"الفصل الثالث"
"صدفةٌ لم تكن عابرةً"*************************
حينما أقول أنكِ جميلة، أقصد أنكِ تشبهين نجوم السماء، لربما مُضيئة و قوية ولامعة....لكنكِ بَعيدة، و قد يكون هذا هو عيبك الوحيد.
*************************
صفعه "رائف" على وجهه ثم قال بغلٍ دفين كتمه في قلبه لفترة طويلة من ذلك الفظ:
"أتمنى القلم دا يكون عرفك أنا مين ..... أنا رائف العزايزي يعني لو على الشر ناوي فـ محسوبك ليه غاوي"
جخظت عيني "مـنة" بذهولٍ حتى الجمتها الصدمة من فعل "رائف" الذي اسودت عينيه بِظُلمةٍ ثم اقترب من "ماجد" يمسك تلابيبه ثم ألصق ظهره بالحائط خلفه ثم تحدث بنفس الغِل وهو يضربه بالحائط خلفه:
"مفيش دكر بيمد أيده على بنات الناس حتى لو تخصه، إلا لو شبه دكر بقى ساعتها فيها كلام تاني"
تحدث "ماجد" بصوتٍ مختنقٍ إثر كف "رائف" الموضوع على عنقه:
"أبعد إيدك يالا بدل ما اضيعك أنا، أبعد أحسنلك"قام "رائف" بالضغط على عنقه أكثر ثم قال بغضبٍ:
"هات اللي عندك كله و أنا شاري"اقتربت "مـنة" في تلك اللحظة منهما تقول بتوسلٍ:
"سيبه يا رائف لو سمحت، سيبه و خليه يروح لحاله و كل واحد يمشي من طريق"انتبه "رائف" لتواجدها بينما هي قامت بخلع الخاتم الذي يتوسط اصبعها ثم مدت يدها به و هي تقول بثباتٍ لأول مرة:
"اتفضل يا ابن الحلال، دبلتك أهيه كل واحد فينا يشوف طريقه إحنا ملناش نصيب مع بعض"
احتلت الصدمة معالم وجه كلاهما و خاصةً "ماجد" الذي أغلق أهدابه ثم فتحها مرةً أخرى و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"أنتِ تسيبيني أنا ؟؟ نسيتي نفسك ولا إيه ؟؟"
قبل أن تهم بالرد عليه تفاجأت بـ "رائف" يلتفت له و هو و يقول بتهكمٍ رغم ثبات حديثه:
"أنا متأسف أني قولتلك إنك زي الجاموسة، أنتَ أكيد تــور، على العموم أنتَ اللي متطولش إنك تشوفها أصلًا"
مسحت "منـة" دموعها ثم قالت بنفس الثبات الواهن:
"اتفضل يا أستاذ ماجد، ربنا يعوضك بواحدة شبهك و تعوضك عن كل حاجة كنت تتمنى تلاقيها فيا بس محصلش، لكن أكتر من كدا أنا مش هقدر"أخذ منها الخاتم ثم قال:
"أنتِ الخسرانة يا منة، براحتك"قبل أن يغادر أوقفه "رائف" بقوله:
"اللي كسبان نفسه مبيخسرش حاجة"التفت له "ماجد" فيما أشار "رائف" نحو عقله و هو يقول مؤكدًا:
"احفظها كويس....الكسبان نفسه مخسرش حاجة ولا بيبكي على حاجة، طريقك سالك إن شاء الله"
أنت تقرأ
صُدفةٌ لم تَكن عابرةً
القصة القصيرةثمة بعض الاختيارات تُفرض عليكَ دون حتى أن تعلم بذلك، تقف كما المحارب الذي فُرضت عليه الحرب بدون سلاح لتتفاجأ بصوت الطبول يَعقبه صوت السهام ترمق جسدك الهزيل لتصبح حربًا موقوتة أنتَ ضحيتها الوحيدة.