاق بصعوبة ، و كأنه أصبح جزءً منهم

يُمسك اللطيف صاحب العينين العشبيتين بيده يساعده على المشي قليلاً ، بينما المدير يُجهز بعض الأطعمة التي جلبها لهم جميعاً ، و كريس يراقبهم بصمت و لم تفارق عيناه الصغير الذي بالكاد يتحرك ، مُتعَباً بشدة و مُرهَقاً تماماً ، مضى ما يُقارب الأسبوع و النصف ، أمضى مُعظمها بغيبوبة بسبب نزيفٍ حاد و فقدانه الكثير من الدماء والذي أدخل جسده بصدمة

ربت المدير بيده على كتف الأسمر الشارد مقظاً إياه

" ... بماذا تفكر ... "

كريس بجفول : ... سيدي !! ... لا شيء .... كنت فقط شارداً ...

" ... أستطيع رؤية ذلك .... بماذا كنت شارداً ... "

كريس بتردد : ... سيدي ... كيف لهذا الصغير العيش هكذا ... أعني ... يجب أن نجد عائلته بأسرع وقتٍ ممكن ...

" ... و ماذا إن لم يكن لديه عائلة كريس ... أو ربما تكون عائلته هي من تخلت عنه ... ماذا لو أنهم لا يُريدون طفلاً معاقاً بينهم ... "

كريس : ... مستحيل ... كيف هذا ... لا أظن أنه يوجد أحد سيتخلى عن طفله مهما كانت عيوبه ...

" ... بل يوجد ... يوجد ... هنالك الكثير من العوائل التي قامت برمي أو قتل أطفالها لمجرد انهم مُختلفون ... "

كريس : ... لكن ... إنه بلكاد يعيش ... لو لم يكن بشقة الحماية لما كان على قيد الحياة الآن ... و ذلك اليوم عندما تعرض للهجوم لو لم نكن قريبين بالمصادفة لكان إنتهى منذ ذلك الوقت ... كما أنه أبله ولا يفقه شيئاً ...

"  ... يبدو أنه لامس قلبك المتحجر ... هذا لطيف~..." 


كريس بعبوس : سيدي ... قد أكون قاسياً و شرساً بتصرفاتي لكني لستُ وحشاً ... لدي قلبٌ أيضاً ...

" ...  أعلم ذلك ... و إنه قلبٌ كبيرٌ و نقيٌ جداً ... لا تقلق ... لن نتركه ... سنبحث عن عائلته ... لكن في حال لم يكن هنالك أي عائلة فأظن أنه علينا تقبل الأمر و تركه و شأنه ... "

كريس : ....

لفت إنتباههما صوت ضحكاتٍ مبحوحة ، حيث كان بالكاد تصدر ، بحةً لطيفة و جذابة ، جاعلاً منهما يبتسمون تلقائياً يستلطفانه ، ليتفاجئ الصغير برؤية صاحب الوجه الغاضب يبتسم

إقترب منه كثيراً و عينيه متوسعة بصدمة  ، يمد يده يتلمس بأنامله الرقيقة شفتي الأكبر الذي ينظر بذهول لتصرفاته و الإثنان الآخران يكبتان ضحاكتهما بقوة و هم يُراقبون ردات فعل صديقهم لتصرفات الصغير العفوية

أمسك كريس يده مُبعدها عن وجهه الذي أُصطبغ باللون الأحمر خصوصاً برؤية الرقيق أمامه بنظرات الجراء اللطيفة  ، عينين متوسعتين براقة كالكريستال ، و شفتين حمراوتين ممتلئتين شبه مفتوحة تعبر عن دهشته

صمت  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن