تغير مسار فكرها

208 9 10
                                    

عندما دخلت العالم الأزرق_عالم الانترنت_ أعجبها كثيرآ وكانت سعيدةً جدآ بِدخوله
وبدأت كالطِفل تحاول إكتشافه وتعلم ما يُخفيه من اسرار
ونسيت تمامآ عالمها الحقيقي ، وأصبحت لا تكترث لأي شيئ يحصل فيه
وكأنها كانت تقول : انا أسمعك ياعالمي الحقيقي .. أنا اراك ..
لكني اكره الرجوع اليك .. لا أُريدك .. ابتعد عني .. لن اعود اليك ابدآ

واصبحت تتجاهله تمامآ

فتحت أبوابآ كثيرة في عالمها الجديد واول باب دخلته هو ال Facebook
بدأت باكتشافه واستمتعت كثيرا به واصبحت طوال النهار تتصفحه وتنشر فيه ما تعلمته في حياتها من والدها

وذات يوم
رأت تعليقآ يُسيئُ للصحابة رضوان الله عليهم اجمعين
اذهلها ذلك ايَّما انذهال
ولم تفكر وقتها في اي شيئ سوى متابعة قراءة التعليقات ..
وهي تقرأ أعجبها تعليق شخص *وكأن الذي كانت تُريد ان تقوله قد قاله *

ولم تستطع حينها ان تدافع عن اصحاب الرسول او ان تفعل اي شيئ
سوى ان تؤيِّد ذلك الشخص لانها كانت منهارة فكريآ وكأن لسانها قد انعقد

بعدها دخلت الى حساب ذلك الشخص الذي دافع عن اصحاب الرسول بكل شجاعة وارادت ان تعرف من هو ، ومن اين ، وكل شيئ عنه

كان اسمه زين العابدين من سوريا ومن جامعة حلب كلية الصيدلة
ومنتمي الى الجبهة الاسلامية _المعارضة السورية ضد بشار الاسد_
وكتبت له رساله تشكره على موقفه ودفاعه عن اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم

بعدها اصبحت تقرأ كل كلمة يكتبها لثقتها به ودخلت في كل المجموعات التي دخلها ومرت الايام واصبحت تعرف الكثير عن الثورة السورية وتتابع وتنشر الاخبار عنها لدرجة ان لهجتها تغيرت الى اللهجة السورية والذي يدخل حسابها لايشك ابدآ في انها فتاة سورية

تعرضت في هذه الفترة الى مضايقات من قبل صديقاتها واقاربها لانهم كانوا يتابعونها وقالوا لها : *اين وطنيتك ؟ اين انتمائك للوطن ؟ هل نسيت ما حدث لبلدك ايام الاحتلال الامريكي وما بعده ؟ وان الذي حدث ويحدث في بلدك هو اكبر مما حدث في سوريا *

هنا توقفت طويلآ وبدأت بمراجعة نفسها
هل ما يقوله هؤلاء صحيح ؟

عندها عرفت انها مقصرة في حق بلدها كثيرآ
وانها لم تفكر للحظة في ما حدث في بلدها من احتلال وقتل وتهجير وتشريد واعتقالات وسجون مليئة بالنساء

وبدأت تتحدث مع نفسها :
_اين كنت انا حينما احتل الاميركان بلدي ؟
_اين كنت انا حينما قُتِل من قُتِل وتهجر من تهجر ؟
_لماذا لم افكر في بلدي لماذا لم ادافع عنه ولو بالقدر المستطاع ؟؟
_لماذا لم اتكلم وانقل للعالم اجمع ما يحدث من جرائم يرتكبها الاميركان يوميآ بحق ابناء بلدي ؟
_لماذا لم أُتابع اخباره وما يجري فيه من مءاسي ومؤامرات ؟
_ألِهذه الدرجة انا بدون احساس !! ام كنت صغيرة ولم اوعي على مايحدث!! ؟
ام لم أجد احدآ يوجه فكري الى الذي كان يحصل ؟؟
_نعم لقد عرفت سبب علتي
_انا لم اجد احدآ يوجه عقلي وتفكيري الى مايحصل من مؤامرات وتقسيمات ومعاهدات واتفاقيات تحصل بين الدول الكبرى صاحبة القرار ضد الاسلام والمسلمين
_وان دكتور زين العابدين هو اول من وجه تفكيري الى مثل هكذا قضايا لهذا تأثرت به كثيرآ
_وكذلك صديقاتي عندما تحدثوا معي عن بلدي فهنَّ ايضآ كُنّ السبب في توجيه فكري الى قضية بلدي وما يجري فيه من احداث

وبهذا توجه فكرها الى اهم قضيتين * القضية السورية والقضية العراقية *

***____***____***____***____***____***____***____

انتهى الجزء الثاني من القصة اتمنى انه قد نال اعجابكم ...
انتظروني في الجزء الثالث قريبآ ان شاء الله ..
الى اللقاء ...
َ

فتاة في العالم الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن