ثلاثة أدلة استدل بها القائلون بجواز كشف الوجه ؛ والرد عليها

28 6 0
                                    

دليلهم الأول:

‏استدلوا بحديث سفعاء الخدين.. وهو ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم  توجه في آخر خطبة العيد
للنساء...ثم أمر النساء بالصدقة...


قال جابر: فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله؟.. إلى ‏آخر الحديث..

‏والشاهد منه أنهم قالوا: سفعاء الخدين؛ أي: في  خديها تغير وسواد.

‏قالوا: فمن أين عرف جابر - راوي الحديث - أنها سفعاء الخدين وعرف لون خديها..
إلا لأنها كانت كاشفة وجهها فرأى صفة خديها..



والجواب عن استدلالهم به:

‏أولاً: قد روى القصة نفسها صحابة كثير غير
جابر؛ كلهم حضروا الصلاة ورأوا المرأة؛ ولم يذكر أحد منهم صفة خديها فروى القصة أيضًا أبو
هريرة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر
وأبو سعيد الخدري رضي الله  عنهم فلعل جابرًا
كان يعرف المرأة من قبل ورآها قبل الحجاب؛
أو أن لفظة: سفعاء الخدين هي لقب للمرأة؛ لذلك
لم يعرف عنها هذا الوصف إلا جابر..


‏ففي رواية ابن مسعود قال: فقالت امرأة ليست
من علية نساء: وبم يا رسول الله''".

‏و رواية ابن عمر قال: .. فقامت امرأة منهن جزلة (قال النووي في شرحه: جزلة بفتح الجيم: تامة الخلق (أي: قوية البدن) وكلامها جزل أي: شديد) فقالت: وما لنا يا رسول الله؟
فانظري كيف لما رأى تكامل جسدها من بعيد
وصفه فقال: جزلة؛ ولم يذكر صفة وجهها..

‏وفي رواية ابن عباس قال: فقالت امرأة واحدة
لم يجبه غيرها منهن: نعم يا نبي الله؛ لا ‏يدري
حينئذ من هي؛ قال: فتصدقن

‏و رواية أبي هريرة قال: ‎٠‏ فقالت امرأة منهن:
ولم ذلك يا رسول الله؟

و رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقلن:
ولم يا رسول الله؟

فهؤلاء خمسة من الصحابة كلهم حضروا الحادثة
غير جابر رضي الله عنه  ولم يذكر واحد منهم
صفة وجهها؛ فلعل جابرًا كما تقدم كان يعرف
وصفها من قبل أو أنه لمحها أول ما قامت وقد
سقط خمارها عن وجهها.. أو غير ذلك..

ثانيًا: أن هذه المرأة إن كانت فعلاً كاشفة وجهها
فقد تكون من القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا؛ وذلك لأن الفتيات الشابات ليس عندهن
من الجرأة أن تقوم في محفل كبير كهذا وتتكلم بصوت عالٍ يسمعه الرجال. فلعلها لكبر سنها رأت نفسها كالأم للجالسات فقامت تسأل..

ثالثا: أن قوله: من سطة النساء.. سفعاء الخدين
أي: ليست من أعاليهن نسباً وفي  خديها سواد؛
وهذا الوصف في الغالب ينطبق على الإماء المملوكات؛ وهن لا يجب عليهن تغطية وجوههن كوجوبه على الحرائر..


يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن