ما كانت تشاهده في العالم الازرق اصبح حقيقة في مدينتها

144 6 7
                                    

كانت طوال وقتها تتابع الاخبار في العالم الازرق وتسمع عن الكثير من الفصائل المقاتلة لكنها لاتعلم من أين نشأت هذه الفصائل ومن هو قائدها او المسؤول عنها
فقط ترى الكثير من البوستات تنزل في المجموعات التي دخلتها على ال Facebook
وترى الكثير من الاشخاص ينتقدون ويتحاورون ويتفاعلون لكنها لم تكن تستوعب اي شيئ مما يقولونه لأنها في الاصل ليست منهم هي عراقية وهم سوريون ولاتعرف الكثير عن بلدهم وحتى بعض الكلمات لم تفهمها ولم تعرف معناها
لكنها احبتهم واحبت بلدهم وسبب حبها العميق انها وجدت فيهم ما لم تجده في نفسها
فهم يعرفون كل شيئ يدور حولهم ويحبون بلدهم ايما حب
وكانت طوال الوقت تتمنى لو تصبح مثلهم وتعرف كل شيئ يحصل في بلدها وخارجه ولا تبقى مقيدة بالتفكير المحدود والحياة المغلقة التي كانت تعيشها
فقبل دخولها العالم الازرق كانت تهتم بدراستها فقط ولا يهمها اي شيئ غير الدراسة وكانت لاتخرج ابدا حتى في الاعياد من بيتها
لكنها عندما دخلت العالم الازرق مجبرة وجدت الكثير من الاشخاص ومن جنسيات مختلفة كلٌ وتفكيره كلٌ وكلامه كلٌ وتصرفه
ووجدت في كل واحد منهم اشياء جعلتها تتمنى لو انها تملكها
وبقيت مدة طويلة تراقب كل تحركاتهم وكلامهم وكل صغيرة وكبيرة تحدث
فتعلمت الكثير الكثير

وهي تقرأ وجدتهم يحبون كثيرآ الدولة الاسلامية في العراق والشام وينشرون الكثير عن انجازاتها وهي لم تعلم لماذا هذا الحب ومن هي اصلآ الدولة الاسلامية
وبدأت تقرأ الكثير الكثير لكنها لم تعلم اي شيئ عما يقولونه
ومرت الايام ورأتهم قد انقلبوا ضدها وبدأوا يتكلمون عنها بسوء وايضا لا تعرف هي لماذا
واصبحوا يحبون جبهة النصرة ويُناصرونها
استغربت الفتاة كثيرا وارادت ان تعرف ما السبب
ورأتهم ينشرون ان الدولة الاسلامية بدأت بقتل كل الذين يقفون ضدها ويعتقلون شباب حلب ويجبرونهم على القتال معهم
هي لم تتخذ اي قرار في ذلك الموقف ولم تصبح معهم ولا ضدهم لانها لا تعرف حقيقة الدولة الاسلامية
ومنذ تلك اللحظة سعت جاهدة في ان تعرف الحقيقة وتعرف كل شيئ عن الدولة الاسلامية ومن هي ومن اين نشأت وكيف حصل ذلك
وكذلك الحال جبهة النصرة وباقي الفصائل المقاتلة
وهل هم على خطأ ام صواب
وفي تلك الاوقات كانت الدولة الاسلامية قد دخلت الى العراق وبدأت تقاتل في الانبار
الفتاة اصبحت حزينة على الذي يجري في الانبار من قتل وتهجير وبراميل متفجرة
كانت جزينة على الاطفال والنساء الذين يُقتلون كل يوم لكنها لم تتخذ اي موقف بشأن الدولة الاسلامية حتى تعرف حقيقتها وهل ما يُقالُ عنها صحيح ام افتراء

وبعدها جاءت الصدمة التي لم تخطر على بالها ابدآ
ففي عالمها الحقيقي الذي خرجت منه مجبرة كانت السنة الدراسية قد قربت على الانتهاء وسوف تبدأ الامتحانات النهائية والطامة الكبرى انها في اخر سنة دراسية وسنتها سنة تخرج من الجامعة ..
نظرت لنفسها وهي لا تعرف الا القليل القليل عن المواد التي كانت تأخذها في الجامعة
كيف ستؤدي الامتحانات !!؟
وبدأ قلبها يبكي قبل عينيها وهي تقول كيف سأنجح ؟!
وماذا اقول لأبي وأمي اذا فشلت في اداء الامتحانات !!؟
ودخلت في اصعب مرحلة في حياتها الدراسية ولم تعلم ماذا ستفعل
لكنها استسلمت للأمر الواقع وبدأت تحاول ان تراجع الاشياء التي تعلمها وتؤدي بها الامتحانات
وجاء اليوم الاول من الامتحانات وقررت ان لاتذهب لأدائه لكن امها غضبت غضبآ شديدآ عليها لانها تريد ان تنجح ابنتها من الدور الاول وتتخرج من الجامعة
وتحتفل بها
فسكتت الفتاة وقررت ان تذهب للامتحان ..
وثاني امتحان لم تستطع ان تقرأ اي شيئ فتفكيرها كان مشوشآ لدرجة كبيرة
ولم تكن مستعدة ابدا لخوض الامتحانات ولا لعمل اي شيئ ..
ومر ثالث امتحان وهي منهارة تمامآ واوضاع مدينتها تزداد سوءآ
وعندما رجعت من الامتحان نامت نومآ عميقا وعندما استيقظت حاولت ان تتصل بصديقتها المفضلة التي كانت تحبها منذ الصغر وبالفعل تحدثت معها قليلآ وهدأ قلبها وسكنت
وبدأت تضحك
وفي اليوم التالي ايضآ تكلمت معها وقضت وقتآ جميلا معها
هي لم تكلمها الا لأنها ارادت ات تُخرِجَ نفسها من دوامة التفكير والامتحانات والضغط الشديد والأوضاع السيئة التي كانت تشهدها مدينتها
وعندما جاء الليل وجدت نفسها لم تقرأ اي شيئ وامتحانها في الصباح وسيكون رابع امتحان سوف تخفق فيه
وبدأت تبكي بكاءآ قَتَّالآ
وفجأة تتصل بها صديقتها وتخبرها ان الدولة الاسلامية بدأت بهجومها على المدينة وتوقفت جميع الامتحانات الى اشعار غير مسمى
وهنا اختلطت المشاعر عليها
لا تعرف اتفرح ام تحزن
اتفرح لان الامتحانات قد تأجلت
ام تحزن لانها اصبحت هي وعائلتها ومدينتها في خطر كبير ومجهول

*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*__*
انتهى الجزء الثالث
انتظروني في الجزء الرابع قريبآ
الى اللقاء

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 13, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فتاة في العالم الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن