البوابة العجيبة

299 21 19
                                    

في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل داخل غرفة واسعة يوجد بها أريكة قرمزية اللون وشاشة تلفاز كبيرة وسرير بنفسجي اللون كانت هناك من تنام عليه، لتستيقظ علي صوت ينادي باسمها قائلًا: مريم يا مريم أيتها الفتاة.
ففتحت تلك الفتاة المدعوة مريم عيناها بتعجبٍ؛لأنها رأت دوامة حلزونية مفتوحة في جدار غرفتها.
اقتربت لتمد يدها داخل الدوامة لتجد يدًا تسحبها إلي الداخل! فكان نتيجة ذلك طُغيان صوت صراخها في تلك الغرفة وكان عبارة عن: أنقذوني أيها البشر الموجودين داخل المنزل، لكن كأنها خسرت صوتها "نعم يا عزيزي مثلما تصرخ في الحُلم" .
فجأة وجدت نفسها داخل مكان عجيب، لحظة هذا ليس مجرد مكان هذه مدينة ولكن لحظة!
من هذه الفتاة التي تقف بجوار مريم؟
أيعقل أنها هي التي سحبت يدها؟
"نعم هي بالتأكيد أهناك أحد غيرها مع مريم الآن؟"
تحدثت تلك التي كان وجهها أحمر من شدة الغضب: من أنتِ وبالتأكيد أنتِ التي سحبتِ يدي ...فلتجاوبيني علي أسئلتي الآن!
_حسنًا لتهدئي يا فتاة أنا نانسي... بالفعل سحبتُ يدكِ لكن الموضوع ليس كبير لهذه الدرجة.

_ليس كبير لهذه الدرجة! هل تمزحين معي؟ وبالأساس لماذا سحبتني؟

_حسنًا هذا موضوع كبير لتأتي معي وأخبرك بكل شئ

_بالطبع سآتي ليس لدي أي خيار

لترد نانسي علي مريم بمرح :خيار أم طماطم؟

زفرت مريم وتجاهلت ما قالته تحركت في الاتجاه الذي تحركت في نانسي لتجد أنهما وصلا إلي كوخ صغير ،نظرت مريم إلي نانسي لتجد أنها تخرج مفتاح من جيبها وتفتح به الباب.

تحدثت نانسي وهي تنظر لمريم التي تنظر بصمت إلي الباب: لقد فتح البابُ ادخلي يا فتاة ،حسنًا الأمر ليس صعب مدي رجلك وأدخلي.

_حسنًا سأدخل.

دلفتا إلي ذلك الكوخ مهلًا ما هذا هذا ليس مجرد كوخ بل من الداخل مزخرف بأجمل الزخارف ومُلون بأجمل الألوان ويوجد تُحف أثرية باهظة الثمن وتصميمه من الداخل غريب يشبه البلورة السحرية نعم فهو من الداخل علي شكل دائري ومن الخارج كوخ عادي.

كانت تتابع نانسي اندهاش مريم بهذا المكان "حسنًا لقد دهشت معها وأنا لم أري المكان "

وأخيرًا نطقت مريم وفي نبرة صوتها إعجاب شديد بالمكان :ما هذا المكان الرائع؟

نظرت إليها نانسي بشبه ابتسامة ظهرت علي وجهها ولم تنطق بحرفٍ واحد وفجأة تحركت للجدار الذي أمامها وضغطت علي شيئين محددين في الجدار لـيُلَف الجدار علي الجهة الأخري ويظهر باب آخر.

وفجأة توسعت عيني مريم العسلية وشهقت بخوف وقد ازرق وجهها وباءت تأخذ نفسها بصعوبة.

_اهدئي يا فتاة كنت مثلكِ عندما أتيت هنا لأول مرة.

_لحظة الستِ من هذه المدينة.

_لا بل أنا من عالم آخر.

_عالم آخر!... هل أنتِ جنية؟

_لا يا فتاة لست جنية أنا بشر مثلكِ وأتيت هنا بنفس الطريقة التي أنتِ أتيتِ بها ومن أحضرني كانت أمي وقد ضحت بنفسها كي أعيش
توقفت لحظة عن الحديث وقد تلألأت بعض الدموع في عينيها وقالت لندخل ثُم أخبركِ بالباقي.

تحدثت مريم وقد بدأت تشعر أنها هي السبب:أنا آسفة لم أقصد أن أذكرك بهذا.

_لا بأس أدخلي معي الآن.

دلفتا وقد بدأت ذات الشعر البني والعينان البنيتانِ التي تشُبُهان الخيوط الذهبية "مريم"تطمئن لذات الشعر الأشقر والعينان البنيتانِ التي تشُبُهان خيوط الذهب مثل الأخري "نانسي"
ثم وجدت مريم نفسها داخل مكان كبير نعم هذا قصر!
تحدثت وقد بدأت ترتعب مرة أخري :أين أنا؟

نظرت إليها نانسي بدون حديث لكنها نظرت إلي جدار آخر وتكلمت:انظري إلي هذا الجدار.

_حسنًا لكن هذا مجرد جدار.

لا لم يكن مجرد جدار فقد وجدت صورة لوالدتها نعم والدة مريم التي أخبرها أبيها أنها توفت منذ كانت صغيرة.

تحدثت مريم بحزن وقد بدأ ينهار كل شئ وضعته لنفسها كي لا تتذكر تنمر الأطفال عليها لأنها بلا أم بلا شخص يضع لها الطعام مثل الصغار بلا شخص يوصلها إلي المدرسة ويحتضنها بشدة :صورة أمي ماذا تفعل لديكِ؟

_هذه أمي نعم أنتِ أختي وهذه أمنا
سأحكي لكِ كل شئ كنت جالسة في يوم ولادتك بجوار أمي في المستشفى بعدما ولدتي لكن بعد ما جلستُ بجانب أمي وجدتها تحكي لي أن هناك شخصًا يريد أختطافك نعم أنتِ لم أفهم لما يريدون أختطافك وأنتِ صغيرة ولكن أكملت الاستماع لأمي قالت لي إنها ليست من هذا العالم لقد نفاها أباها الملك لأنها أرتكبت خطأ وكان هذا الخطأ هو أنها تكلمت بفظاظة مع أحدي الملوك الذين كان بينه وبين جدي حروب ولكن تم الصُلح بينهما لكن أمي تكلمت معه بفظاظة في جَمعة الصلح حسنًا أعرف أنه يدور في بالك أن لماذا أمي لتجلس معهم لقد كان يستوجب أن يجلس جميع الأسرة الحاكمة في جلسات الصُلح وبعدها قامت الحروب مرة أخري وأرسل جدي أمي إلي هذا العالم هو لا يكرهها لكن بسبب خطأ بسيط منها وبدون قصد جعلت بلدتها تتدمر ولكي ينتهي كل شئ استعان جدي بأحد السحرة وأرسلها إلي عالم البشر وفي ذاك الوقت الذي كانت أمي تحكي فيه ما حدث فتحت نفس البوابة التي فتحت لكِ ودخلنا بها وتوفت وبذلك الوقت حمتكي وحمتني ابعدتك عن الخاطفين وجعلتني في مكان لا يعرفه أحد وأعطتني بلورة تجعلني أعرف هل أنتِ بخير أم لا وعرفت هذه الليلة أنكِ بخير فسحبتك إلي هنا وهذه القلادة تركتها أمي لكِ وقالت أنها تحبنا.
ونعم لقد نسيت كانوا يريدون اختطافك لأنك الابنة الأصغر وأمي الابنة الصغري فـكانوا يريدون أخذكي قربانًا.

نهضت مريم واحتضنت أختها والدموع تتلألأ في عينيها وقالت:والآن ماذا سنفعل؟

أشارت لها نانسي علي كتاب فتحركت مريم تجاهه وفتحته ووجدت تعويذة وقرأتها لتجد أباها معهم ويحتضنهم
قال أبوهما والذي يدعي رحيم :نعم أعرف بكل شئ لكن هي يا مريم فلتحررينا ونعم أمكما لم تمت بل حبسها الملك هي أقرئي التعويذة الثانية لأنك أنتِ التي كنتِ ستكونين قربانًا في محلها
ابتسمت مريم وقرأت التعويذة وظهرت أمها واحتضنت الفتاتين.

وفي النهاية عاشوا سعداء.

ــ كاترين حلمي

بوڨيستري من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن