الجزء الثاني و الاخير

14 2 0
                                    

ملاك ليل
جزء الثاني
ليل: ملاك هل أنتي هنا
رفعت ملاك جناحيها ونظرت إلى ليل
ملاك: ما زلت هنا لكن طعامك السيئ سبب الألم في معدتي
ليل: أنا آسف أنا أعيش وحدي ومازلت أتعلم إعداد الطعام
ملاك: هل حل الليل أم ما زال بعيدا؟
ليل: لا لقد اقترب لكن أن ذهبتِ كيف سوف تعلمين  أنني أصلحت أخطائي
ملاك: سأكون في السماء أرى كل شيء
ليل: كل شيء كل شيء؟!
ملاك: اجل
نظر إليها نظرة طويلة ثم أكمل
ليل: حسن ساتفقد المكان بالخارج
وقف ليل وبداء في اكتشاف طريق الخروج في هذا الظلام
ثم عاد بعد قليل
ملاك: هل حل الظلام؟
ليل: لا لكن منظر الغروب حقا رائع ليتكي تستطيعين رأيته
ملاك: لا لا استطيع
ليل: اجل اعرف ذلك... حسنا سأنام قليلا حتى يحل الليل
ملاك: ومن سينتظر قدوم الظلام؟
ليل: لا تقلقي الظلام  لا مهرب منه
واستلقى على الأرض وأغمض عيونه
نظرت إليه ملاك وقالت
ملاك: ما الذي يجعل شخص مثلك يقدم على الانتحار تبدو حياتك هادئة؟
ليل: أجل هادئة أكثر من الازم
ملاك: ماذا تقصد؟
ليل: ارتكبت الكثير من الأخطاء في حياتي حتى أصبحت بهذا الهدوء المميت
ملاك: تقصد أنك لا تحب الهدوء
ليل: بل لا أحب هذا الفراغ حاولت كثيرا أن تكون حياتي مشرقة لكن في كل مرة كنت افشل اظن اني لست جيدا كفاية لفعل ذلك
ملاك: وماذا ارتكبت انت اخبرني؟
ليل: كثير جدا
ملاك: وما أكثر شيء ندمت عليه؟
ليل: فيونه
ملاك: فيونه؟!
ليل: اجل فيونه أول مرة رأيتها كان في العمل كان اول يوم لها كان المكان مزدحم جدا ومع ذلك لم اكن ارى سواها كأنَ لا أحد غيرها في المكان كانت عيونها تدمع، تكاد تشبه طفلة في اول يوم لها في المدرسة وهي خائفه ودموعها تلمع في عيونها كان من الواضح انها تحاول ان تكون متماسكة لكن شجاعتها خانتها ففرت هاربة إلى الخارج وظنت أنها لن تعود لكن بعد فترة عادت وكانت تمسك في يديها نسكافيه واتجهت نحوي ووقفت امامي تسألني
فيونه: مرحبا انا فيونه المتدربة الجديدة هل يمكنك ان تخبرني اين اجد مكتب الاستاذ ليل اعتقد؟
ليل: انتي المتدربة الجديدة
فيونه: اجل
ليل: انا الاستاذ ليل انا من سيشرف على تدريبك
لا أعرف ماذا حدث أو ربما لا اتذكر لكن اتذكر نسكافيه ساخن وهو يسقط علي ثيابي
ثم صمت ليل كأنه يرى كل ما حدث ذلك اليوم كانه حلم جميل من الماضي
ملاك: ماذا حدث بعد ذلك اخبرني؟
ليل: أصبحت تعمل معي وتحت امرتي كانت فتاة رقيقة جدا وكانت مجتهدة لكن كان ينقصها ثقه بنفسها وبينما أحاول ان أعلمها الوثوق بنفسها اكثر وقعت في حبها كانت دائما اغازلها بأجمل الكلام واقول شعرا واسرح في جمالها بساعات كانت دائما تقول لي
فأعاد ليل رأسه إلى الخلف وكانه يراها ويسمعها وهي تقول
فيونه: دائما أرى نفسي جميلة معك
ملاك: واين هي الان؟
ليل: رحلت مثل الجميع
ملاك: لماذا رحلت الم تكن تحبك
ليل: بلا كانت تحبني لكن انا من كنت خائفا  لم اتخيل في حياتي ان يكون لدي زوجة ومسئوليه مثل هذه وهي لم تستطع فهم ما اقصده بل ظنت اني اتهرب من الزواج بها  لذا رحلت وتركت العمل أيضا
ملاك: اذا انت لا تعرف أين هى؟
ليل: بل اعرف
ملاك: اذا لماذا لم تتحدث معها؟
ليل: هذا ما اندم عليه لكن لا يمكنني الذهاب إليها لاوضح اي شئ لا أعرف ما يمنعني عن ذلك لكن لا بأس  ليست اول من اخسر
ملاك: من خسرت ايضا لما لا تخبرني حكايتك من البدايه؟
ليل: حين كنت صغيرا تشاجرت امي مع ابي وتركت المنزل وبقيت انا مع ابي هو من اعتنى بي حتى الآن لا أعرف شئ عن امي سوا عنوان من الرسائل التي ترسلها لم أفتح ولا واحدة كل تلك السنين بعد وفاة أبي اصبحت اعيش وحدي كان لدي صديق نتشارك كل شيء معا حتى أنه كان يعيش معي هنا لكنه فضل سفرا والعمل خارج البلاد وتركني وحدي ف أصبحت أعيش وحيدا ليس لدي سوى عملي وحتى هذا خسرته بسبب شجار مع مدير المكتب خسرت عملي أصبحت وحيدا ويأس من كل شيء لم يعد هنا شيء أعيش لأجله لذا أريد الموت وحتى الموت رفض استقبالي
ملاك: لِمَ لم  تقرأ رسائل والدتك من قبل؟
ليل: لا أريد سماع أعذار لا فائده لها مثل أنها كانت مجبورة علي تركي والرحيل وعدم السؤال عني أو رؤيتي ولا مره كل هذه السنين
ملاك: وما ادراك ان هذا هو محتوى الرسائل؟
ليل: هذا المتوقع
ملاك: لن تخسر شئ إن قرأتها
ليل: لا لقد أقسمت علي عدم فعل ذلك لأبي
ملاك: اذهب اليه اذا
ليل: لماذا؟
ملاك: لانك يجب ان تعيش مع أشخاص مثلك لا يمكنك العيش وحيدا
ليل: لن اعيش انتي ملاك الموت إذا اعتبر ميت
ملاك: الحقيقه انا لست ملاك الموت
بد علي ليل القليل من الخوف حاول ان يخفيه
ليل: اذا ماذا تكونين؟
ملاك: نحن مخلوقات مثلكم ولدينا عالم وحياة وأصدقاء وعائلة مثلكم تمام
ليل: واين عالمكم هذا ولماذا لم نرى أحد منكم من قبل؟
ملاك: نحن نمتلك عالما خاصا بنا لا يستطيع احد منكم دخوله في الواقع نحن ايضا لا نخرج منه لكن انا كان ينتابني الفضول حول عالمكم وحتى ان احب الطيران في سمائكم لذا كنت آتي ليلا وأحلق في السماء لفترة قصيرة واعود الى عالمي ورايتك انقذتك والآن لم أرغب في أن تعرف حقيقتي اكد كلامك لكن لست ملاك الموت وأنت لن تموت
عاد ليل الي جلسته الأولى
ليل: هذا غريب اذا انتي احد اسرار الكون؟
ملاك: شئ من هذا نوع
ليل: هل عالمكم جميل
ملاك: اجل ومظلم دائما لا يأتي نور لدينا مثلكم
ليل: لا أعرف لكن لا اظن ان هذا جميل
ملاك: ليس بنسبه لك
ليل: حسنا
ملاك: الن يغير هذا شئ من رايك
ليل: بشأن ماذا؟
ملاك: والدتك
ليل: لا
ملاك: اذهب اليه ربما يكون هذا شئ الجيد في حياتك
ليل: وإن لم يكن؟
ملاك: انت لا تحب عالمك هذا صحيح؟
ليل: صحيح
ملاك: ما رأيك إذا أن تأتي معي الى عالمي؟
ليل: الي عالمك
ملاك: اجل
ليل: خذيني اذا انا موافق
ملاك: لكن هناك شرط
ليل: وما هو
ملاك: ان تقطع علاقتك بي هذا العالم
ليل: كيف!
ملاك: يجب ان تذهب الى تلك الفتاة وتخبرها الحقيقة مشاعرك وتذهب الي امك وتودعها وانا سانتظرك هنا حين تفعل هذا ساصطحبك معي الى عالمي عند حلول الظلام
ليل: وكيف  سوف تعرفين اني فعلت هذا؟
ملاك: أنت تحفظ القسم لذا يجب أن تقسم لي أنك ستفعل هذا
ليل: أنتي تجبريني على القيام بما لا أريد
ملاك: هذا هو مقابل مغادرتك هذا العالم هل أنت موافق
فكر ليل قليلا ثم قال ببعض من الغضب المكبوت
ليل: موافق
ملاك: تحرك إذا لديك حتى حلول الظلام فقط
قام ليل وخرج من الغرفة واغلق الباب وقام بالبحث عن أي رسالة حتى وجد واحدة وأخذها واتجه إلى شارع حينها توقف
ليل: أظن أن يجب أن أذهب إلى فيونه أولا
وربما أنا لا أريد الذهاب الى امي
ظلا ليل يسير أمام بيت فيونه لا يعرف ماذا يفعل حتى تفاجأ بها امامه
ليل: فيونه
فيونه: ليل ماذا تفعل هنا؟
ليل: اردت فقط ان اقول لك
ثم اخذ نفس طويل وتحدث بسرعه
ليل: احبك وانا لم اكن اخدعك انتي من فهمتي قصدي خطأ أنا فقط لم اكن مستعد للزواج لو انتظرت فقط قليلا ربما كنت استطعت ان تفعلها واكون معك لكنك رحلتِ ولم تنتظري انا فقط اتيت لاخبرك اني لم أخدعك انا احبك حقا وداعا
قالها بسرعه ورحل لم يترك لها المجال للحديث  فقط رحل وظل يمشي في شوارع حتي وجد نفسه أمام منزل امه اخذ نفس طويل وتردد كثير حتى انه كان سيرحل لكن استجمع ما يملك من شجاعة ليس فقط لأنه يريد رحيل من هذا العالم بل لأنه اشتاق اليها كثيرا اخيرا طرق الباب
فقامت فتاة جميلة بفتح الباب
الفتاة: مرحبا من تريد انت؟
هنا ظهرت امه
امه: من علي الباب يا منه؟
منه: لا اعرف يا امي
امه: ليل ابني
حين راتها ركضت اليه واحتضنته وظلت تبكي وتقول اخيرا قرات رسائلي
ليل: ماذا؟
امه: كنت أعرف أنك لم تقرأ رسائلي كل هذا الوقت لأنك لو فعلت لاتيت منذ زمن
ليل: لا لم أقرأها حتى الآن اتيت فقط لي...
أمه: أعطني فرصه لأخبرك ما حدث أرجوك لا ترحل علي الأقل اسمع ما سأقوله لك
ليل: لا لا أريد
منه: مهلا أخي أنا الآن فقط عرفت أن لدي أخا أكبر من سنن أرجوك لا ترحل
هيا ادخل
سحبت منه ليل إلى داخل وجعلته يجلس
وقالت بي مرح
منه: لحظه فقط أحضر الشاي
جلست أمه أمامه بعيون باكية وقالت
أمه: أنت تذكر اكيد شجار مع والدك حينها قام والدك بطلاقي والقائي خارج المنزل وأنا لم يكن لدي أي شئ ولم أعرف ماذا أفعل
ليل: وما كان سبب الشجار لماذا تطردك أبي من المنزل
امه: كنت مصابة بي سرطان وكنت أحتاج الي علاج لم اكن اريد الموت اريد ان اربيك حتي تكبر لكن والدك قال إنه لا يمكنه التكفل بعلاجي وحين قلت له ماذا نفعل
قال  لا علاقة لي بك انتي طالق وطردني من البيت كنت أمشي في شارع لا أعرف ماذا أفعل وأين أذهب وفجأة سقط على الأرض وفقد الوعي حينها أخذوني إلى المستشفى وقتها عرف الطبيب اني مصابة بسرطان وقام هو بعلاجي حتى شفيت تماما بعد ان ظننت أني سأموت بهذا المرض شُفيت وتقدم طبيب الذي عالجني بطلب يدي للزواج وهو يعلم كل ما مررت به وافقت حينها وتزوجته حاولت رأيتك كثيرا لكن كان والدك يرفض ولكن لم ايأس حتى قال لي إنك أنت  من ترفض رؤيتي حينها بدات في ارسال لك رسائل لاخبرك ما حصل على امل ان تسامحني لكنك لم ترد على رسائلي ولا حتى أتيت لذا عرفت أنك لم تقرأها فكنت ارسل لك كل يوم لكن أخبرني لو انك لم تقراء الرسائل ما الذي دفعك لتأتي إلي بعد كل هذه سنين
