أخبروني

4 0 0
                                    

أخبروني
أخبروني أنني لست جميلة، و أن هذا الخمار يجعلني أبدو كامرأة كبيرة، و أنني لا أعرف شىء عن الموضة و أن هذه الملابس الفضفاضة لا تناسبي و لا تناسب عمري!
و أنني في مذهر العمر و يجب أن أعيش حياتي و استمتع بها دون قيود و أن اتخلص من هذا الخمار!
حقًا عجبًا لكم!
هل أصبحت هذه الملابس الفضفاضة و هذا الخمار الذي أمرنا الله به في نظركم هكذا؟
و الذي أرتدته أمهات المؤمنين و أشرف نساء الأرض!
و لكن هل أخبركم سرًا أصبحت لا أبالي بحديثهم؛ لأنني ادركت أنني سوف أقابل الله بمفردي، و سأحسب وحدي، لن يكونو بجانبي عند وقت الحساب، و لن يشفع لي أحد منهم، من هؤلاء الذين قالو أنني أجمل بدون الخمار، و أن وجهي بمساحيق التجميل أفضل بكثير، و أنني معقدة، و لا أفهم شىء في الحياة، وان الخمار أصبح عائق  أمام تحقيق أحلامي!
لم يكن و لن يكن الخمار في يوم من الأيام عائق في حياتي، بل جعل ثقتي بنفسي أقوي، و جعلني مثل الأميرات بثيابي الفضفاضة بوجهي البرئ الخالي من مساحيق التجميل، لا أستطيع وصف كمية السعادة التي شطط جميع مراحل الوصف عندما أصبحت ذات الخمار.
أريد أن أخبركِ عزيزتي أن الموت ينتظر علي الأبواب و أنه لا يفرق بين صغير أو كبير!
لذلك أستقيمي قبل فوات لأوان، و لا تبالي
بأي شىء يُقال، وتذكري أن هذه الحياة فانية و لا تستحق أن نضحي بالجنة من أجل ملذتنا.
أنتِ جميلة في كل الأوقات بثيبك الفضفاضة التي لا تصف جسدك؛لأنكِ غالية كثيرًا، وفي النهاية لم يزيدني الخمار و الملابس الفضفاضة سوي جمال ورقة وثقة.
گ/ملك مصطفي

تائهة بين طيات السطور *للكاتبة/ ملك مصطفى*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن