كانت تجلس في غرفتها الكبيره علي كرسي هزاز عتيق ، بكل هدوء تنظر من نافذه قصرها الكبيره التي تطل علي حديقه الأزهار والتي بدورها لا تظهر بسبب الضباب الكثيف ، تنظر للسماء وملامح الكِبر ظهرت علي وجهها وبدأت التجاعيد تظهر عليه ولكنها لا تزال تحتفظ بجمالها الجذاب والذي يجعل من يراها لا يقول انها في العقد الخمسين من عمرها.
سمعت صوت مألوف لقلبها يقول يقول بنبره حزينه:
_امي.
اجابت ببسمه وهي تنهض وتنظر للشخص الذي يتحدث:
_اعلم يا ابنتي.
ابتسمت الفتاه بحزن ثم ذهبت لأحضان والدتها والدموع في عينيها نزلت كالشلال ، قالت ببكاء وكلام غير مفهوم:
_متى يعود عامان كاملان سنموت هنا اين هو اين هم لماذا لا يريدون انا نأتي إليهم سنموت هنا حتماً.
اخذت السيده نيكول ابنتها واجلستها علي السرير ثم قالت وهي تجلس بجانبها:
_الا تثقين فيا يا ابنتي.
قالت الفتاه وهي تعود لأحضان والدتها مجدداً:
_بالتأكيد يا امي واثق ايضاً في ابي ولكن الامر انه مر عامان.
ابتسمت السيده نيكولا وهي تغير موضوع الحديث قائله:
_ما رأيكِ ان احكي قصه جميله.
قالت الفتاه بحماس:
_اجل بالتأكيد اعشق قصصك.
ابتسمت السيده نيكولا بهدوء ثم بدأت تحكي القصه لأبنتها الصغيره التي تبلغ من العمر 17 عاماً.بينما خارج القصر العتيق تجلس فتاه تبلغ من العمر 22 عاماً امام الأزهار فوق الاعشاب تتأمل الأزهار بألوانها المختلفة كان يظهر على ملامحها الحزن الشديد تنظر لكل شئ وهي تحاول إلهاء عينيها عن الدموع قليلاً ولكن قلبها لم يتحمل لتنظر حولها للسماء ولا يمكنها ان ترى شئ فالضباب يقوم بالواجب
واكثر ، سمعت صوته يأتيها بمرح:
_لماذا تجلسين هكذا ايتها الحزينه الا تبتسمين يا فتاه هل انجبتك امي وانتي تبكين ام ماذا.
قال اخر كلماته وهو يجلس بجانبها فقالت بسخريه دون النظر إليه:
_فعلت مثل الاطفال الطبيعيين اما عنك فأنا في الحقيقه لا ادري ربما تكون من تلك الكائنات اللعينه.
ابتسم بسمته المعتاده ثم قال بجديه:
_هالفيتي عزيزتي اعلم انكِ حزينه لأجل ابي ولكن عليكي ان تثقي به اكثر فرقه علماء كاملين ذهبوا إلي امريكا ليجدوا حلاً و.....
قاطعته الفتاه بغضب:
_اولاً لا تناديني هالفيتي و ثانياً ان تعلم انهم وجدوا الحل ولكنهم لا يريدون هل يمكنك استيعاب اننا البشر الوحيدون هنا في هذه المدينه اللعينه نحن محبوسون هنا كريستوفر مثل السجناء.
صمت كريستوفر هنيه حتى تهدأ ثم قال مغيراً الموضوع بعدما شعر انها هدأت قليلاً:
_حسناً جوليا لن اناديكي هالفيتي ولكن لماذا لا تحبين هذا الاسم؟
قالت بأنزعاج:
_انه اسم زهره سوداء قبيحه وانا اكرهها.
صمت كريستوفر قليلاً وهو يتأمل الزهره ثم قال بصوت هادئ:
_ليست قبيحه وليست سوداء بل لونها احمر غامق جداً يميل قليلاً إلا السواد.
نظرت جوليا له ثم للزهره وهي تقول:
_زهره سوداء قبيحه كاذبه.
لكمها كريستوفر علي يدها وهو يقول:
_يا فتاه ما هذا توقفي عن كونك مصدر الطاقه السلبيه في هذا المنزل ابتسمي قليلاً.
نظرت له جوليا ثم ابتسمت بسخريه فقال هو:
_الزهره تشبهك يا جولي تشبهك جداً.
قالت جوليا بتعجب:
_هل تعني ان سوداء قبيحه كاذبه؟
نظر لها كريستوفر بأنزعاج ثم قال:
_متى اصبحتي عنصريه هكذا يا فتاه.
قالت جوليا بتصحيح:
_لا اقصد الشكل الخارجي صدقني بل اقصد الجوهر الداخلي ليس كما فهمت يا احمق وايضاً كيف اشبهها.
تأمل كريستوفر الزهره ببسمه ثم قال:
_الزهره تبدو سوداء للناظرين من بعيد يرى البعض مثلك انها سوداء قبيحه لا احد يتمعن النظر قليلاً ليرى ذلك اللون الاحمر الغامق جداً لا احد يفهمها إلا القليل الجميع يرى اللون الأسود لا احد يرى انها زهره كباقي الأزهار ولونها الاسود اعطاها جاذبيه كبيره جداً لن يرى احد هذا إلا إذا فعل مثلي نظر للجوهر الداخلي.
همهمت جوليا بمعنى انها فهمت فأكمل:
_هي تشبهك لا احد يرى جوهرك الداخلي الجميع يرى قسوتك وإنزعاجك الدائم من اللا شئ ولكن لا احد يستطيع ان يفهمك إلا القليل.... القليل جداً.
همهمت جوليا مره اخرى بمعنى انها فهمت فقال كريستوفر:
_لم تفهمي قصدي صحيح.
قالت جوليا ببسمه:
_ربما.... قليلاً..... اعتقد.
_حسناً هالفيتي هيا ندخل للمنزل امي وكلارا بالداخل.
نهض كريستوفر وتوجه لداخل القصر وخلفه كانت جوليا وهي تبتسم بحب لأخيها.مرت الساعات لتجتمع الاسره الصغيره امام المدفئة مثل كل يوم يتحدثون ويضحكون إجتماع اسري ينسى كل من فيه جميع مشاكله ويتحدث بكل عفويه وحب.
كانت الوحيده التي لا تتحدث هي جوليا علي عكس كلارا وكريستوفر والسيده نيكول بل كانت تتأمل نار المدفئه بتمعن وفي بالها الف سؤال وسؤال والف استفسار ، قاطع تفكيرها صوت اختها كلارا وهى تقول لها:
_انتِ يا سيده حزينه ماذا بكِ في يا فتاه في العاده انتِ من تتحدثين اكثر من الجميع.
نظرت لها جوليا بتفكير ثم قالت وهي تنظر لنيكول:
_اليوم هو السادس عشر من يناير الذكرى الثانيه لرحيل ابي دون عوده دون تواصل دون اي شئ اختفى تماماً هو وفرقتكم الحمقاء وانتِ تعملين جيداً يا امي انه من الممكن الان ان ابي ميت وايضاً نحن البشر الوحيدون في هذه المدينه اللعينه وربما في إيطاليا بأكملها يفترض اننا مجانين الان.
تنهدت نيكول وهي تنظر بعيداً تحاول التهرب من الإجابة علي ابنتها لأنه لا توجد إجابه فقالت جوليا بسخريه والدموع تلمع في عينيها:
_نعم هذا ما تفعلينه دائماً تنظرين بعيداً وكأن لا شئ يحدث علي الرغم من ان ابنك الوحيد كل شهر يعرض نفسه للخطر ليذهب ويحضر الطعام لنا وانتِ فقط تهتمين بنفسك ولا تفكرين في المغادره من هذا القصر الغبي أبداً.
لم يتحدث احد فنهضت جوليا بغضب وذهبت لتصعد السلالم وتتوجه لغرفتها بينما كان الجميع يجلس بصمت بعد حديث جوليا ، قطع الصمت صوت كريستوفر قائلاً:
_هي فقط تحتاج لبعض الهدوء لتجلس وتفكر في ما قالته وستأتي لتعتذر مثل العام الماضي.
ابتسمت نيكول وقالت بشرود:
_نعم يا كريستوفر مثل العام الماضي.
عادوا جميعاً لصمتهم مجدداً وكل واحد ذهب لعالمه الخاص بعيداً عن الجميع.
مر بعض الوقت الثقيل عليهم ليجدوا جوليا تهبط من السلام و وجهها في الارض وتذهب لنيكول وتقول:
_اعتذر امي انا اسفه سامحيني لم اقصد.
احتضنتها نيكول وهي تقول بحنان:
_لا بأس يا ابنتي انا افهمك جيداً وافهم شعورك الان.كانت نيكول جالسه علي الأرض امام المدفئه ووتنام علي قدمها اليمنى جوليا وتنام كلارا علي قدمها اليسرى اما عن كريستوفر فكان يتأمل الاختان بحنان وهما غارقتان في الأحلام:
_متى سنخبرهما بالحقيقه يا امي؟
قالت ببسمه شارده:
_جوليا إن اخبرناها ربما تعلن الحرب علينا واما عن كلارا فهي مسالمه جداً تنظر لكل شئ ببسمه واسعه إذا المشكله في جوليا.
قال كريستوفر بتسائل:
_هل ستخبرين كلارا صاحبه 17 عاماً ولن تقولي لجوليا صاحبه 22 عاماً هذا جنون.
نظرت نيكول لجوليا وهي تحرك خصلات شعرها الحريري ثم اعادت نظرها لكريستوفر وهي تقول:
_هل لديك حل اخر لتفادي غضب وجنون جوليا.
_لا.
_إذاً قراري صحيح حتى يجد والدك والفريق حلاً.
.
.
♕ملحوظه♕
زهره هالفيتي هي زهره سوداء اللون تنمو في تركيا في منطقه حالافاتي (مش سوداء هي لونها احمر غامق جداً ومع الزمن بقى بتتحول للأسود) تعد من اجمل انواع الازهار السوداء جذابه لكن للأسف قلت جداً بعد بناء سد نهر الفرات.
.
.
بــــ♥قلم/رحمه ربيع.
أنت تقرأ
الزهره السوداء .....♡
Science Fictionفي عام 3009 حدث ما لم يتوقعه احد خطأ علمي اثر علي العالم والعلم والتقدم واثر علي البشر ليكونوا عرضه لتناول تلك الكائنات الغريبه. . . . بــــ. قلم/رحمه ربيع.