اين ابي ...
وعيت على الدنيا وانا برعاية امي ...
اترابي كلهن لهن اباء إلا انا ليس لدي اب
حتى تلك الصورة القديمة في ذلك الالبوم المخفي لا تساعدني على ان اتخيله واحظنه بيدي ...اريد ان اشعر بقوة ساعديه باكتافه ب ابتسامه بغضبه بفرحه بخشونة ذقنه بحرصه بخوفه
اين انت يا ياابي
وكاني ولدت كحطب طفيلي على هامش جدول يترقرق في معترك غابة تسمى الحياة
ومع مرور الايام والسنين ادركت بان ابي تخلى عن امي قبل ولادتي
لاجل امراة ثانيه
مما اثار غضب امي ... واذلها ... واشعل نار الكره الذي ابتدأ ولم ينتهي
مما جعلها ان تنهي وجود ابي من حياتي كعقاب له ...
لم ادرك ان ذلك انانية من امي ... ام تصرف صحيح ... ام استغلالي لاجل انتقامها منه
فالغت وجوده الا من صورة قديمة كاثر من آثار ابي ...
وبمطلع شبابي اخبرتني امي ان ابي قد مات منذ ولادتي ولكن خبر وفاته الحقيقي قاد مات ... ذهلت من سماع الخبر
ولم اعرف ان افسر مشاعري هل غضبت ام حزنت
ولكن الحقيقة الواحدة ان كل حلم بلقائه او احتضانه او عتاب له لما تركتني كل هذه السنين قد تلاشى وذهب في مهب الريح
لقد خسر ابي فرصة العتاب واللوم على ان القاه واعاتبه عسى ان اعذره باي حجة او تحت اي ضرف
كان من الممكن ان احبه واتعلق فيه ولا احقد عليه كحقد امي
وبعدها وانا لازلت اصارع ذلك الوجع
توفت امي واخذت معاها اخر مخبا للامان الذي اهرب اليه من وجع الدنيا وقسوتها ... وذئاب البشر كنت انثى يطمع بها القريب قبل الغريب جميلة جداً
بجسم نافر وصريح وكان ذلك يسبب لي مشاكل يوميه
فقررت ان اواجه الحياة بنفس الاسلوب الذي تواجهني به وان اخرج من ضل الخوف والحرص قدري مكتوب وانا قوية
.................................................................
لكن ابي بقي سيد افكاري وخيالي
وبقيت روحي معلقة فيه كنت اتخيله ذلك الشاب الجميل الرجولي المثير والمندفع لدرجة ان امراة اغرته واحبته فتبعها وترك امي
ذلك العاشق بخيالي لا تفسير لرغبتي في لقائه
ابي اعرف انك جميل بل الاجمل بل الاكثر اثارة وجاذبية
ولعلي لو عرفتك لعشقتك اكثر من باقي النساء ولكن بحدود الابوة ...وا اسفاه عليك يا امي لقد مات ابي مرتين
مرة على يدك ... ومرة بيد الله سبحانه وتعالى
قررت ان ابحث عن زوجته الثانيه
تلك المرأة التي خطفت ابي مني ومن امي ليس لحقدي ولكن للتعرف على ابي اكثر
لم يكن صبعا التعرف على سكنها وذهبت وطرقت الباب
ولكن لم يجب احد طالت وقفتي على ذلك الباب ليظهر احد الجيران ويقول ان البيت فارغ منذ وفاة الرجل
وان المرأة هاجرت الى بلد ثاني لم يتفق احد على وجهتها
اتضح لي ان لقاء تلك المراة اصبح مستحيلاً
لابد ان اكمل حياتي واقلع عن تلك الفكرة
...........................................................................
حاولت ان اجد عملا اعيش منه ... فامن لي بعض الأصدقاء عمل في عيادة لطبيب تجميل ... فقبل بي دون مقابلة وباشرت بالعمل وقال لي ان عملك كذا كذا وكذا واعطاني مواعيد العمل والمفاتيح...
غادرت راضية لاني وجدت عملا في مكان محترم ومع شخص محترم
اصل للعيادة قبل الطبيب انظفها وارتب مواعيد المراجعين وكشفياتهم وعند وصول الطبيب ادلخهم له
ومع نهاية الدوام ادخل شرابا ساخنا مع السجل والنقود
تصب له كاس بينما يغسل وجهه ويقول اين هو كاسك
اتردد ... فيقول كاس لي وكاس لك
فيجلس على اريكة بزاوية الغرفه ويبدا بمراجعة السجل ويتاكد منها تماما واشرح له تفاصيل البقشيش ولكنه يغضب من ذلك ويقول هذا لك لا علاقة لي بذلك ويعطيني اجري نهاية الاسبوع
كنت قد لاحظت وقوفه امام صورة لبنت بنفس عمري معلقة على الجدار
كان يطيل النظر اليها
ذات مرة دخلت وكان هوة بالحمام وقد امعنت بها جيدا
وكان قد خرج ولكني لم احس بوجوده خلفي واقفا
وقال هي ابنتي .........
قلت اين هي ....
سكت ... واختنق .... ثم ادمعت عيناه وقال لقد رحلت طلبتها السماء ولبت نداء ربها
وبعدها بقليل لحقتها زوجتي لم تتحمل صدمة رحيلها
وبدا يبكي ب هستيرية
حينها اجفلت وتجمدت ولم اعرف ماذا افعل .... لكني اشفقت عليه
وقلت في سري هل لو كان ابي سيبكي علي مثل هذا الطبيب تماما
وكنت على يقين ان ابي كان يملك عاكفة اتجاهي
ولعله اسرع الموت عليه وامي منعته من ذلك لانها تعتقد ان ابي لم يكن جديرا بي
ولكني لم اكن اشاطرها هذا الراي ... كان يجب ان احظى بفرصة التعرف اليه ع الأقل
هوة ابي شاءت ام ابت
استفقت من افكاري بسرعه لادرك اني الطبيب كان راسه بين يدي ومنهارا بالبكاء
اجلسته على الاريكة ووضعت يدي فوق راسه وقلت له انا افتقد امي وابي كلانا يعاني ذلك الوجع
واغلب الاحيان ارى فيك ابي الذي لم التقيه
اختضنته بقوة وبحنان انثى فقدت ابيها وقلت له ساحتضنك كلما احتجت لذلك
احسست ب استسلامه بين يدي وارتياحه وهدوئه وقلت له هيا لتذهب الى بيتك كي ترتاح ..... انتهى دوامنا