اهلاً بك صديقي انا ارام ، منذ زمن بعيد عني وعنك كنت في الصف الخامس الثانوي وهو سنة التأهيل للكليه وكانت الاحداث تسير بشكل جيد ومنتظم قضيت اول ثلاث ايام من امتحانات نهاية العام في سلام وحتي جاء اخر يوم في امتحاناتي الدراسيه وكان يسير كالاتي .
في عام ١٩٤٠/٣/١٢ صباح يوم الاحد ، اشتعل الراديو في الصباح: "كل دقه في قلبي بتسلم عليك يا وحشني ، يا وحشني" قالت السيده مني : ياله من صباح سعيد بصوتك يا نازك .
ثم فتحت النوافذ والشبابيك ودخلت الشمس وجاءت امي ايقظتني كي اذهب امتحاني ، نهضت و جهزت ملابسي واغراضي وتناولت الفطار مع ابي ونزلت علي الدرج كي اذهب وعلي غير العادي في بيتنا في حي المعادي وجدت داخل العماره قط له شكل غريباً جداً ليس له اي شعر او فرو بتاتاً وجلده سميك ولونه يميل للبني الفاتح جداً واذنه تشبه اذن النمور بعض الشيء عندما رايته واجتمعت كل هذه الصفات في عقلي ادركت انه قط فرعوني ، اسمع الجميع يتسأل من اين اتيت بانه قط فرعوني؟! ، بختصار شديد ف انا عاشق للحضاره الفرعونيه بكل تفصيله بها ، عندما رايت القط دهشت من وجود هذا النوع من القطط في الحي واعجبت جداً به وبشكله غير المعتاد، اخذت القط وفتحت باب البدروم و وضعت به القط حتي اجده وتفحصه عندما أتي.
دخلت امتحاني وكان سهلاً للغايه وحقاً كنت سعيد بإتمامه وانهاء جميع صفوف الثانويه كي اخذ شهادة البكلوريا ، وقفت مع صديقي عوض قليلاً بعد الامتحان وسألته عن رأيه به وقد قال: لم يكن سهلاً ابدا يا صاح انت فقط تذاكر ، ضحكت انا وضحك هو ايضاً و تبادلنا الاحاديث لمدة ربع ساعه و كنت قد حكيت له ما حدث في الصباح وقال لي: اسمع يا صديقي اجواء الفراعنه هذه وقططهم و الاعبهم وكل هذا عبث ولهو ومجرد لعب سخيف وعبث انت تعبث به وتضيع وقت كبير لك في قراءة هذه الاشياء .
تبسمت له في غير رضه ابداً عن ما يقول فهذا الكلام والسخف لا يعني لي ابداً ، فعشقي للحضاره وبعثي الدائم وراءه كان يدفعني لتصديق اي شيء يدلني عن الفراعنه وتراثهم وهذه الاسرار .
بعد ان قضيت فريضة صلاة الظهر ذهبت الي منزلي وكنت مشغولاً كثيرا بالقط كثيرا وقد احضرت له سمك التونه المعلب ، دخلت وفتحت البدروم ولم اجد القط كما كان فقد وجدت العديد من الفئران تأكل في لحمه وقد تناثر كله مع رائحه كثيره للغايه وكنت مشمئزاً جداً مما قد رأيت ، صعدت الدرج بسرعه شديدة بعد ان اغلقت البدروم تماماً ، دخلت الباب البيت بعد ان خلعت حذائي ، حمدالله علي السلامه يا ارام يا حبيبي ماذا فعلت اليوم ؟ قالت ذالك امي بابتسامه علي وجهها مع بعض الامومه وهي تقول : اليوم اعددت لك طعامك المفضل ، ملوخيه وارز ودجاج مقلي .
كنت لا اريد كسر خاطرها فقلت لها : سلمت يداكي الجميلتان يا امي رائحه الطعام تشهي للغايه ، لكني سوف ارتاح قليلاً ثم اكل .
ذهبت استحممت وغيرت ملابسي و دخلت غرفتي الصغيره ، تخيل معي يا صديقي غرفه متوسطة المساحه بها العديد من الكتب وايضاً معلق الي الحائط صور لخريطة العالم وقليل من القواميس ومكتب وسرير صغير وشباك ولكن لا تتخيل انه شباكاً عادياً يشبه غيره من الشبابيك فقد كان شباك الدنيا والعالم ، نعم كما سمعت شباك الدنيا ، منذ ان كنت في الصف الاول الاعدادي وقد انعم الله علي بنعمه لا انساها ابداً ، عودة جارتي الصغيره كندا ،نعم كان شباك غرفه كندا امام شباك غرفتي وكان يسطع منه ضوء القمر .
فتحت لي كندا الشباك في تمام الساعه الخامسه مساءاً حتي تطل تلك الفتاه صاحبة الشعر الاسود والعيون بنية اللون ولون البشره الابيض المائل للوردي وقالت : كيف كان يومك يا حبيبي؟
قلت له وقد ابتسمت من سماعها تقول حبيبي : كان جيد جداً يا عمري انا وفقط كان ينقصني رؤيتك .
تحدثنا انا وهي حتي منتصف اليل وتحدثنا كثيراً جداً وقالت لي انها سوف تسافر لزيارة اهلها في للصباح ويجب عليها الذهاب للنوم وقالت الا اقلق عليها ابدا اذا تاخرت لانها يمكن ان تتأخر غداً .
ودعتها طالباً منها ان تعتني بنفسها جيدا ثم ذهبت انا الاخر للنوم .
في صباح يوم الاتنين استيقظت في الساعه التاسعه صباحاً وتناولت الفطار مع امي وابي وفي خلال تناولي ل طعامي شعرت بان شيء ما يحدث في عمرتنا وقلبي يقول لي ان هناك احد في فناء البنايه ولكن كنت اقول في عقلي لا لا شيء فقط هذه تهيؤات وخيالات تحدث في عقلي مما رايته امس ، لاحظ ابي شرودي وانني لست علي ما يرام فقال : بني ما بك لما لا تأكل وتبدو شارداً هكذا؟
قلت له: لا شيء يا ابي فقط شردت
قال : تظهر نتيجتك غداً اليس كذالك؟
اردفت قائلاً : نعم يا ابي تظهر غداً
ثم انتهي طعام الفطار وقررت ان انزل لاتناول الشاي واشم القليل من الهواء في الشارع ، عندما نزلت وكنت في داخله البنايه شممت رائحة شيء كريه جداً وكنت مشمئزا منه مره اخره ف اخذت اتصفح المكان و وجدت شيء غريب جداً وجدت جميع الفئران مقتوله ولها رائحه كريهه وكان حولها بعض الدماء وكان لزجه جداً ، ناديت حارس البنايه وسألته عن هذا المنظر فقال : انه لا يعلم وان يمكن ان يكون احد الجيران وضع لهم سم او اي شيء .
مضي باقي اليوم بشكل مستقر وطبيعي كباقي ايامي حتي يوم نتيجتي مر بسلام كبير وظهرت النتيجه فكان من حظي كليه الاداب وانا كنت اخذت داخلي قرار ان اتخصص في قسم الاثار .
لم تكن الايام تسير بشكل مستقراً او استقراراً كبيراً ، لان في هذا الوقت كانت مصر تحت احتلال الانجليز وكان احوال البلاد غير مستقره ابداً وفي هذا الوقت كان الملك فاروق في سنينه الاوله للحكم ولم يكن حكمه ناجحاً ابداً وعلي الرغم من ذلك كان اكثر ملوك اسرة علي باشا شعبيه بل هو اكثرهم علي الاطلاق وكان ابي دائماً ينتقد حكمه والاسره بأكملها .
في مساء يوم الاربعاء جاء محمود ابن خالتي وجلست معه وتحدثنا كثيراً وكنت مشتاق له حقاً ، قال محمود : مبارك لك النجاح يا ارام .
قلت له : مبارك لي ولك يا اخي .
اردف قائلاً : غداً سوف نذهب انا ورفاقي الي الاهرامات وسوف نقضي اليوم في الخارج نأكل ونمرح ما رايك ان تذهب معنا؟
اردفت قائلاً : ليس عندي اي مشكله سوف اعد نفسي لكي نذهب غداً
جلس محمود معنا لمدة ساعتين وكان حديثاً رائعاً وراق لي جداً حول الفراعنه والاهرامات وغيره
دعني يا صديقي اخبرك بشيء، الاهرامات ما هي الا بوابات كبيره جداً، بوابات نجميه لعالم غير عالمنا وحياه غير هذه الحياه ، عالم يسكنه مخلوقات اخري لها شكل اخر وطباع اخري غيرنا .
هذا الكلام كنت قد قرأته في صحيفة يوم الاربعاء قبل ان اسمع عن خبر مقتل الصحفي الكاتب احمد عبدالرحمن في ظهيرة يوم الاربعاء وهذا لم يكن اول حادث قط ، فمنذ شهرين قتلت صحافيه شابه تدعي علياء حسن في جريمه بشعه جداً بعد ان كتبت نصاً كبيراً تظهر فيه ان لا شيء يوجد اسمه لعنة فراعنة وهذا الحادث سبقه عدة حوادث اخري وجميعهم يموتون في جريمة قتل بشعه ، هل هذا امر غير مثير للاستغراب؟
هكذا كان ليلي كنت اسأل نفسي عدة اسأله حتي غفوت
أنت تقرأ
العوالم الخفيه
Aventuraحياه هادئه ثم يملئها القلق والتوتر والبحث اسرار العالم الاخر والموازي وشاب يقع بين السماء والارض وشكل الهرم يلاحقه ومخلوقات من العجائب وما خفي كان اعظم