ℂ𝕙𝕒𝕡𝕥𝕖𝕣 3

102 8 7
                                    

  ظللتُ مترقبًا لما سيحدث.. جالس في زنزانتي تحت الضوء المشع من الجسم الفضي الذي يزين السماء.. تلمع النجوم هذه الليلة.. بإمكاني رؤيتها من النافذة الواقعة في أعلي الجدار في الزنزانة... قد تبدو جميلة و هي تلمع لكن لا أحد سمع معاناتها... لا أحد فكر في شئ سوي جمالها و هي تصدر بريقًا... لا أحد انتبه إلي ألمها و هي تشتعل بقوة...

  صحيح.. العالم لا يُرَي فيه سوي ما نريد رؤيته... المرء فقط يعمي عن رؤية الجوانب المؤلمة و يتجاهلها رغم علمه بوجودها.. لكن أنا... لن أفعل !...

  فكرت.. ,, لماذا العدالة عدالة في حين أنها ليس بها شئ من العدل..؟ ،، إن افترضنا كون أحدهم ارتكب جريمة -بغض النظر عن كونه يتعمد فعلها أو لا- و عوقب عليها بالإعدام أو أيًا يكن..
أليس من سيقتله ذاك هو أيضًا...
مجرم...؟

  القتل جريمة... إن أجرم أحدهم و عوقب بأن يُقتَل سيكون الشخص الذي عاقبه هو أيضًا مجرمًا لكونه قتل... -لكن الجميع يتجاهلون هذا و يتعمدون عدم رؤيته-  -يعمون عن الحقيقة-....

  حتي لو فكر أحدهم بنفس فكرتي.. إن استمر العقاب للمجرمين بعقاب فيه جرم كالذي ارتكبوه في المقام الأول فلن يكون هذا عادلًا أبدًا... و إن تم عقاب المسؤولين عن عقاب المجرمين بالجرم و انطبق العدل لن تستمر الحياة...ألا أنه من الخاطئ أن يعمي المرء عن الحق... إن كانت الحقيقة مرة فعلينا تقبلها و تنفذيها...
لكن بسبب عدم فعل ذلك نحن نعيش عدالة مزيفة... حتي لو كانت توفر الأمن و المتطلبات اللازمة لمجتمع سليم فهذا لا يعني أنها عدالة...

- " و لهذا... الجريمة و العقاب أصدقاء ! " -

مجددًا...؟ ذلك الصوت بين صوت أفكاري.. قد يكون هذا صحيحًا...
بالتفكير في الأمر... العقاب علي الجريمة يكون بجريمة أخري.. لكن ذلك العقاب يعَاقِب و لا يعاقَب.. أي أن الشخص الذي يعاقِب بفعل فيه إجرام لا يُعاقَب علي هذا الإجرام و لا يعد مجرمًا... و بسبب هذا الفارق الظالم كان الجريمة و العقاب أصدقاء...

***

-ليس برواية أحد...-

في مكان آخر من السجن..
في مكان علاج المصابين..
يرقد راسكولنيكوڤ حوله الأجهزة الطبية و المحاليل و يبدو أنه في حال يرثي لها..
لكن بينما هو يبدو كأنه بين الحياة و الموت... فهو لديه أحلام دافئة تؤنسه فيها تلك الغالية علي قلبه و التي فقدها منذ زمن...

-ڤالنتينا...؟-

" كيف حالك ؟ أري أنك لست بأفضل حال.. "

" كلا أنا بخير و أسعي للانتقام منه... "

" كن حذرًا... عامةً لا تخف... أنا بخير.. و أرسل سلامي له ... ! "

-" ڤالنتينا... ! "-

***

استيقظ راسكولنيكوڤ مفزوعًا فهرع إليه الأطباء لتهدأته..
دخل ذلك الفتي المريب الغرفة للاطمئنان علي معلمه...

𝑯𝒐𝒘 𝒕𝒐 𝒎𝒂𝒌𝒆 𝒂 𝒄𝒓𝒊𝒎𝒊𝒏𝒂𝒍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن