ظلام دامس ، اربع جدران قائمة اللون مليئة بظلال الذكريات وسطها اريكة ، كان جلس هناك وحيدا مشتتا لدرجة مرعبة و هو يحمل ايطارا لصورة لعائلة تظهر أنها في قمم سعادتها ، لم يظن يوما لقاء شتلة من عائلته ستبعثره لهذه الدرجة ، بدأ القلق يغزوه من كل الأطراف حتى ذهنه تشتت لدرجة لا يمكن استعابها ، دقائق شعر و كأنه فقد صوابه ، لما الحياة دائما عابثة معه كان سؤال واحد جعل سربا آخرا من الأسئلة تلج إلى عقله مشكلة متاهة و فوضى ضخمة في عقله ، لماذا و حتى مع سعيه للحياة الحياة لا ترده أ لهذه الدرجة تكرهه ، أحلامه آماله حبه كل شيء فيه اتظنه عبثا ، أليس هذا وقحا من الدنيا
حينها فقط رأى ماضيه ، حينما ترك كاليتيم حينما ادارت الحياة ظهرها له و لأحلامه و حطمت آماله، حتى و مع محاربته لها تظل هي الفائزة و هو الخاسر الوحيد الذي يعود وحيدا و يتشبع بوحدته حتى مع وجود كل تلك الشهرة ، قاطع خلوته مؤنسه الوحيد لي ليتسلل تلك الهمسات الثقيلة عليه
" أ لازلت تفكر في الحياة "
فرت منه همهمة خفيفة ليكمل الآخر ة هو يتقدم أكثر منه
" أ لا تظن أنك أعطيتها أكثر من حقها في التحكم في حياتك ، لازلت مثل كل مرة تلتزم الصمت و تترك الحياة تنهشك ، ككل مرة تتخفى و تتألم و لكن تأكد أن كل هذا بسببك و ليس بسبب شخص آخر ، لم تكن يوما الحياة يوما غير قابلة للهزيمة " اكمل حديثه و هو يشد على كتفه حتى غزت امارات الآلام وجهه ليجيبه
" حياتي كلها كانت عبارة عن تجربة سيئة من والدين أردا نابغة لكن النتيجة كانت مسخ جعلت من حياتهما في تدهور مستمرة " سكت فجأة و ركز على ذلك المنظر المقابل له ليهمس مجددا
"دائما ما كنت الحلقة الضعيفة فيهم ، حتى مع آلامي دائما ما أجدت التخفي و لزوم الصمت الحل الأنسب لكل شيء رغم ذلك فهناك نيران أكثر من الجحيم داخلي ، جحيمي لا يريد أن يخمد حتى مع مرور هذه السنوات إلا أن لم أستطع فعل شيء لذلك حتى مع كل هذا البذخ لم استرجع ما خسرته "
ما كان على صديقه إلا أن يسمعه و يحلل كلامه و ينتقي ما سيقوله حينما وجد استقام من مكانه لتتقابل رماديتيه مع سوداوية ملامحه
" أحيانآ نظن أننا نستطع القيام بالمستحيل لكن المستحيل يبقى مستحيلا مهما كانت الظروف الحياة قائمة على أسس لا يمكن تغيريها مهما بلغت الأوضاع حتى مع استمرار ذلك الصراع دائما كان الأسود ينفصل عن الأبيض "
مع نهاية كلامه خرج من تلك الغرفة تاركا وراءه اعاصير كبيرة
لم نكذب أبدا حينما قلنا أن الإنسان عبارة عن كتلات ضخمة من المشاعر و الأحاسيستهاوت الساعات ليسقط سواد الليل و يحل فجرا جديدا بأنوار تحمل آمال جديدة ، هنا في برشلونة ، عاصمة إسبانيا الديمقراطية ، كاتلونيا التي لا تزال تحافظ على نشاطها كالأزل ، هنا الحضارة هنا حيث الحياة
هنا في أرجاء ستاد كامب نو حيث تجمهرت الناس من أجل لقاءه ، لقاء نجم إسبانيا أدريان غراسيا السائق الموهبة الذي حارب العالم ليصعد إلى علو لن يحققه اي اسباني فتاريخ بلاده ، كأي جلس و ه9و يشاهد ما وراءه من قوة حب حينما قرر قبول دعوة رفيق دربه إلى هنا لم يستطع رفضها و بمناسبة ذلك نطق الذي أمامه
" لم أظن أن العالم مجنون بك إلى هذه الدرجة يا صاح"
ضحكا مع ليجيبه ببعض من رزانة أو يمكن حكمة
" حتى مع وجودهم لازلت فارغا كأي وقت آخر أو يمكن أكثر "
زفر الآخر بحنق ليجيبه " لازلت حبيسا للماضي لو لم تكن لكنت ابتهجت "
همهم له بخفة و جلسا قائلا" ماضيي هو مستقبلي و حاضري "
كلامه ألزم الآخر الصمت عالما أنه لن يقتنع بكلامه حتى و إن صحيحا
مع مرور الوقت و مرور الاوجه ها هو ذا أكمل عمله هنا حيث ارغمته شركات الداعمة له بإجراء هذه اللقاءات الكثيرة و التي زادت عن حدها في هذه الآونة ، مع آخر معجب قدم إليه شد انتباهه شقراء و كانت سمات الغضب محتلة جميع وجهها و قد شدته أكثر حينما أصبحت تصرخ على الجالس أمامها و لم يكن إلا رفيقه كارلوس بيريز و هذا ما تعجب منه لأنه حسب معرفته بصاحبه فهو لن يسكت عن شيء كهذا و قد قاطع شروده مدير أعماله دانيال متحدثا
" تنتظرك جلسة تصوير لصالح الجمعيات "
زفر بحنق ككل مرة متمنيا انتهاء هذا اليوم او يمكن إنتهاء هذه المهزلات لينفرد بوحدته و موهبته
YOU ARE READING
11:11 الوحوش و الملائكة
Romanceبين فصل الخريف، وفصل الشتاء هنالك فصل يسمى فصل الحب، تكون به المشاعر أقرب من أيِّ وقت للقلب