ليل: ملاك... ملاك هو من أجبرني على القدوم إليكِ
أمه: لقد عرفت الحقيقة الآن هل سامحتني؟
وقف ليل وقال
ليل: أنا يجب أن أذهب
وقف عند الباب وقبل أن يخرج نظر إليها وقال
ليل: أنا أسامحك يا أمي
ابتسمت أمه من بين دموعه وكان شمسا أشرقت أخيرا بعد ظلام دام طويلا
عاد ليل إلى شقته وكانت ملاك كما هي
ملاك: ماذا فعلت؟
ليل: ما طلبته
ملاك: تقسم
ليل: أقسم
ملاك: وهل مازلت تريد القدوم معي؟
ليل: لا أعرف
ملاك: كم تبقي على حلول ظلام؟
ليل: القليل  جدا
وهنا سمع ليل صوت جرس الباب
ليل: لا تصدرين صوتا حسنا ساتفقد من واعود
ملاك: حسنا
فتح ليل الباب وتفاجئ بي منه ومعها شاب من الواضح أنه يصغرها سنه
منه: رحلت سريعا لذا اتيت واحضرت معي طعام
ودخلت الى  الشقة دون أن يسمح لها ليل حتى
نظر ليل الى شاب
الشاب: انا ياسر وانا ايضا اخوك
ودخل ايضا مثل منه
ليل: ماذا يجري هنا؟
ياسر: هل تعيش وحدك هنا؟
ليل: اجل
ياسر: كم انت محظوظ ايمكنني ان اتي واعيش معك هنا بدل العيش مع تلك الحمقاء؟
منه: سمعتك ايها الاحمق
ياسر: وماذا في ذلك لست خائفا منك
ليل: توقف انت وهي لماذا اتيتم الى هنا؟
منه: لكي تتعرف أنت و اخوك وأنا لن أتركك وحدك ابدا
ياسر: وانا  ان لم تنتقل للعيش معنا سانتقل انا الي العيش معك
منه: هيا نتناول طعاما لقد اعدته امي وانا احضرته
ياسر القى بنفسه على الأريكة وامسك جهاز التحكم عن بعد
ياسر: هل يعمل هذا التلفاز؟
ليل: أجل وقاما بتشغيله
وجلس وهو واخوته يشاهدون تلفاز وياكلون حتي سمع صوت جرس الباب
فتح ليل وكانت فيونه
فيونه: اعلم ان الوقت متاخر لكن لم استطع نوم ولا أعرف ان كان هذا سيشكل فرقا لكن انا اسفه لان لم افهمك وانا... أنا أحبك
وفجأة انطلقت صافرة من ياسر الذي يقف خلفه
وذهبت منه إلى فيونه وسحبتها إلى داخل وهي تقول
منه: بطبع يشكل فرقا هيا تعالي
فيونه : من هؤلاء؟
ياسر: أنا ياسر وهذه منه نحن إخوته
نظرت فيونه إلى ليل
فيونه : كنت أظن أنه ليس لديك أخوات
ليل: حكاية طويلة واغلق باب شقه وجلس معهم
فيونه : ليل لما أتيت الآن فقط وأخبرتني لماذا لم تأتي من قبل لم تكن تعلم مكاني؟
ليل: لا كنت أعرف
فيونه: اذا لماذا أتيت الآن فقط؟
ليل: لانني كنت قد قررت رحيلا بعيدا
نظره ثلاثه له وقالوا في صوت واحد
والآن
ليل: في الواقع... لا أظن أني سأرحل لا أريد الرحيل وترككم
جرت منه إليه واحتضنته أخيرا لدي أخ أكبر مني
وقف ليل وقال
ليل: لحظة واحدة فقط
دخل ليل الغرفة واغلق الباب
ليل: ملاك لقد حل الظلام
ملاك: إذا هل ستأتي معي؟
ليل: لا لم أعد أريد الرحيل لكن أتمنى أن أراكِ مرة أخرى
ملاك: وأنا أيضا
فتح ليل الشرفة لي ملاك وقام بتوديعها
ودعته ملاك وطارت بعيدا وبينما هو واقف ينظر إلى السماء حيث اختفت ملاك في سوادها
اشتعل نور الغرفة وكانت فيونه
فيونه : إلى ماذا تنظر هل هناك شيء؟
ليل: لا ليس هناك شيء هيا نعود إلى أخوتي قبل أن يتشاجر مرة أخرى
الحياة سهله جدا ودائما مشرقة حتى في سوادها مشرقة نحن فقط من نجعلها صعبة ونحن من نختار الأسوأ لي أنفسنا ف ليس كل منا ستحصل له معجزة تعيد إلى عيونه نورا يجب أن نحارب أنفسنا ونقول لها كل يوم أنها تستحق الحياة وأن الشمس دوماً تشرق بعد ظلام
& & & & & & & & & & & & & &
بقلم: ولاء محمد"أنثي الكتاب"

ملاك ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن