بعد انتهاء اجازه منتصف الفصل الدراسي الاول في إحدى مدارس الثانوية للبنات، بينما كانت الطالبات يتابدلن الاحضان الحاره وسط الاجواء البارده في ممر صفوف المرحلة العاشره... كانت (ساره) منعزله تماما عما يدور حولها في العالم الخارجي، اذ اخدت تحدق في الفراغ وتتذكر احداث الليلة الماضية متجاهلة سخريه بعض الطالبات الاتي اطلقن عليها لقب ”ابو الهول“
وفجاه قطع حبل افكرها صوت قادم من بعيد....
_(ساره)...(ساره)... الا تسمعينني اناديك؟
لم تجب (ساره) واكتفت بالصمت والنظر لاسفل كنايه عن التعب والارهاق
_كيف حالك ياعزيزتي؟ اشتقت لك كثيرا.
طبعت (هند) قبلة على خد صديقتها، ثم سالت في استغراب:
_ لماذا يبدو وجهك شاحب اللون؟ الم تنامي ليلة البارحة
تنهدت (سارة) بقوة قبل ان تقول في بنبره قريبه من الصراخ:
_ وكيف لي ان اغمض عيني في ذلك البيت الذي تنعدم به الرحمة والإنسانية؟!
قالت (هند) في دهشة:
_اوه، ماذا حصل؟!
_ لقد تشاجر والداي طول الليل ولم استطع النو..
صمتت (هند) منتظره صديقتها تكمل حديثها، ثم انطلقت قائله:
_ولكن هذه ليست اول مره يتشاجران فيها!..
_اعلم ولكن قررت والدتي ان تذهب الى بيت اهلها واقسمت انها لا تريد رؤيه ابي مره اخرى..
_وماذا عنك؟ هل ستذهبين معها؟
_هذا هو سبب شجارهما، لقد ارادت هي ان تاخدني معها وبينما هو يرفض ذلك..
قالت (هند) بقوة...
_وكيف له ان يرفض ذلك؟!... بالطبع لن تتركك والدتك معه ومع الزجاجه التي يشربها على مدار اليوم!!
احمر وجه (ساره) خجلا ونزلت راسها لاسفل فشعرت صديقتها بالحرج لما قالته...
_اوه... اعتذر عن افعالي بسرعه لم اكن... لم اقصد ما قلته
قالت
(سارة) محاوله تهدئتها وتغافل خطئها:
_لا عليك اظن انه...
قبل ان تكمل ساره جملتها الاخيره انضمت اليهما صديقتهما التي جاءت من نهاية الممر بحثا عنهما، وسرعان ما صاحت عندما
راتهما:
_صباح الخير ايتها الخائنتان!.. يا سلام!... اشوف نسيتوني ها يعني فوق طلعاتكم اللي بالعطلة بدوني الحين مخليني بروحي وصار لي ساعه ادور عليكم
قالت (هند) ساخره:
_اسمحي لنا يا (شيخه) نحن لا نتكلم مع الغرباء الذين ليسوا في فصلنا...
ثم رفعت يدها ل (ساره) وصفقت كل منهما بد الاخرى فضحكت:
(هند) او بالاحرى صاحت _بصوت عال...
فقالت (شيخه) مازحه ل (هند):
_ اخرسي ارجوك انا لا اتكلم مع اعدائي... ما بها قطتي الاليفة حزينه؟ اكنت تبكين قبل قليل يا (ساره)
فاجابت ” الحزينه‟
_ لا انا فقط متعبه...
تدخلت (هند) قائله:
_اوووه، لقد تشاجر والداها بالامس وانت اخر من يعلم! وفوق هذا تناديها ”قطتك الاليفه‟!...
سالت (شيخه):
_لماذا؟ ما الذي حدث
كادت ( هند) ان تشرح لها ولكن سبقتها (ساره) موضحه:
_ في الاونه الاخيره زادت شجارهما الى حد لا يطاق فمنذ فتره طلبت والدتي الطلاق من ابي ولكنه رفض، وما زال يرفض لا اعلم ما الذي يريده بحق الجحيم؟! لا يريد ان يتركنا نعيش بسلام ولا يوافق على الطلاق!
