الفصل الأول

3 2 3
                                    

إبتعدت فانيلا عن كيران بحزن قائلة:

ـ دعي طعامي يا كيران.. أنا جائعة!

قالت كيران بسخط و هي تضيق عينيها:

ـ أولا: هذا أصبح طعامي، ثانيا: أبعدي عينيك القبيحتين عنه، ثالثا: fuck you!.

إزدردرت فانيلا ريقها و كتمت غيظها ثم خرجت من الغرفة تاركة كيران و هي تأكل بنهم شديد، كأن أمها لم ترضعها! تسللت كيران وراء فانيلا حتى رأتها إصطدمت بشاب.. لا يبدو عليه التواضع أبدا!
قالت فانيلا بتأسف:

ـ أنا أسفة سيدي كارل.

لكن يبدو أن ذلك الشاب لن يقبل بمجرد إعتذار:

ـ لا أريد إعتذارك إجلبي منديلا و إمسحي جاكيتي!

صدمت كيران من قوله و ما زاد صدمتها هي أن فانيلا قد اخرجت من جيبها علبة مناديل و أخرجت منديلا و بدأت في مسح الجاكيت! تقدمت بصدمة و غضب، أبعدت فانيلا و تقدمت أمامها؛ قريبة جدا من كارل و دفعته في صدره ليس لخجلها من قربه بل لغضبها، ثم زجرته صائحة:

ـ يبدو أن أمك يا صغير لم تعلمك أساس الحوار مع البشر بل مع الحيوانات... لهذا أنت تعرف التعامل مع عائلتك...

ذهل كارل من هذه الفتاة، و ذهل أكثر حين وجدها تقترب منه، فرفع رأسه و مد يده لظنه أنها ستقوم بتقبيل يده و الإعتذار منه و مسح جاكيته، أمسكت كيران بيده و لوتها و لم تنتظر التهديد و قد كسرتها له، ثم لفته و ضربته بقدمها في بطنه، فسقط طريحا؛ خافت فانيلا على جرح كيران في قدمها التي ضربت بها كارل و قد بدأت تنزف، حاولت كيران بكل جهدها ألا تظهر لى وجهها أي إشارة ألم على صفحة وجهها، بدا الجرح ينزف بغزارة و مع كل نزفة كان يزيد شعور الحرق في قدم كيران لذا أسرعت إلى غرفتها و معها فانيلا التي حاولت بكل قوتها ألا تشمت به هي و كل الممرضين و الأطباء في ذلك الطابق الملعون، شرعت فانيلا في تضميد و تعقيم جرح كيران، ثم بدأت في الضحك، فسألت كيران بعدم مبالاة عن سبب الضحك، فقالت فانيلا منخرطة كل دقيقتين في نوبة ضحك على كارل:

ـ اه لو رأيتي وجهه المتورم جراء ضربك له.

ـ هاه...؟!
لم تفهم كيران مغزى كلام صديقتها فانيلا، بينما فانيلا ذكرتها بذلك اليوم
Flash memory
كانت كيران و فانيلا تسيران مع بعضهما في الليل بعدما مللتا من القصر و قررتا المشي في الطرقات أو كيران من قررت، كانتا تضحكان و هما تتخيلان وجه عم كيران و هو يصرخ بكيران لأنها خرجت في الليل و أخذت معها فانيلا، حتى وجدتا رجلا يهدد طفلا يبدو عليه الخوف و الذعر، أمسك الرجل بسلاحه التي حالما لاحظتاه توسعت حدقتا عيناهما واحدة منهم من الخوف و الأخرى من الحماس و الغضب، توجهت كيران خلفه و نقرت كتفه بهدوء، إستدار و قبل أن يعي شيئا كانت قد ألجمت وجهه بقبضتها الحديدية-كما تسميها فانيلا-كانا هي و الطفل يتشابهان في لون العينين فهما مزيج من الأزرق و الرمادي الشاحب، إبتسمت للطفل و هي تضع يداها داخل سروالها، رآها الطفل كملاك و أول ماجذب إستغرابه و إنتباهه و إعجابه هو خصلات شعرها البيضاء تماما في تلك الظلمة الحالكة، قالت له كيران كلمات لا تقال لطفل يبدو أنه لم يتعدى السبع سنوات:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مجانين في تحدي الموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن