21 سيبتمبر | شمال سيبيريا - روسيا
تدخل عبر البوابات الحديدية ، ترحب بك رياح جليدية في المقبرة المهجورة الواقعة في قلب سيبيريا. يتحول العالم إلى أرض عجائب أحادية اللون ، حيث ارتدى كل سطح معطفًا أبيض نقيًا. رقصت رقاقات الثلج ، الدقيقة والمعقدة ، في الهواء ، وخلقت رقصة باليه آسرة تهمس بحكايات الشتاء.
كان الصمت الذي أحاط بالمقبرة عميقًا ، ولم يكسر إلا بسبب صوت نحيب باهت وقفت صفوف من شواهد القبور مثل الحراس ، ووجوههم المكسوة بالطقس محفورة بمرور الوقت كل علامة تحكي قصة ، ذكرى منسية محاصرة في العناق المتجمد لمكان الراحة الأبدي هذا.
ظل شخص جالس أمام قبر مردوم حديثا لروح أنتهت قصتها في هذا العالم الفاني وسط تلك المقبرة ، دافنا رأسه بين ساقيه طفل صغير وصوت شهقاته تغطي المكان وتتناغم مع زمهرير الرياح القارصة وأصوات تساقط صفائح الثلج الهشة ،و في لحظة ما تلاشت كل الأصوات سامحة لهمسات مرتجفة من البرد أن تخرج من ذاك الثغر المتجمد
' آ- آسف ...أنا... -أنا آسف ...لأنني لم أصل لتوقعاتك...آسف'
1 أكتوبر ؛ الساعة 6:45 | موسكو - روسيا
الساعة الخامسة صباحا وشوارع الحي يملأها الصمت وهذا بديهي فمن سيخرج في صباح خريفي بارد في عاصمة الثلج
،تخلل ذلك الصمت وصت خطوات سريعة و صوت دحرجة عجلات حقائب ،حقائب لفتاة ذات شعر طويل مموج بشكل طفيف، سواد شعرها كسواد قطعة من سماء الليل الصافية وعيون بنية فاتحة مائلة للون العسل تحجبها رموش سوداء كثيفة نوعا ما ،وفم وردي اشبه بفم قط فوقه أنف صغير حاد ،تجمعت هذه القطع الجميلة لتكون وجه ذو جمال بسيط ، كانت ملامحها ذات حدة طفيفة ، وازدادت حدة مع ارتسام على ذلك الوجه البهيّ ملامح عابسة بسبب عدم احتمالها لبرودة طقس الصباح الذي يزداد قسوة كل دقيقة تمركسى ذلك الوجه تورد بسبب البرد واحمرار طفيف لبياض تلك الأعين العسلية ،ورياح الصباح الباردة جعلت ذاك الفاه الوردي أحمر إحمرار دم قان
بدأت تزيد في سرعتها أكثر مع عدم إحتمالها أكثر لبرودة الجو ،إلى ان دخلت إلى أحد البنيات ،بدأت تصعد السلالم حاملة حقيبتا سفرها بين ذراعيها إضافة لحقيبة ظهرها الكبيرة لأربع طوابق متتالية الى انت توقفت عن باب الشقة رقم 14 مناظرة لرقم الباب بالارتباك رغم ارتسام ملامح السعادة على محياها المتجمد
عندما أدارت أنستارزيا المفتاح في القفل ، ملأ الترقب الأجواء. لقد تخيلت هذه اللحظة مرات لا تحصى ، حيث تصورت شقة مريحة وجذابة من شأنها أن تكون بمثابة خلفية لمساعيها الإبداعية. ومع ذلك ، عندما فتح الباب ، سرعان ما انهارت رؤيتها
كانت الرائحة الكريهة تداعب حواسها ، وبدا أن الغرفة تحمل إحساسًا طويلاً بالإهمال. الجدران التي كانت نابضة بالحياة في يوم من الأيام باهتة ومهترئة ، ومزينة بورق حائط مقشر تشبث بشدة بأجزاءه الأخيرة. صرخت الأرضية تحت ثقله ، وألواحها الخشبية مهترئة ومتضررة.
YOU ARE READING
warm snow
Romanceبينما كنت أعود نحو البوابات الحديدية ، ألقيت نظرة أخيرة على المشهد الثلجي. وقفت المقبرة كشهادة على مرور الزمن وحتمية دورة الحياة. وسط البرد والعزلة ، وجدت تقديريًا عميقًا للجمال الذي يجلبه الشتاء ، حتى في مكان تتجمد فيه الذكريات تحت البطانية البيض...