كان مصيرها النجاح

65 7 0
                                    

في داخل مكان يظهر عليه الرقي، والفخامة، جدرانه بنيةُ اللونِ داخله مكاتب كثيرة، وبعض الأشخاص يجلسون علي كراسي مرتبطة بالمكاتب.
كانت تقف تلك في وسط المكان، وتتلقي صراخ مديرها الغاضب، وهو يقول وملامح وجهه يرتسم عليها الغضب:"ماذا بكِ يا ليلى لم تأتِ لي بأي خبر مفيد منذ أكثر من شهر!"

لترد عليه المدعوة بـليلى وقد ظهر عليها التوتر:"لا أجد أي أخبار مهمة لأكتب عنها صدقني أيها المدير، ولكن ماذا أهم من أن الباندا تنقرض؟"

ليستأنف مديرها حديثه وقد طفح به الكيل منها ومن أخبارها:"أنتِ مطرودة."

خرجت ليلى من ذلك المكتب، وهي تمسح دموعها المنهمرة علي وجهها؛ التي نتجت من صراخ مديرها العالي عليها، ثم أكملت طريقها إلي منزلها، ودلفت إلي غرفتها التي كان تصميمها بسيط بشدة ولونها الأبيض المزين بنقوش فرعونية، وبعض العبارات المكتوبة علي ورق ملاحظات مختلف الألوان والأشكال والتي كان منها باللغة الفرعونية "لا تستلم أنت دائمًا ناجح"، وعبارة أخري باللغة الإيطالية:"أنت تستطيع"، وعبارة أخري باللغة العربية:"هل تستسلم لأن مجرد حلم صغير ضاع، ولو ضاع منك حلم كبير هل كنت لتفعل ذلك؟ الله له حكمة في تدبير كل شيء".

أغمضت عينيها بحزن وقد رمت نفسها علي سريرها، ثم نهضت بعزم أن تجد فرصة أخري تجعلها ناجحة، لتتحرك نحو المرحاض وتغسل وجهها بالماء وتجففه وتذهب لتمسك الجهاز اللوحي الخاص بها وهي تبحث عن طرق للتطوير من النفس، ثم أخذت تفكر "التطوير لذاتي مفيد فعلًا لكنني أشعر أنني لا أحتاج لذلك، أنا حقًا أشعر أنني لم أعد أحب ما أفعل، لم أعد أهتم بالبحث عن الأخبار كما كنت أنا حقًا لا أشعر أنني قادرة علي البحث عن الأخبار!"

أنهت تفكيرها باتجاهها لسريرها مرة أخري، لتستلقي عليه وهي متعبة من التفكير حقًا.

ثم تغط في نومٍ عميق لينتهي هذا اليوم بالنسبة لها، وعند إشراق الشمس في يوم جديد كانت ليلي مستيقظة بكل نشاط وقد ارتدت ملابس للجري وانطلقت في إحدى الشوارع، وقد قررت أن تبدأ حياتها لمرة أخري ولكن هذه المرة بكل نشاط ولا أمل للاستسلام.

وتوقفت عند إحدى المقاعد الموجودة في الحدائق العامة وجلست تشرب البعض من الماء، ثم تقف وهي تتجه نحو إحدى المتاجر؛ لشراء زجاجة مياة أخري بدلًا من التي نفذت.

"أريد زجاجة ماء"
كانت هذه الجملة التي انطلقت من ليلي وهي تمد يدها بالمال من ثم رجعت لمقعدها وارتشفت بعضًا من زجاجة المياة التي اشترتها، لتعود لمنزلها وتبحث عن عمل، بالإضافة أنها عادت لهوايتها المفضلة مرة أخري «التصوير».

انتهي اليوم وانتهت معه خيبات من الأمل، لتنشأ ذرات متبعثرة من الأمل في كل مكان.

في صباح يوم جديد في تمام الساعة السابعة صباحًا، فتحت أعينها ثم نهضت ورتبت فراشها ثم جلست علي حافته وهي تقرر أن تتخلص من فقدان الشغف الذي طغى عليها كليًا، هي لم تكن هكذا هي فقط تحتاج بعض الراحة.

بوڨيستري من عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن